حرية – (2/3/2021)
في منطقة نائية ذات جغرافيا معقدة تقع اقصى جنوب ناحية كنعان (20 كم شرقي ديالى)، ارتكتب مجزرة مروعة طالت رعاة أغنام، لتفتح جروحا قديمة وتنبئ بخطر جسيم يهدد خاصرة بغداد، وكالعادة بصمات الجاني واضحة.
ويقول مدير ناحية كنعان مهدي الشمري ، إن “رعاة اغنام كانوا يجوبون الاراضي الزراعية في اطراف قرى بني زيد وهم وقطعانهم، وهم من اهالي واسط وليسو من ديالى”، لافتا الى أن “مسلحين أوقفوا 3 منهم واعدام اثنين رميا بالرصاص اما الثالث وجد مختبئا بعد تمكنه من الهروب من موقع الهجوم”.
ويوضح الشمري، أن “الجريمة تحمل بصمات داعش”، مبينا أن “الجناة التقطوا صورا للمجني عليهما قبل وبعد قتلهما وفق رواية شاهد العيان”.
ويشير الشمري الى أن “ما حصل يظهر عودة خلايا داعش النائمة الى هذه المناطق التي تشكل خاصرة العاصمة بغدادـ ما يستدعي تحركا جديا لانهاء تلك الخلايا التي تحاول العبث بالامن والاستقرار”.
أما سلام خير الله وهو مزارع من سكنة قرى بزايز كنعان الجنوبية يقول ان “قرى بني زيد اغلبها مهجورة وهي تضم جداول ومنازل كثيرة ونشاط داعش فيها ليس بالامر المفاجئ، حيث تم العثور في الاشهر الاخير على مضافات واعتدة ومتفجرات وعبوات ناسفة، وتم قتل 6 من عناصر داعش في هذه المناطق من قبل القوات الأمنية”.
ويضيف خير الله، أن “وجود رعاة أغنام في منطقة ليست مستقرة خطأ جسيم تسبب في وقوع هذه المجزرة البشعة بحق أبرياء يسعون وراء رزقهم في ارض الله الواسعة”.
أما عضو لجنة الامن والدفاع النيابية عبد الخالق العزاوي يقول ، إن “بزايز كنعان هي خاصرة بغداد بالفعل، وهي تمتاز بجغرافيا زراعية معقدة على امتداد عشرات آلاف الدونمات، وشهدت في العامين الماضيين خروقات متكررة من قبل خلايا داعش وسقط خلالها ضحايا”.
ويبين العزاوي، أن “بزايز كنعان وصولا الى بزايز بهرز تضم فراغات واسعة وقرى مترامية الأطراف ومهجورة لم يعود اهاليها حتى الان”، لافتا الى أن “إعادة مسك الارض هو الخيار كفيل بإنهاء اي اعتداء او خروقات امنية تحدث انطلاقا منها”.
الى ذلك أكد حسن سمير الشمري، وهو مراقب أمني، إن “بعض مناطق بزايز كنعان او بهرز لاتزال غير مستقرة، وهجوم الامس بالفعل يحمل بصمات داعش”، لافتا الى ان “3 من اهم قادة داعش قتلوا في تلك المناطق خلال الاشهر السبعة الماضية”.
ويلفت الشمري إلى أن “الهجوم على الغنامة هو اول نشاط داعشي خلال عام 2021، وهذا يدل وجود خلايا نائمة في تلك المناطق المعقدة جغرافيا”، لافتا الى ضرورة “إعادة النظر بآليات مسك الأرض وتحصين القرى والمناطق القريبة لتفادي حصول نزيف الدم”.
واعتبر ما يحدث في بزايز كنعان وبهرز، بأنه “مؤشر خطير يهدد خاصرة بغداد، لأنها مناطق مفتوحة عل منطقة النهروان جنوبي بغداد، وتمثل اول بوابة للعاصمة من جهة ديالى”.
وكان مسلحون هاجموا مساء أمس رعاة أغنام قرب قرى بني زيد في جنوب ديالى وقتلوا اثنين وخطفوا ثالث، لكن سرعان ما عثر عليه بعد تمشيط المنطقة لأكثر من نصف ساعة وكان مختبئا بعد هروبه من قبضة مسلحي داعش.