حرية – (17/7/2021)
يعرض موقع حزب “رابطة عوامي” البنغلاديشي، على الإنترنت، سيرة لزعيمه السابق، والرئيس الأول لبنغلاديش “شيخ مجيب الرحمن”، متطرقاً إلى أصوله وشيء عن طفولته، وتاريخ أسلافه.
ويذكر الموقع، أن عبد الرحمن، الذي تزعم حركة استقلال بنغلاديش عن باكستان عام 1971، لتحويلها إلى جمهورية مستقلة تولى رئاستها الأولى بنفسه، هو من أصول عراقية.
“ولد بنجاباندو الشيخ مجيب الرحمن لعائلة مشهورة في تونجيبارا في جوبالجانج (الهندية) في 17 آذار 1920. كان الطفل الثالث للشيخ لطفور الرحمن وسييرة خاتون الذين يعود أسلافهم إلى بغداد بالعراق”، يقول موقع حزب “رابطة عوامي”.
من تاريخ العائلة، يقدّر أنه منذ حوالي 400 عام، جاء الشيخ “أوال” من العراق للتبشير بالإسلام في الجزء الشرقي من شبه القارة الهندية، وقد يكون جزء من هذه العائلة قد استقر في مدينة ” Sonargaon” قرب دكا، التي أصبحت عاصمة لبنغلاديش، بينما استقر جزء ثانٍ في مدينة أخرى، وفق الموقع.
ومجيب الرحمن، الذي يلقب بـالـ”بنجاباندو”، والتي تعني “أبو الأمة وصديق البنغال”، هو “الأبن الأكبر للشيخ لطف الرحمن وسييرة خاتون”.
وضع الـ”بنجاباندو” ست نقاط كبرنامج حزبي لـ”رابطة عوامي”، وهي وضع دستور جديد لباكستان يقيم اتحاداً فيدرالياً حقيقياً، وقيام نظام برلماني عبر انتخابات مباشرية، وإيجاد نظامين مستقلين، وووضع سياسة مالية ونقدية لباكستان الشرقية، التي ستصبح بنغلاديش فيما بعد.
وضمن النقاط الست، دعا مجيب الرحمن إلى إقرار حق الأخيرة في إقامة ميليشيات خارج إطار القوات النظامية الباكستانية، فضلاً عن نقل سلطة فرض الضرائب وجمع الإيرادات من الحكومة الفيدرالية إلى حكومة الاتحاد في باكستان الشرقية.
وعنت هذه النقاط إنفصال باكستان الشرقية، التي تسكنها قومية البنغال، عن البلد الأم، وعندما أجريت الانتخابات التشريعية في باكستان في كانون الأول 1970، فاز حزب “رابطة عوامي” بالأغلبية المطلقة، لكن إصرار زعيمه مجيب الرحمن على نقاطه الست وتضمينها في الدستور، أدى إلى إلى حدوث معارك أهلية دامية بين شطري البلاد.
تمسك مجيب الرحمن بموقفه، ودعا إلى الإضراب العام وحث ملايين البنغال لـ”التضحية بأنفسهم في سبيل قوميتهم”، فانفجر العصيان المسلح في آذار 1971، لتتدخل القوات الباكستانية في الشطر الشرقي من البلاد ويُقتل مئات الآلاف من البنغال، وتقع “مذبحة الصفوة” التي قتل فيها كثير من الأطباء وأساتذة الجامعات والكتاب البنغاليين.
وأدت الحرب إلى نزوح 9 ملايين بنغالي أغلبهم من الهندوس إلى الهند، وتعانوا مع الهند في شن الحرب على باكستان وإعلان قيام دولة بنغلاديش في 17 شباط عام 1971، لكن ألقي القبض على الشيخ مجيب الرحمن، فتدخلت الهند وهزمت الجيش الباكستاني في الشطر الشرقي من البلاد، والذي استسلمت قواته للهنود والبنغاللين.
بعدها، أفرج عن مجيب الرحمن وسافر إلى لندن وعقد مؤتمراً صحفياً هناك، ثم عاد إلى العاصمة الهندية واستقبل استقبالاً حافلاً.
تولى مجيب الرحمن منصب أول رئيس جمهورية لبنغلاديش خلال الفترة 11 نيسان 1971 – كانون الثاني 1972، قبل أن ينتقل برغبته لتولي منصب رئاسة الوزراء حتى 1975، ثم عاد لمنصب رئيس الجمهورية.
“النهاية”
في 15 آب 1975، قام العسكريون بانقلاب قُتل فيه مجيب الرحمن، تاركاً خلفه ابنته “الشيخة حسينة” التي تولت قيادة المعارضة وحزب “رابطة عوامي”، الذي فاز في انتخابات 1996 وتولت هي منصب رئيسة الوزراء حتى عام 2001.
العام الماضي، أعدمت سلطات بنغلاديش ضابطاً سابقاً في الجيش، شارك في قتل مجيب الرحمن، وذلك بعد 45 عاماً