حرية – (11/6/2021)
تقرير – عبد الكريم الحمداني
دفع الناس في اقليم كردستان لا سيما البسطاء و أصحاب القوت اليومي، ضريبة كبيرة إثر اضطرارهم للخضوع الى الاجراءات الوقائية في الحرب ضد الجائحة، وسط معاناتهم الاقتصادية التي بدأت منذ سنوات و لم تنتهي حتى الآن.
الكثير من الوظائف يمكن تاديتها عن بُعد في الظرف الراهن، الا ان اغلب الوظائف ذات الدخل المنخفض يصعب اتمامها دون حضور اصحابها، مما شكلت الاجراءات الوقائية ضغطا كبيرا وقع على كاهل هذه الشريحة التي من الصعب ان تقوم بتخزين المؤن كونه يشكل عائقا ماليا مستحيلا امامهم.
المتحدث باسم وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في اقليم كردستان اريان احمد قال إن “الضرر الذي اوقعه فيروس كورونا على شعب كردستان لا يختلف عن الآخرين شيئا، لا سيما ما اصاب الطبقة الفقيرة والكسبة التي تحصل على قوت يومي مقابل العمل”.
وأضاف: “عملنا على ايصال المساعدات والسلات الغذائية الى الاشخاص المحتاجين من خلال ثلاث منظمات بتوجيه وتم تامين الاحتياجات اليومية لنحو 140 الف عائلة حيث سببت الجائحة ضررا كبيرا لهم”.
وأشار احمد إلى ان “الوزارة دفعت من اجل الضغط على اعادة فتح المعامل والشركات ولكن ضمن شروط تضمن سلامة العمال من الاصابة بكورونا”.
وأكد احمد أنه “تم تحديد الرواتب لهم حسب الساعات التي يعملون بها في محاولة لتقليل الضرر بالقدر الممكن ونستطيع ان نقول اننا تجاوزنا الازمة بقدر المستطاع”.
وبينما تكافح السلطات العراقية والمؤسسات الصحية لمعالجة تفشي COVID-19، فإنها تغلق المدارس وتفرض الحجر الصحي – وهي خطوات، مرة أخرى، غالبًا ما يكون لها آثار ضخمة، إن لم تكن مقصودة على الفقراء.
ولم يتسبب تفشي COVID-19 في حدوث هذه المشكلات الأساسية على هذه الشرائح، لكنه سلط الضوء على أوجه القصور في عمل الدولة ومؤسساتها لا سيما الاجتماعية منها.
يقول المواطن قيس قادر، أحد اصحاب القوت اليومي: “انا املك كشكا صغيرا لبيع الاكلات السريعة، كنت سابقا اي قبل ان ياتي الفيروس اللعين اقوم ببيع اكثر من 80 سندويشا باليوم، اما الان لا ابيع سوى 20 سندويشة”.
ويتابع الشاب قادر حديثه بالم: “العمل بات ضعيفا جدا لا يسعف احتياجاتنا اليومية، ما نحصل عليه من مال لا نعلم الى من نعطيه لصاحب المولدة.. ام لشراء الغذاء.. حقيقة حياتنا اصبحت صعبة جدا، حيث تسببت الجائحة باضرار كبيرة لنا نحن اصحاب القوت اليومي والفقراء”.
وأشار قادر إلى أنه “ورغم الصعوبات لكن وضعي افضل من غيري، حيث وصل حال البعض الى عجزهم من دفع ايجار المنازل، اما اصحاب العمل فبعضهم ايضا لم يستطع دفع اجور العمال”.
وتساءل قادر: “لماذا حتى الآن الحكومة لم تلفت لنا ولم تسعفنا باي اموال او اعانات غذائية”، قائلا: “للأسف الحكومة تركتنا نواجه مصيرنا وحدنا دون ان تلتفت لنا!؟”.
وغيّرت الجائحة طبيعة التفاعلات الاجتماعية بشكل كبير. واعادت تشكيل علاقاتنا الشخصية بطرق غير مسبوقة.
وعلى وجه الخصوص، أدت بيئة الحبس عالية الضغط، إلى جانب الضغط المالي الناجم عن الاقتصاد المثقل بفيروس كورونا، إلى زيادة المشكلات داخل الاسر، وفقا للباحثة الاجتماعية كردستان رسول.
وقالت رسول: “يتوق الناس إلى اليوم الذي تعود فيه حياتهم إلى شكلها الطبيعي، لا سيما أن الوباء أحدث تغييراً جذرياً في طريقة عيش الناس وتفاعلهم الاجتماعي. حيث انقطعت العلاقات الاجتماعية او صارت بعيدة نوعا ما مع تفضيل الانعزال الاجتماعي”.
وأكدت رسول إن “حظر التجول والإغلاق زادا من معدلات الفقر خصوصا في اقليم كردستان، بسبب الوضع الاقتصادي غير الطبيعي وتسبب باضرار كبيرة”.
ويتساءل الناس متى ستعود الحياة إلى طبيعتها بعد Covid-19؟ إنه سؤال يبحث الناس بشكل متزايد عن إجابات له، والدافع وراء ذلك أهوال الإغلاق المطول والخوف غير المعلن من أننا قد نواجه نفس الشيء مرة أخرى في الشتاء المقبل.
تم نشر هذا التقرير بدعم من JDH / JHR – صحفيون من أجل حقوق الإنسان والشؤون العالمية في كندا.