فَنُّ الْحِواْرِ ، وأَدَبُ الْأَخْلَاقِ
سرى العبيدي
أصبح الكثير من المجتَمعات العربية الآن يعانى من أزمة أخلاق فى الوقت الذى أصبح الانفتاح كبيرا .
و أصبح ايضا هناك تطورًا كبيرا فى مجتمعاتنا تلك ، وتيسرت وسائل العيش عمَّا كانت عليه من قبل.
فبالأمس كانوا يعانون من ضغوطات العيش أكثر بكثير مما يشتكى البعض الآن ، ولكن _ و رغم ذلك_ كان لدبهم رُقىٌّ فى أخلاقهم.
إنك قد تجد العديد من الناس حاصلين على شهادات عُليا و هم فى مراكز مرموقة ، ولكن مع أول احتكاك بهم من خلال موقف ما ؛ تظهر كل حقائقهم الخفيَّة :
عقول فارغة
أخلاق دنيئة.
لا تغرنَّكم المظاهر الزائفة :
كثير منا من يغتر بالمسميات و الألقاب الاجتماعية ، فلا نرىٰ سوى الغلاف ، وننسى المحتوى.
فما الفائدة من التمتع بقدر كبير من العلم إذا لم يعلمك ، فن الحوار وأدب الأخلاق ؟!
توجد مسألة هامة وهي:
الْوَعْىّ
وهذا كنا نجده فى الجيل السابق، بالرغم من عدم تلقيهم قدرا كبيرا من العلم ، فكان مستوي تعلمهم منخفصا إلا أنهم كانوا ذَوُو وعىّ كبير و أخلاق عالية ، بتميزون بالنضج الفكرىّ و القيم و الإنسانية . لا يصدر منهم إلا كل ماهو طيّب ، وهذا هو ما نفتقده اليوم .
ادب الحوار و فن التعامل:
يقولون : أن الخلاف لا يفسد للوَد قصية ، لكن الجاهلين إذا اختلفوا شبَّت خصومات و قطع للرحم ، و العلاقات الاجتماعية.
فأسلوب حوراهم لا يطاق ؛ لا يعرفون إلا السب والقذف من غير سبب لمجرد أن أحدهم لم يأتى على هواهم.
لقد ذهبت المعانى الإنسانية و أصبحت اخلاقنا فى أزمة ، أصبح من الضرورىّ عمل توعية دينية لفن التعامل مع الآخر أيَّا كانت صلة القرابة مع الطرف الآخر،
إلى هذه اللحظة أغلب مشاكلنا بسبب أننا لا نعرف كيف نتعامل مع الآخر بأدب .
و احترام الدين معاملات و اخلاق محمودة ، و مودة و إنسانية . و قليل من يعى و يطبق ذلك.