حرية – (12\3\2021)
من جديد، يعملُ العراقيون على صياغةِ مفهومٍ مختلفٍ للمعارضة التي تعاطوا معها على مدى عقودٍ طويلة في تاريخه القريب والحاضر، فالتّعريفُ الكلاسيكي للمعارضة السياسية _عراقياً_ كان يضع النظام السياسي والحكومة والحزب الأوحد في دائرة الإسقاط، ورَسَمَ المعارضون على هذا الأساس خطوط سلوكهم وعلاقتهم مع الدولة بشكلٍ عام.
باستثناء العهد الملكي الذي كانت معارضته تقترب إلى حدٍّ ما من التعريف المتفق عليه في قواميس الفكر السياسي والديمقراطي، إلا أن المعارضة العراقية انتقلت في نهاية خمسينيات القرن الماضي وما تلاها إلى معارضةٍ مسلحة مؤدلجة، لذا شهدنا انقلابات عسكرية وبؤر ثورية وخلايا جهادية وتنظيمات عسكرية نتيجة قمع السلطة لتلك المعارضة، أو أنها أصلاً كانت تؤمن بالسلاح لفرض واقعٍ ما بالقوة، ما رسّخ صورةً في الذهنية السياسية بعد كل هذه السنوات أن هدف المعارضة هو إسقاط الدولة وكل ما يرتبط بالنظام ومؤسساتها.
د . احسان الشمري