حرية – (25/7/2021)
بقي جسر دلال الذي يقع في مدينة زاخو يعد من أبرز المعالم الاثرية في محافظة دهوك والعراق، صامدا أمام قساوة الطبيعة وفيضانات نهر الخابور العاتية التي اجتاحت هذه المدينة عبر التأريخ.
ويصر هذا الجسر أن يبقى صلة وصل بين الاحبة والفرقاء كما ربط بين ضفتي النهر لآلاف السنين وأصبح معبرا للجيوش والقوافل التجارية وأفواج المبشرين ولا يزال الجسر شامخا وشاهدا على الاحداث في هذه المدينة.
ولسكان قضاء زاخو وجسر دلال علاقة وثيقة، ويعتبر الجسر رمزا لتعريف تأريخ وحضارة المدينة وقد ارتبط مع سكان زاخو بأساطير عدة أشهرها الأسطورة التي أخذ منها أشهر أسمائه وتقول هذه الأسطورة إن البنّاء الذي شيّد الجسر، حلم في نومه عدة مرات بتقديم ضحية كي ينقذ الجسر من الهدم المتكرر الذي كان يتعرض له خلال مراحله النهائية، وقدم البنّاء ابنته، واسمها دلال، قربانا لإنقاذ الجسر من الانهيار وأخذ الجسر تسميته من اسم ابنة البنّاء”.قدم البناء ابنته “دلال” قربانا لإنقاذ الجسر
ويقول مدير دائرة آثار قضاء زاخو محمد اليوسفي، إن “تشييد جسر دلال الاثري، يعود الى فترة الامبراطورية البيزنطية عام 1527″، مبينا أن “من المرجح ان الجسر شيد في فترة حكم الامبراطور البيزنطي زينو بحسب الفحوصات الاثارية التي اجرتها مديرية اثار محافظة دهوك مؤخرا”.
ويضيف أنه “بحسب المصادر التأريخية فإن الجسر شيّد بهدف التجارة والحملات العسكرية”، مشيرا الى أن “منطقة زاخو كانت معبرا للقوافل التجارية والحملات العسكرية عبر التأريخ ومن أشهرها حملة القائد اليوناني زينفون”.
ويبين اليوسفي أن “جسر دلال تحفة عمرانية ومعلم أثري مميز في محافظة دهوك”، مشيرا الى أن “مئات السياح من مختلف محافظات العراق والمناطق الاخرى يقصدون يوميا مدينة زاخو لمشاهدة الجسر”.
ويتابع أن “الجسر سجّل كموقع أثري لدى الدولة العراقية في ثلاثنات القرن الماضي وشهد عدة عمليات ترميم آخرها في العام 2013″، لافتا الى أن هناك جهود لإدراج جسر دلال على قائمة التراث العالمي”.
ويبلغ طول جسر دلال 140 متر وبارتفاع 15 ــ 18 متراً، بعرض أكثر من 4 أمتار، ويتألف من 5 قناطر تمر عبرها مياه نهر الخابور.
من جهته يقول الشاب زيرك علي وهو من أهالي زاخو ان “هذا الجسر أصبح ايقونة يجمع الاحباء في مواعيدهم ويجذب العرسان الجدد لالتقاط الصور ليصبح جسر دلال جزءا من ذكرياتهم”.
ولفت إلى أن “الكثير من العشاق يقصدون هذا الموقع لتعليق الاقفال التي تحمل رموز أسمائهم تعبيرا عن الوفاء والارتباط الروحي الازلي، كما أن الجسر استحوذ على مساحة كبيرة من نتاجات الشعراء والفنانين في المنطقة”.