حرية – (7/6/2021)
ظهرت دعوات في مواقع التواصل الاجتماعي في العراق، لإزالة تمثال الخليفة العباسي الثاني أبو جعفر المنصور من وسط العاصمة بغداد.
وبرزت الدعوات التي تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، باسم جماعات تزعم أنها شيعية وتريد إزالة التمثال لأسباب تاريخية تتعلق بروايات موروثة.
تمثال ابو جعفر المنصور
تمثال أبو جعفر المنصور هو تمثال لمؤسس وباني بغداد التاريخية أبو جعفر المنصور. يقع التمثال في جانب الكرخ من بغداد في منطقة المنصور. تم إنشاؤه في سبعينيات القرن العشرين وغدى واحداً من أبرز معالم المدينة. قام بنحت هذا التمثال النحات العراقي خالد الرحال أحد أبرز رواد الحركة الفنية الحديثة.
التمثال عبارة عن منحوتة من النحاس لوجه الخليفة العباسي مركبّة على جسم من الطابوق الذي يشكل بناء صغير وفيه باب خشبية ومزينة بالزخارف الإسلامية ويقع التمثال على ساحة صغيرة مدورة مزينة بالأشجار والأعشاب.
تعرض التمثال بعد حرب عام 2003 كغيره من النُصٌب والمعالم البغدادية والعراقية للتخريب وتم تفجيره كليّاً حيث لم يصمد إلا الرأس النحاسي من التخريب. بعد عامين تقريباً من تفجيره بدأت أعمال ترميم التمثال بالكامل لسابق عهده من قبل أمانة بغداد وفقا للتصاميم الاصلية وبشكل جديد وقد تم افتتاحه في يونيو/حزيران 2008.
معلومات
أبو جعفر عبد الله المنصور بن مُحمد بن عَلي بن عبد الله بن العباس بن عَبْد المُطلّب بن هَاشم القُرشيّ (95 هـ / 714 : 158 هـ / 775) هو الخليفة العشرون من خلفاء الرسول، والخليفة العباسي الثاني، وهُو المؤسس الحقيقي للدولة العباسيةِ، وباني بغداد، وقد بويع له بالخلافة في شهر ذي الحجة عام 136 هـ بعد وفاة أخيه أبي العباس عبد الله السفاح، وكان السفاح أصغر منه سنًا، ولكن تولى الخلافة قبله امتثالًا لوصية أخيهم إبراهيم الإمام، وكان السبب في هذا هو أن السفاح أمه عربية حرة، وكانت أم المنصور أَمة بربرية تُدعى سلامة. وُلِدَ المنصور في الحميمة من أرض الشراة من البلقاء الواقعة في الشام في جنوب الأردن تحديدًا في صفر في عام 95 هـ، ونشأ بها ثم ارتحل إلى الكوفة مع عائلته بعد أن ألقى مروان بن محمد القبض على أخيه إبراهيم الإمام، وقد ساعد أخاه أبا العباس السفاح في السيطرة على الدولة الإسلامية، وفي تثبيت حكم بني العباس، وقد ولاه السفاح أرمينية وأذربيجان والجزيرة الفراتية، وأيضًا استعان به في إخماد الثورات التي قامت عليهم في بدايات الدولة العباسية، وقد عهد له السفاح بالخلافة من بعده، وبعد وفاة السفاح في أواخر عام 136 هـ أصبح المنصور هو الخليفة، وبويع له في البلاد في أول عام 137 هـ.
بنى الخليفة أبو جعفر المنصور مدينة بغداد على شكل دائرة وأطلق عليها اسم مدينة السلام أو دار السلام وتم بناء المدينة في أربع سنوات من (149-145) على شكل دائرة يحيط بها سور يسمى السور الأعظم، وأربع بوابات، البوابة الأولى تسمى باب الشام التي تقود إلى بلاد الشام، والبوابة الثانية تسمى باب الكوفة التي تقود إلى محافظة الكوفة والبوابة الثالثة تسمى باب البصرة التي تقود إلى محافظة البصرة والبوابة الرابعة باب خراسان الذي يقود إلى الفارسيين أو دولة إيران وداخل المدينة كان هناك جامع المنصور الذي كان مربع الشكل ودواوين الحكومة ومساكن الناس والجيش. ونشطت الحركة العلمية حيث وصلت الحضارة العباسية إلى أوج عظمتها فكان هناك عدداً من العلماء منهم الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي اشتهر بعلوم النحو وعلوم العروض (لمعرفة نظام الشعر وأوزانه) والقاضي أبو يوسف في علم الفقه والمسعودي في الجغرافية واليعقوبي ويبرز جابر بن حيان في الكيمياء وابتكروا الإسطرلاب لرصد حركة النجوم والكواكب وحنين بن إسحاق ومعظم من إفراد أسرته في اللغة والأدب وكان حنين يشرف على أهم مكتبة في عهد المأمون وهي مكتبة بيت الحكمة فأصبحت بغداد أكبر مركز علمي وثقافي آنذاك يقصدها طلاب العلم من مختلف أنحاء العالم للدراسة في مدارسها وجامعاتها مثل المدرسة المستنصرية.