حرية – (31/5/2021)
ايام قلائل تفصلنا عن الذكرى الاولى لتأسيس الحشد الشعبي في ذكراه السابعة، ومع هذه الذكرى تروج دعايات وتسريبات واخبار عن طريق تسجيلات او منشورات او لقاءات تدعو لتكرار تجربة انصار الله في اليمن وبسط سيطرتها الكلية على عشرة محافظات بشكل كامل وتبديل المحافظين ورؤساء الوحدات الادارية وتكليف رئيس وزراء جديد وتعطيل الدستور واعلان الطورائ وهذا الاجراء هو مطروح للنقاش على طاولة صناع القرار في ضمن الحشد ومصادر القرار.
وتطرح بين الاوساط المؤيدة هنا رؤيتان، الاولى تأجيل التنفيذ الى وقت اخر تكون فيه الظروف اكثر ملائمة ، والرؤية الثانية تريد التنفيذ الان اخذة بنطر الاعتبار انكفاء الولايات المتحدة بملفات اكثر اهمية لها واقل وجعا لرأسها، اذا لم يعد البعد الاقتصادي في الشرق الاوسط مهما لها فالنفط بدا يتراحع دوره عالميا والولايات المتحدة اصبحت مصدرة له بعد ان كانت تستورد ثلثي الانتاج العالمي، واصحاب هذه الرؤية متحمسين لتنفيذ رؤيتهم غير آبهين بالنتائج، والرؤية الاخرى تطرح تأجيل تطبيق الرؤية لما بعد الانتخابات لانها قد تفضي الى وصول رئيس وزراء ينفذ اجنة اصحاب القرار بالحشد الشعبي وعندها لاحاجة لمغامرة غير محسوبة النتائج.
النتائج المحتملة هي قد ينجح هذا المشروع بدعم ايراني منقطع مع احتمال حصول مواجهات تنتهي في النهاية باستلام الحشد مقاليد الامن ويتبعه حل الاجهزة الامنية النظامية وتفريغها من محتواها بشكل كامل.
والنتيحة الثانية قد يتدخل مجلس الامن الدولي ويفرض عقوبات قاسية تشل الاقتصاد العراقي وتعرض المنطقة الوسطى والجنوبية الى فوضى عارمة حقيقية ينعكس على المجتمع ويزيد من الضغوطات الاقتصادية، وانا ارجح تحقق الرؤية الثانية في حالة الاقدام على مثل هذا التصرف.
والرؤية الثالثة، فان القوات الامنية ستفوت الفرصة وتمتلك زمام المبادرة وتسيطر على الوضع وتحفظ هيبة الدولة وهذا الامر غير مستبعد لاسيما بعد جرعة المعنويات التي اعطاها رئيس الوزراء في اخر احتكاك بين القوات الامنية والحشد.
لكن لو نجحت الرؤية الاولى فهناك فان كردستان ستزحف نحو كركوك وسهل نينوي ومناطق اخرى حتى خارج المناطق المتنازع عليها، والسيناريو الاخر تدخل القوات التركية لامناص منه بالسيطرة على ولاية الموصل وتبقى ايران تسيطر على بغداد ومناطق شمال وصولا الى سامراء وهذه جمهورية الشيعة التي يطمحون اليها لابعدها ولاخلفها من سامراء الى البصرة وماتبقى ليس مهما ولكن قد تقودهم الاطماع نحو غاز الانبار وكبريت المشراق.
ومع كل هذا يبقى الحسم للجيش العراقي بضبط النظام واجهاض كل الرؤى المحتملة وسيناريوهاتها .
د.غالب الدعمي