حرية – (29 \4\2021)
وجه عدد من المواطنين العراقيين العالقين في جمهورية الهند، نداءً عاجلاً إلى الحكومة العراقية من أجل انتشالهم من مأساتهم اليومية، واعادتهم إلى العراق.
وفي حديث لـ (بغداد اليوم)، طالب عدد من المواطنين العالقين في الهند “الحكومة العراقية بإجلائهم العاجل وعدم ابقائهم في دلهي، المدينة التي يذهب إليها أغلب العراقيين لغرض العلاج وإجراء العمليات الجراحية”.
وأشاروا خلال حديثهم إلى أنهم “يعيشون أوضاعاً صعبة جداً في الهند، بعد إكمالهم الفحوصات الطبية، أو العمليات الجراحية، ليعيشوا الآن وسط كارثة تفشي وباء كورونا في الهند بسلالاته المتطورة”.
يقول مهيمن الصالحي، أحد العالقين في دلهي، : “حياة العراقيين هنا في خطر، نحن نعيش أسوأ اللحظات، فقد انهينا القضايا الطبية التي جئنا من أجلها إلى الهند، ونريد العودة بشكل عاجل إلى العراق”.
ويضيف “هناك حظر تجوال في الهند، يمنعنا من التنقل، كما وان أجور العمليات الجراحية التي وصل الكثيرين إلى دلهي من أجلها ارتفعت أسعارها إلى الضعف بسبب الجائحة، وما تتعرض له الهند من كارثة صحية”.
وتابع: “صار الحصول على سرير في المستشفيات الهندية، أمر صعب للغاية، المرضى العراقيون يدفعون ضعف الأسعار من اجل اكمال مراجعاتهم الطبية”.
ويمضي بالقول: “الكثير من المستشفيات اغلق ابوابها بوجه العراقيين، بسبب الجائحة، وعادوا إلى الفنادق، وهم ينتظرون اغاثتهم من قبل الحكومة العراقية، خصوصا مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية، هناك من يجد صعوبة في سد رمقه، كونه جاء بمبالغ تكفي لرحلته العلاجية، وليس لديه أي فكرة عما سيواجهه”.
ووصف عضو خلية الازمة النيابية، سلمان حسن، أمس الاربعاء (29 نيسان 2021)، قرار تعليق السفر مع الهند بـ “الإجراء الاستباقية”، للحيلولة دون نقل السلالة الهندية من فيروس كورونا، إلى العراق.
وقال حسن ، إن “حركة السفر بين العراق والهند مرتفعة، بسبب العلاقات التجارية بالإضافة الى الرحلات العلاجية ما جعل قرار ايقاف الرحلات امر لابد منه لتفادي انتقال السلالة الى العراق”.
وأضاف، أن “هناك عدداً كبيراً من العراقيين موجودون في الهند حالياً، ولدينا تواصل مع وزارة الخارجية للاطمئنان على أوضاعهم”.
وأشار حسن، إلى أن “هناك مساع إلى وضع خطة عمل مشتركة من أجل تأمين نقل الراغبين بالعودة الى بلادهم من خلال جهد وطني بالتنسيق مع الحكومة”.
وفي وقت سابق، كشف السفير العراقي لدى الهند، فلاح الساعدي، عن أوضاع العراقيين هناك بعد التفشي الكبير لوباء كورونا.
وقال الساعدي إن “أغلب الطلبة العراقيين يدرسون في الهند على نفقتهم الخاصة، والهند دخلت في حظر شامل في هذا الأسبوع، لكن حركة المطارات ووسائل النقل جميعها مفتوحة، بإمكان الطلبة العودة إلى العراق، لأن هناك 3 طائرات أسبوعياً تتوجه من الهند إلى العراق، مبينا أن السفارة العراقية لم يصلها أي تبليغ من العراقيين حول إصابتهم بكورونا”.
وأضاف، أن “العراقيين المصابين بكورونا يذهبون الى المستشفيات في الهند، ولا يبلغون البعثة الدبلوماسية، مبينا أن، المرضى العراقيين يحصلون على فحوص مزورة من داخل العراق، ويصل بعضهم إلى الهند وهو مصاب، والقانون في الهند يمنع نقل الجثة إذا كانت مصابة بكورونا”.
وتابع سفير العراق لدى الهند، أن “هناك أكثر من 10 حالات وفيات عراقيين في الهند، تبين أنهم كانوا مصابين بكورونا ولدينا أقل من 3 آلاف طالب عراقي في الهند”.
وزاد الساعدي، “سنويا 70 ألف عراقي يأتي إلى الهند بغية العلاج في مستشفياتها والهند دخلت مرحلة خطيرة وهناك نقص في الأسرة بالمستشفيات”.
وبحسب وسائل إعلام دولية، فقد تجاوز إجمالي عدد الوفيات جراء الإصابة بفيروس كورونا في الهند حاجز الـ200 ألف، مع عدم ظهور أي علامة على تراجع الضغط على العديد من المستشفيات وسط الموجة الجديدة من تفشي الفيروس التي يعتقد أنها مرتبطة بسلالة متحورة جديدة.
ويعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أكبر بكثير من المحصلة الرسمية، مع عدم تسجيل العديد من الوفيات رسميا.
ولا تزال إمدادات الأكسجين منخفضة للغاية في جميع أنحاء البلاد، بحيث أمست السوق الموازية (السوداء) هي الخيار الوحيد لبعض الناس.
وتعمل محارق الجثث بلا توقف، بل وتحولت مواقف السيارات إلى محارق مؤقتة، وفقا لوسائل الإعلام.
وكان هناك ما لا يقل عن 300 ألف إصابة جديدة كل يوم في الأسبوع الماضي، مع أكثر من 360 ألف حالة جديدة خلال الـ24 ساعة الماضية.