حرية – (18/3/2021)
قالت “هيومن رايتس” في إندونيسيا إن النساء والفتيات في جميع أنحاء البلاد يواجهن ضغوطا مكثفة ومستمرة لارتداء الحجاب، وهو اعتداء على الحقوق الأساسية في حرية الدين والتعبير والخصوصية.
وأوضحت أندرياس هارسونو، الباحثة في المنظمة الحقوقية: “ارتداء الحجاب يجب أن يكون اختيارا ولا ينبغي أن يكون قانونا إلزاميا.. هناك اعتقاد متزايد في جميع أنحاء إندونيسيا أنه إذا كنت امرأة مسلمة ولا ترتدي الحجاب، فأنت أقل تقوى وأقل أخلاقيا”.
وحددت “هيومن رايتس ووتش” أكثر من 60 لائحة محلية وإقليمية اندونيسية تمييزية، تم إصدارها منذ عام 2001 لفرض قواعد لباس المرأة. وتم تفسير لائحة حكومية وطنية صدرت عام 2014، على نطاق واسع، على أنها تتطلب من جميع الطالبات المسلمات في الدولة التي يبلغ عدد سكانها حوالي 270 مليون نسمة ارتداء الجلباب في المدرسة.
وذكر التقرير أن “المدارس الحكومية الإندونيسية تستخدم مزيجا من الضغط النفسي والإذلال العلني والعقوبات لإقناع الفتيات بارتداء الحجاب”.
وكانت إيفا حنيفة ميسباخ في 19 من عمرها عندما توفي والدها وأخبرتها عائلتها بأنه لن يذهب إلى الجنة لأنها رفضت ارتداء الحجاب، وهو غطاء للرأس.
وتعمل ميسباخ الآن كطبيبة نفسية في باندونغ، بجاوة الغربية، حيث تقدم المشورة لعشرات الفتيات الإندونيسيات، اللواتي تعرضن للنبذ والتخويف والتهديد بعدم الذهاب إلى المدرسة، لأنهن رفضن أيضا ارتداء الحجاب.
تجربة الفتاة ميسباخ البالغة حاليا من العمر 45 عاما هي واحدة من تجارب كثيرة تشاركها النساء والفتيات في أكبر دولة ذات غالبية مسلمة في العالم، بما في ذلك حالات طرد فتيات من المدرسة.
وتكرس إيديولوجية إندونيسيا التنوع الديني، وتضم البلاد أقليات مسيحية وهندوسية وبوذية وأقليات أخرى، لكن حالات المحافظة الدينية وعدم التسامح مع المعتقدات الأخرى غير الإسلام، تزايدت خلال العقدين الماضيين.
وتذكرت طالبة مسلمة في المدرسة الثانوية، أن اثنين من زملائها أخبروها أن عليها ارتداء الحجاب لأن “خصلة من الشعر التي تظهر تساوي خطوة واحدة نحو الجحيم”.
وأثارت قضية تلميذة مسيحية في غرب جزيرة سومطرة أجبرت على ارتداء الحجاب مشكلة وطنية الشهر الماضي، مما دفع وزارة التعليم والشؤون الدينية إلى إصدار مرسوم يمنع المدارس العامة من إلزام الملابس الدينية.