حرية – (24/5/2021)
يترقب الشارع العراقي يوم غد الثلاثاء (25 أيار 2021) بخوف وقلق بسبب الدعوة لتظاهرة جماهيرية في بغداد وباقي المحافظات للمطالبة بالكشف عن الجهات التي تقف خلف قتل الناشطين في التظاهرات، والضغط على الحكومة لمحاسبة تلك الجهات.
ويؤكد ناشطون في تنسيقية التظاهرات وأعضاء كتل انبثقت عن تظاهرات تشرين 2019، موقفهم الداعم تظاهرات 25 أيار، مشددين على أن تظاهرة يوم غد لابد منها بسبب مماطلة الحكومة عن كشف قتلة الناشطين وعدم الإيفاء بأي من وعودها السابقة، في حين بينوا أن التظاهرة لم تتم الدعوة لها بسبب مقتل الناشط إيهاب الوزني، بل كان الوزني من ضمن الدعاة لها ضمن تنسيقية التظاهرات.
الامين العام لحركة نازل اخذ حقي مشرق الفريجي، قال ، إن “شيئا لم يتغير منذ (25 تشرين الأول 2019) ولغاية هذا اليوم دوافعنا موجودة والاساسيات موجودة وازدادت، سابقاً كانت نقص خدمات وبطالة وفقدان الأمل والأمان وهذه الأسباب لازالت موجودة، بالإضافة الى ذلك هنالك عملية استهتار من الحكومة ووعودها الكاذبة وانتقالها الى خانة الصمت المريب عن قتل المتظاهرين وكشف القتلة والصمت امام السلاح الذي يقتل كل صوت يحاول ان يغير أو يحاول أن يثبت فساد أو عملية قتل أو يحاول أن يغير الوضع”.
وأضاف الفريجي، أن “هذه الأسباب دعتنا الى ان نعود الى المطالبة بالأمن والأمان فنحن لا نملك حاليا غير الشارع وتكاتفنا فيما بيننا لذلك رجوعنا في يوم ٢٥ ستكون هنالك مطالبة كبيرة بالكشف عن القتلة ومطالبة كبيرة بتغيير سياسة السلطة بحيث تذهب بعيدا الى كشف المتورطين بالقتل، ونعتقد بأن الضغط الجماهيري سيدفع السلطة لتغيير ادواتها باعتبار ممكن أن يهدد أمن النظام السياسي بالكامل إذا لم يتم الاستجابة لمطالب المتظاهرين”.
من جانبه قال عضو حزب البيت الوطني عمار المياحي، إن “بعض أحزاب السلطة قالت ان الشهيد إيهاب الوزني تم قتله لتأجيج الوضع ودفع الناشطين باتجاه التظاهرات، لكن هذه التظاهرات تم التحضير لها سابقاً لوقف الاغتيالات بحق الشباب، وإيهاب كان من أوائل الأشخاص المستعدين للخروج في هذه التظاهرات ضد هذه السلطة التي لم تتخذ اي اجراء ضد الميليشيات وعمليات القتل”.
وبيّن المياحي، أن “الدعوة الى تظاهرات يوم الخامس والعشرين في بغداد، لم تنطلق في هذه الأيام، بل انطلقت عندما كان الشهيد ايهاب الوزني موجوداً من ضمن التنسيقية التي كانت توجه ساحات الاحتجاج وتحث الشعب على الخروج في مظاهرات ضد هذه المنظومة الفاسدة، وبالتالي يوم ٢٥ / ٥ كان متفق عليه بحضور الشهيد إيهاب الوزني، والخروج في هذا اليوم هو ضد استهتار السلطة وضد تسويف حكومة الكاظمي ومماطلتها وكل الأحزاب التي شكلت هذه الحكومة”.
وأضاف أنه “بعد مرور أكثر من سنة على تسلم الكاظمي الحكم لم يكشف عن أي قاتل للناشطين ولم يكشف عن مصير المغيبين من الناشطين، الكاظمي لم يصدر عنه أي إجراء فقط اكتفى بالتصريحات وغيرها وهو غير قادر على كشف هذه المجاميع والعصابات لأنهم هم من وضعوا الكاظمي وقبله عادل عبد المهدي بالتالي خروجنا في هذا اليوم هو ليكون الصوت عالي ضد هذه الميليشيات ضد هذه الأحزاب التي تقتل الشباب”.
وأشار المياحي، إلى أن “هذه الحكومة تريد أن تشركنا في قضية الانتخابات وهي لم تهيئ أبسط شروط الأمن للمواطن العادي فكيف بأمن المرشح والناخب؟، وبالتالي فأن الشعب سيقول كلمته في بغداد يوم ٢٥ / ٥ وكل المحافظات اتفقت أن يكون الصوت عالٍ في هذا اليوم لإيقاف هذا الاستهداف والهجمة الغاشمة باتجاه شبابنا والناشطين والأصوات الوطنية والقمع بساحات التظاهر والاعتقالات التعسفية وبالتالي هذه هي القضية التي سنخرج عليها والمطلب الأهم هو الكشف عن قتلة المتظاهرين والناشطين وأن هذا المطلب كفيل بأسقاط هذه الحكومة”.
يشار إلى أن ناشطين مدنيين ومنظمات دعت إلى الخروج في تظاهرة ببغداد وبقية المحافظات، يوم الخامس والعشرين من شهر أيار الجاري، للمطالبة بالكشف عن الجهات المسؤولة عن اغتيالات العديد من الناشطين في التظاهرات وإعلاميين، تم اغتيالهم خلال السنوات الأخيرة، خاصة بعد تظاهرات تشرين لعام 2019، كان آخرهم الناشط إيهاب الوزني من محافظة كربلاء.
وإيهاب الوزني، هو أحد أبرز ناشطي محافظة كربلاء، ومن مؤسسي التنسيقيات الاحتجاجية هناك، ويشارك في الاحتجاجات بشكل مستمر، وقد قتل على يد مسلحين مجهولين، فجر يوم الأحد (9 أيار 2021)، أمام منزله وسط كربلاء.