حرية – 29/1/2021
امتدت أزمة الفيلم الإيراني المثير للجدل من الأروقة السياسية في إقليم كردستان إلى المساجد، إذ احتج مصلون على توجيهات صدرت من سلطات الإقليم إلى خطباء الجوامع للحديث عن القضية.
وقال مصدر صحفي إنّ المصلين في جامع “الإسراء والمعراج” وسط أربيل، غادروا المسجد قبل انتهاء مراسم الخطبة الدينية والصلاة، بعد أن بدأ الخطيب بانتقاد الفيلم الإيراني.
وبيّن المصدر، أنّ اللجنة الدينية أصدرت يوم أمس قراراً للخطباء يلزمهم بالحديث عن “الاستهزاء والرد على الفيلم الإيراني الذي يتحدث عن دور قاسم سليماني في نجدة أربيل أثناء الحرب ضد داعش”.
كما أشار، إلى أنّ عدداً كبيراً من خطباء السليمانية وحلبجة وكرميان امتنعوا عن تطبيق أمر الأوقاف ولم يخصصوا خطبهم للحديث عن الفيلم، موضحاً أنّ القرار الذي صدر قبل يوم أمس أثار ردود فعل مختلفة بشأن علاقة السياسة بالدين وبخطب الجمعة، فيما رفضت أوساط دينية “زج الجوامع في الصراعات السياسية”.
https://www.facebook.com/watch/?ref=external&v=585447815690246
اتهم رئيس اقليم كردستان نيجيرفان بارزاني، الثلاثاء، وكالة إيرانية بتشويه الحقائق والاستخفاف بقوات البيشمركة ورئاسة الاقليم وتغييب صمود شعب كردستان، من خلال انتاج فلمين عن أربيل والبيشمركة وحرب داعش.
وذكر بارزاني في بيان، تلقت “حرية” نسخة منه، (26 كانونا لثاني 2021)، انه “في الفترة الأخيرة حاولت وكالة فارس للأنباء بإيران، عن طريق إنتاج فيلمين عن أربيل والبيشمركة وحرب داعش، أن تشوه الحقائق وتستخف بالبيشمركة وبرئاسة إقليم كوردستان وتغيّب صمود شعب كردستان”.
واضاف، ان “مساعدات إيران لإقليم كردستان خلال فترة حرب داعش عززت العلاقات بيننا، لكن تلك الوكالة الرسمية في جمهورية إيران الإسلامية بتصرفها هذا تحاول الإضرار بالعلاقات والصداقة بيننا، إن هذا التصرف يضايق أرواح الشهداء الذين استشهدوا جنباً إلى جنب في خنادق مواجهة داعش”، موضحاً انه “لا شك أن عملاً متخماً بالمغالطات وبتشويه الحقائق والمنّ بهذه الصورة، لا يتفق بأي شكل مع أخلاق وسلوكيات القائد الشهيد قاسم سليماني، لذا فإن تصرفاً كهذا ليس إخلاصاً لجمهورية إيران الإسلامية والقائد الشهيد، بل يفسد العلاقة المتينة التي نمّاها القائد قاسم سليماني مع إقليم كردستان”.
واشار الى ان “مساندات جمهورية إيران الإسلامية لشعب وأطراف إقليم كردستان في الأوقات العصيبة وفي بداية هجوم داعش على كردستان ومساعدتها للبيشمركة بالسلاح والعتاد وعدد من المستشارين بقيادة القائد قاسم سليماني، هي دائماً محل شكر وتقدير وقد أعلن إقليم كردستان هذا بوضوح في حينه”، مضيفاً “كما أننا لن ننسى أيضاً مساعدة التحالف الدولي ضد داعش، وخاصة المساعدات الأمريكية المؤثرة وطويلة الأمد، وكذلك مساعدات الدول الأوروبية والإقليمية، وأيضاً الأحزاب الكوردستانية في الأيام الأولى لهجوم داعش على كردستان”.
وبين “لقد كانت مساعدة البيشمركة بالسلاح والعتاد من جانب إيران ثم المساعدات واسعة النطاق للحلفاء مهمة جداً، لأنه لم يكن مسموحاً لحكومة إقليم كوردستان أن تتزود بالسلاح من الخارج كما لم تكن الحكومة العراقية تزود البيشمركة بالسلاح والعتاد، وكانت قوات البيشمركة تواجه وحشية داعش وأسلحته المتطورة بأسلحة بسيطة جداً”.
واوضح انه “في فترة هجوم وحرب داعش، قامت قوات بيشمركة كردستان بقيادة وخبرة سنوات عديدة من نضال الرئيس مسعود بارزاني في صفوف البيشمركة، بصفته رئيساً لإقليم كوردستان وقائداً عاماً لقوات بيشمركة كوردستان، بإيقاف هجوم داعش على الأرض وهزمت قوة داعش في المنطقة، وكان ذلك هزيمة لقوة ظلامية كانت تهدد كل دول المنطقة والحرية والأمن في كل العالم”، مبيناً ان “إقليم كردستان كان دائماً موطناً للتعايش السلمي بين القوميات والأديان المتنوعة، وأصبحت من جديد ملاذاً لحماية النازحين واللاجئين من كل القوميات والأديان والطوائف، وذلك بمساعدة حكومة إقليم كردستان وشعب كردستان والمنظمات المحلية والعالمية، وقبلهم جميعاً في ظل الدفاع الباسل للبيشمركة”.
