حرية – (8/12/2020)
علق رئيس الجمهورية برهم صالح، الثلاثاء، على الأحداث الراهنة في اقليم كوردستان، تحديدا ما تشهده محافظة السليمانية من احتجاجات شعبية، سرعان ما تطورت الى حرق للمباني ومواجهات مع القوات الأمنية.
وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الجمهورية، في بيان تلقت – حرية – نسخة منه (8 /12/ 2020): “نُتابع بقلق واهتمام بالغين تطورات الأحداث في مدينة السليمانية منذ أيام، من تظاهرات واحتجاجات شعبية وما رافقها من أعمال عنف، أدّى الى إصابة عدد من المواطنين والقوات الامنية، وتعرض عددٍ من المباني الى الحرق والدمار”.
واكد صالح “على أن التظاهر السلمي حق دستوري مكفول يجب احترامه وعدم التجاوز عليه، ومن حق المواطنين التظاهر سلمياً للمطالبة بحقوقهم المشروعة، خصوصا تلك المرتبطة بتامين العيش الكريم لهم ولعائلاتهم من الرواتب وتحسين الأوضاع والخدمات العامة”.
وتابع، “ويجب على السلطات ذات العلاقة تلبية هذه المطالب، والعمل على حلول جذرية لمشكلة الرواتب وتحسين الأحوال المعيشية، وذلك عبر خطوات سريعة وجدية ترتكز على المصارحة وتوجيه موارد الشعب لخدمة المواطنين، وانتهاج الطرق الحقيقية في الإصلاح، إذ أن التجاوز على المال العام والفساد الإداري والمالي والسلب والنهب والتهريب يجب أن يتوقف”.
واكد رئيس الجمهورية، “نكرر هنا، ان العنف ليس حلاً لمواجهة مطالب المواطنين المشروعة، ويجب احترام إرادة ومطالب المتظاهرين السلميين”، مطالبا “من القوات الأمنية التصرف حسب القانون والابتعاد عن استخدام العنف، وفسح المجال امام وسائل الاعلام لممارسة عملهما بحرية دون تقييد او تضييق او اعتداء”.
واشار الى أن “اللجوء الى العنف خطأ فادح وليس الطريق السليم لإيجاد الحلول. اذ أن استخدام العنف يُلطخ سمعة القوات الأمنية التي تقوم مهمتها في الحفاظ على الامن والاستقرار وحماية أرواح وممتلكات المواطنين، كما ان العنف يعمل على تشويه سمعة المتظاهرين السلميين وتحرف مطالبهم”.
ولفت الى انه “على سلطات الاقليم الاستماع للمطالب الحقة للمواطنين، وعلى المواطنين احترام القوات الأمنية والمحافظة على الممتلكات العامة والامن العام، ونكرر طلبنا من المتظاهرين والقوات الأمنية الابتعاد عن العنف وعدم افساح المجال لوقوع نتائج لا تُحمد عقباها”.
واكد في ذات الوقت، أنه ” يجب على الجهات المشاركة في الحكومة ان تعمل بجدية وبأقصى سرعة، لإيجاد حلول جذرية للأزمات من اجل تلبية مطالب المواطنين، وأن الطريق الأفضل امام حكومة الإقليم لحل الأزمة المالية التي تعصف بها هو العمل على التوصل لاتفاق شامل مع الحكومة الاتحادية في ما يتعلق بالرواتب ومستحقات الاقليم من أجل توفير الحياة الحرة الكريمة للمواطنين”.
وأعلنت مستشفى طوارئ قضاء دربندخان بمحافظة السليمانية في إقليم كردستان، تسجيل 10 إصابات حتى الآن في التظاهرات التي تشهدها المدينة.
وجاء في بيان مقتضب للطوارئ، تلقت – حرية – نسخة منه (7 /12/ 2020) إن “10 أشخاص أصيبوا على الأقل، فيما تم نقل أحدهم إلى السليمانية لشدة خطورة حالته”. أفادت مصادر طبية، الإثنين، بمقتل متظاهر ثانٍ خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مدن عدة من إقليم كردستان.
وذكر مصدر في مستشفی خالد كرمياني بقضاء كفري، في حديث لـه , أن ” شاباً يبلغ من العمر 22 عاما قُتل اثناء احتجاجات الليلة في المدينة”.
واضاف المصدر أن “الشاب القتيل يدعی آسو سلمان حامد، واصيب برصاصة في منطقة الرأس وسط مدينة كفري”.
ويضم قضاء كفري الواقع إلى الشمال الشرقي من ديالى عدة نواحيَ منها (جبارة وزنانة وسرقلعة وكوكس وخان) وتتبعها ما يقارب المئة قرية.
واظهرت مشاهد وثقتها عدسة “ناس كورد”، الإثنين، لحظة مقتل أحد المحتجين في قضاء جمجمال جنوبي السليمانية.
