حرية – ( 28\2\2021 )
قامت بعض البنوك في العراق بإبلاغ وزارة المالية عن خروج أموال بالملايين من حسابات مصرفية لعملائهم لحساب شركة غير معلومة أنشطتها، وبنفس الوقت دخول مئات الملايين أيضًا إلى حسابات عملاء آخرون بمنطقة بغداد، مما أثار الجدل فيما يحدث من وراء الكواليس.
وفي سياق متصل، اثبتت الجهات المختصة أن بعض العائلات في العراق بدأت تظهر عليهم مظاهر الثراء الفاحش، حيث السيارات الفاخرة والفلل والقصور بشكل مبالغ فيه جدًا خلال الأشهر الماضية، مما يدعو للشك بأن ثمة شيء غير طبيعي يحدث في وقت يعاني فيه أغلب شعب العراق من الظروف الاقتصادية المتردية. ورصدت جهة من الدولة بالتعاون مع البنوك أسماء أشخاص من محافظة كركوك، صلاح الدين وشمالي العاصمة بغداد والذين تضخمت حساباتهم البنكية بصوره غير منطقية ومُبالغ فيها، مما يثير التساؤلات حول مصادر تلك الملايين، وبدأت أيضًا بعض الصحف والمواقع على الإنترنت تتحدث عن هذه الظاهرة، وانتشر الخبر على العديد من المنتديات والمواقع الاجتماعية.
على إثر هذه المهاترات، تكلفت الإدارة العامة للتحريات المالية بالبحث عن ما يجري في هذه المناطق بهدف معرفة مصادر هذه الأموال، حيث رصدت الإدارة العامة للتحريات المالية بأن هناك 66 فرد من بغداد قد تضخمت ثروتهم بما يزيد عن 20 مليون دولار، ومنهم موظفين في الدولة، لا تتجاوز رواتبهم 300 دولار شهريًا.
وقد تم استجواب 25 منهم، وتبين بالأدلة والمستندات إثبات بأن هذه المبالغ تم تحقيقها من خلال ما يسمى بتداول العملة الذهبية على الإنترنت، أو ما يُسمى بالعملة الإلكترونية، من خلال شركة جديدة تتخذ الخليج العربي والإمارات مقراً لها، والتي تستخدم أنظمة تقنية متقدمة جدًا للتجارة والاستثمار على منصة يمكن المتاجرة بها من اي مكان. ومن خلال الاستجواب في مقر الإدارة العامة للتحريات المالية، ثبت بأن تقاضي تلك الأموال قد تم بصورة قانونية، ولا يوجد أي شبهة او تلاعب، وأن هذه التجارة شرعية وقانونية ومتوافقة مع الدستور والشريعة الإسلامية.
وعلى أثر ما حدث، بدأ الجدل الكبير جدًا حول هذه الشركة في مناطق مختلفة من الدولة، وهناك الآلاف الذين بدأوا إيداع الملايين بهدف الاستثمار بهذه العملة الذهبية، والتي وصلت شعبيتها الذروة عندما قام شخص في بريطانيا بتحقيق 32 مليون دولار امريكي في أقل منعام، وباستثمار لم يتعد 1,000 دولار.
والأغرب في الموضوع، بأن هناك شخصيات عراقية مرموقة تشتري وتبيع هذه العملة في هذه الشركة الجديدة، وقال مصدر موثوق لجريدة المتداول الخليجي بأن هناك شخصية عراقية معروفة رفضت بالإفصاح عن اسمها قامت بإيداع 30 مليون دولار بهدف تحقيق عوائد ضخمة لا تقارن بأي استثمار آخر، حيث أن نسبة الربح بالتداول على هذه العملة يصل حتى 30% شهريًا.
وقد كشفت التحقيقات مع الشركة بأنها تعمل بشكل قانوني تمامًا، وهناك أيضًا معلومات مؤكدة تثبت بأن هذه الشركة قد حققت ارباح ما يزيد عن 300 مليون دولار في أقل من نصف سنة. وحاليا تعكف السلطات على مراقبة أنشطة هذه الشركة بشكل يومي وآمن.
وقد ورد عن العديد من المواطنين، بأن هذه الشركة لا تقبل الكثير من المستثمرين، حيث لابد على الشخص المستثمر أن يجتاز مقابلة هاتفية اولاً، وأن أغلب المستثمرين يتم رفضهم بسبب الإقبال الكبير والذي يُعد بآلاف يومياً، وعدم قدرة هذه الشركة للرد عليها بسبب حجمها الحالي. ومن جانب آخر، قال وزير التجارة والاستثمار، بأن تجاره العملات الذهبية مميزة، وهذه الشركة لديها نظام يحمى المتداولين بنسبة قد تصل إلى %85.
وفي نفس السياق، قال وزير المالية بأن هذه الشركة تعمل بشكل قانوني، وتقوم كافة المؤسسات المالية فى الدولة بمراقبتها للتحقق من نزاهتها وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها نحو المودعين، انتشار هذه العملة الذهبية قد يساهم باقتصاد العراق، الأمر الذي قد يؤدي إلى قوة صرف مقابل العملات الأخرى، كما أن المتاجرة بهذه العملة الذهبية لا تبني اقتصاد الدول، بل تزيد من ثروات الأشخاص المنفردين، وتحقق لهم عوائد كبيرة.