وتابع “إننا نعد هذين الفيلمين إهانة لصمود شعب كردستان وقيادة إقليم كردستان، كما نعدهما استخفافاً ببطولات البيشمركة ودماء شهداء كردستان، وفي نفس الوقت استهزاء بمبادئ وأفكار القائد الشهيد قاسم سليماني، في الحقيقة، لن نستفيد شيئاً من إنتاج أفلام هابطة تجافي الواقع من هذا القبيل، سوى السعي لتخريب التعاون الإقليمي واختلاق الخلافات بين الشعوب الصديقة في المنطقة”.
وختم بارزاني بيانه قائلاً: “لذا ومن منطلق علاقات الصداقة والتعاون التاريخية مع جمهورية إيران الإسلامية، نطالب جمهورية إيران الإسلامية باتخاذ موقف مناسب من هذين الفيلمين اللذين سببا الأذى لمشاعر شعب كردستان”.
وأعلنت إيران، الأحد، فتح تحقيق بشأن الفلم القصير الذي أصدر مؤخراً وتناول “نجدة” قائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني لرئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، في فترة سيطرة داعش على عدد من المدن العراقية.
وقال رئيس مكتب العلاقات الخارجية في حكومة إقليم كردستان سفين دزيي في تصريحات صحفية تابعها “ناس”، (24 كانون الثاني 2021)، “لقد سلمنا مذكرة احتجاج إقليم كردستان إلى جمهورية إيران، وسلمنا إشعاراً للقنصلية في أربيل”.
من جانبه أوضح القنصل العام الإيراني في اربيل نصرالله راشنودي في مقابلة تلفزيونية تابعها “ناس”، أن “قاسم سليماني كان يحترم قادة اقليم كردستان، وتمتلك إيران علاقات تاريخية مع القادة الكرد وبارزاني يعرف موقفنا بأننا ضد مثل هذه الافلام”.
وتابع، “بعض الأطراف يريدون تخريب علاقاتنا والتحقيق جار بشأن إنتاج هذا الفيلم”.
وردّ عضو مجلس القيادة في الحزب الديمقراطي الكردستاني، علي عوني، على مشهد جاء في فيلم قصير من إنتاج شركة تابعة للحرس الثوري الإيراني، يتحدث عن ما وصفها “استغاثة” رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني، بقائد فيلق القدس الإيراني السابق قاسم سليماني، عقب اجتياح تنظيم داعش مدينة الموصل.
وقال عوني، في حديث لوسائل إعلام تابعه “ناس”، (23 كانون الثاني 2021): إن “الفليم وأحداثه عبارة عن تصورات وروايات في مخيلة الفرس على غرار الأساطير القديمة ورواية أحادية لا يدعمهما الشهود ولم تكن أربيل محاصرة من قبل داعش مثلما يروج له الإيرانيون”.
وأضاف عوني، “ساندتنا طائرات قوات التحالف، وأمدنا الإيرانيون بأعتدة عسكرية بينها قنابر هاون، إلا أنها كانت منتهية الصلاحية ولم نستفد منها في وقتها”، مبيناً أن “مسعود بارزاني شكر دور الإيرانيين والتحالف لمساعدتنا في حرب داعش لكن هذا لا يعني أن نُتهم بدعم داعش كما جاء في الفيلم في وقت كنا ضحية كبيرة للتنظيم وقدمنا أكثر من ألفي شهيد وآلاف الجرحى الذين يعانون حتى الآن من الإعاقة”.
وتابع عوني “المهزومون والهاربون يخلقون قصصا لسد عقدة حقارتهم الشخصية”.
وبشأن تأثير الفيلم على علاقات إقليم كردستان وطهران، قال عوني: إن “جميع الكردستانيين مستاؤون من سياسات إيران التي تتهكم بمقدسات الكرد خاصة مسعود بارزاني الذي نعتبره مرجعا كبيرا للكرد ليس في كردستان العراق فقط بل في جميع دول المنطقة”.
ووجه عوني سؤالا للإيرانيين: “لماذا أنتم صامتون تجاه هجمات اسرائيل في سوريا ضدكم لكنكم تتنمرون على جيرانكم؟.. وأنا بصفتي القيادية في البارتي أدين التصرف الإيراني في الآونة الأخيرة عبر إنتاج الأفلام المنافية للحقائق والإساءة إلى الأزياء الكردية”.
ونشرت شركة تابعة للحرس الثوري فيلما من 9 دقائق، يوم أمس الجمعة، تحدث عن نجدة قاسم سليماني لرئيس إقليم كردستان السابق وزعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود بارزاني، حيث يظهر بارزاني في الفيلم خائفا ومهجوراً من قبل حلفائه الغربيين حينما يبلغه مساعدوه بتقدم داعش صوب أربيل لحين تمكنه من الاتصال بسليماني رغم تذكير أحد مساعديه له قبل الاتصال بالإيرانيين أنه كان متوافقاً مع أبوبكر البغدادي.
ويظهر سليماني مع أبو مهدي المهندس في الفيلم في أربيل بمعية عدد محدود من القيادات العسكرية الإيرانية ويستقبلهم بارزاني بحفاوة.
وأثار الفيلم ردود فعل من قيادات و نواب الديمقراطي الكردستاني منذ نشره.