حرية – (19/12/2020)
اعتبرت مجلة فورين بوليسي، أن إسراع الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن بالعودة للاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه دونالد ترامب عام 2018، سيكون قرارا محفوفا بالمخاطر، ومن المتوقع أن يثير انقساما على نطاق واسع.
وجاء في تقرير للمجلة، “أصبح واضحا الآن أن بايدن يسعى للعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني بأسرع وقت ممكن، بعد تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة، في العشرين من يناير /كانون الثاني المقبل”.
وأضاف التقرير أن “الإسراع بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني يضمن أن يبدأ بايدن ولايته بجدل وانقسامات واسعة، فيما يتعين على الرئيس المنتخب أن يستغل مزايا سياسة الضغط الأقصى التي مارسها ترامب ضد طهران، في الضغط على الجمهورية الإسلامية للحصول على شروط أفضل في اتفاق جديد”.
ونقلت الصحيفة عن الكاتب والصحفي الأميركي جاك سوليفان، قوله: “نحن في موقف شديد الخطورة، منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، فإن إيران أصبحت قريبة من امتلاك السلاح النووي”.
وتشمل الخطوات التي قامت بها إيران بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، تعزيز مخزون اليورانيوم، والتخصيب إلى مستويات أعلى من النقاء، واختبار أجهزة طرد مركزي أكثر قوة.
وقبل أسبوعين، أصدر البرلمان الإيراني “قانونا يطلب من الحكومة، نشر الآلاف من أجهزة الطرد المركزي المتقدمة؛ لإنتاج مخزون من اليورانيوم المخصب بنسبة 20%، ووضع قيود كبيرة على عمل المفتشين الدوليين التابعين للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في حالة عدم تخفيف العقوبات المفروضة على طهران”، خلال الأسابيع الأولى من حكم بايدن.
ورأت المجلة تلك، أن “التهديد الإيراني يستهدف توجيه رسالة شديدة الوضوح إلى بايدن”، مفادها: “إما رفع العقوبات أو مواجهة أزمة نووية يمكن أن تعرقل رئاستك”.
وقالت “أيا ما كانت الفوائد التي يرى بايدن أنه يمكن تحقيقها من الرضوخ للابتزاز الإيراني، فإن المخاطر والتكاليف المحتملة يجب أن تكون واضحة أيضا، وسوف يكون رد الفعل الأميركي الداخلي شرسا للغاية، من غالبية الجمهوريين وكذلك بعض الديمقراطيين البارزين”.
وأضافت أنه “من المهم الإشارة إلى معارضة أبرز نائبين ديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، وهما بوب مينينديز، وبن كاردين، ناهيك عن زعيم الأقلية الديمقراطية جاك تشومر، للاتفاق النووي في عام 2015”.
وتابعت، “لا يوجد سبب للاعتقاد بأن القتال المرير الذي خاضه هؤلاء النواب ضد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما فيما يتعلق بالاتفاق النووي الإيراني سيكون أقل حدة في الجولة الثانية”.
ورأت المجلة أن “تعهد بايدن بالعمل على إيجاد أكبر قدر من التوافق الحزبي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، في التعامل مع أصعب الأزمات التي تواجه الولايات المتحدة سيتعرض للخطر، في ظل رغبته
في إحياء الاتفاق النووي، ومنح الإرهاب الذي يرعاه النظام الإيراني طوق النجاة اقتصاديا، ما يمكن أن يكون بمثابة الدواء المسموم، الذي سيؤدي إلى عرقلة أجندة بايدن”.
وخلصت “فورين بوليسي” في نهاية تقريرها، إلى التأكيد على أن بايدن “يحتاج إلى الذكاء في التعامل مع هذا الملف الشائك، وإلا فإنه سيضع نفسه أمام سؤال مهم للغاية: ماذا سيستفيد إذا نال ما يريد بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني وخسر رئاسته؟”.