وقالت مصادر محلية، يوم (7 /12/ 2020)، إن “الشاب القتيل يُدعى آدم يحيى ويبلغ من العمر تسعة عشر عاماً”.
واعلنت مديرية صحة محافظة السليمانية، الاثنين، مقتل واصابة 3 متظاهرين خلال الاحتجاجات في قضاء جمجمال جنوب المحافظة.
وذكر المتحدث باسم دائرة الصحة في القضاء شريف رحيم، في تصريح متلفز، تابعته- حرية – (7 /12/ 2020)، ان “شاباً متظاهرا لقي حتفه، بطلق ناري، فيما اصيب اثنان اخران، خلال الاحتجاجات التي شهدها قضاء جمجمال هذا اليوم”.
ولم يكشف المتحدث باسم الصحة، تفاصيل أكثر عن الحادثة والجهة التي أطلقت النار صوب المتظاهرين.
وطالب محافظ السليمانية هفال ابو بكر، الاحد، القوات الأمنية بالابتعاد عن المواجهات والاحتكاك، فيما عبر عن رفضه إعاقة العمل الاعلامي خارج القانون.
وذكر ابو بكر في بيان، تلقت – حرية – نسخة منه، (7 /12/ 2020)، “ندعم مطالب شعب كردستان وحرية التعبير والتجمع السلمي، ونقف ضد مضايقة حياة الناس ’ واضاف ابو بكر “نقف بشكل صريح وواضح مع حرية التعبير ونرفض الرقابة واعاقة العمل الاعلامي خارج القانون بمن فيها قناة ان ار تي وبقية وسائل الاعلام” لافتاً انه “نقف ضد استعمال السلاح واللجوء للعنف أيا كان مصدره ونطالب القوات الرسمية بالابتعاد عن المواجهات والاحتكاك” واشار الى ان “الوضع الصحي والمعيشي والمالي الصعب لبلدنا يتطلب الحوار والجلوس معا والعمل التضامني وتحمل المسؤولية”.
وأكد رئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني، الاثنين، أن الأوضاع الصعبة التي يعيشها الإقليم خارجة عن ارادة ورغبة حكومته، محذراً المواطنين من محاولات “البعض” استخدام قوت الناس لمصالحه الشخصية.
وقال بارزاني في بيان، تلقت – حرية – نسخة منه، (7 /12/ 2020)، إن “حكومة كردستان تبذل جميع مساعيها وامكانياتها لاجتياز الأوضاع المالية الصعبة التي يمر بها الاقليم والعراق والعالم”، مشيرا إلى أنها “تواصل المفاوضات مع الحكومة الاتحادية للحصول على الحقوق والمستحقات المالية الخاصة بالإقليم التي لم ترسلها لحد الآن للأسف على الرغم من ان حكومة الاقليم ابدت المرونة الكاملة من أجل الوصول لاتفاق في إطار الدستور”.
وأعرب بارزاني عن “اسفه بأن البعض يريد أن يوظفوا قوت الناس لمصالحهم الشخصية وبحجة الدفاع عن حقوق ومطالب شعب كردستان ويحاولون التخريب والاحراق وخلق الفوضى”، مطالباً “المواطنين بألا يقعوا تحت تأثير المساعي وأهداف التخريبيين الذين يستهدفون تعقيد وتخريب الاستقرار في الإقليم”.
كما طالب بارزاني الاطراف السياسية في الاقليم، بـ”أن تكون متعاونة لاجتياز هذا الوضع الصعب وحماية السلم وكيان اقليم كردستان الذي يعد واجب الجميع”، مشيراً إلى أن “حكومة اقليم كردستان من دون شك تشعر بالحمل الثقيل وصعوبة حياة المواطنين وتعبر عن شكرها لصمودهم وتعد التظاهر السلمي والحضاري حقاً مشروعاً للناس في اطار القانون”.
وأضاف أن “مساعي التخريب تختلف عن المطالب المشروعة للناس، لذلك فأن الدوائر والمؤسسات التابعة لحكومة الإقليم مسؤولة عن حماية حياة المواطنين بمن فيهم المتظاهرين”.
وشدد بارزاني على “منع خلق الاضطراب والفوضى واللجوء إلى العنف وتخريب الاماكن العامة والخاصة والمقرات”، مؤكداَ على “تقديم المخالفين إلى القانون”.
وأشار بارزاني إلى أن “هذا الوضع الصعب خارج عن ارادة ورغبة حكومة كردستان، لذلك أطالب المواطنين بألا يقعوا تحت تأثيرات المساعي والرسائل التخريبية التي تهدف لتعقيد وتخريب الاستقرار في الإقليم”، لافتاً إلى أنه “يتوجب على الاطراف السياسية في كردستان بأن تكون متعاونة و متعاضدة من أجل اجتياز هذا الوضع الصعب وحماية سلم وكيان الإقليم الذي يعد واجب الجميع”.