حرية – (9/8/2021)
تفرض السلطنة التي تسعى إلى تنويع مصادر دخلها ضريبة 100 في المئة على الكحول
تسبب إعلان بتنظيم “أكبر معرض للخمور” في سلطنة عمان بجدل واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، وذلك بعد ساعات من الإعلان الذي اشترط ألا يكون عمر الزائر لردهة الفندق المضيف للمعرض تحت 21 سنة.
أثارت الشركة العالمية المتعهدة بإقامة المعرض جدلا واسعاً في السلطنة، وبينما عارض الإعلان مواطنون، نادت أصوات أخرى بالمضي قدماً به من أجل تنويع مصادر الدولة الخليجية وجلب مزيد من السياح، الأمر الذي يُعدّ أحد أهم أهداف رؤية البلاد 2040.
وجاء في الموقع الرسمي لشركة المشروبات الروحية، “نحن شركة رائدة في السلطنة، ونقدم عديداً من المشروبات، ونتعامل أيضاً مع علامات تجارية رائدة في المجال، نقدم خدماتنا في جميع أنحاء البلاد عبر 10 منافذ للبيع بالتجزئة”.
لكن “البروشور” الذي تدواله النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كان على ما يبدو الأكثر ترويجاً للمعرض الذي شرّع أبوابه للزوار، والذي عنون بعبارة “مفتوح الآن” مع ذكر أهم المميزات التي تبدو مغرية لحضور المعرض الأكبر على ما يبدو في السلطنة التي تحظر شرب الكحول في الأماكن العامة، والتي تفرض ضريبة باهضة عند شراء الخمر بنسبة 100 في المئة.
ونشط هاشتاغ “نطالب بإغلاق محلات الخمور فوراً” خلال الساعات الماضية في عُمان المطلة على ثلاثة بحار، والتي يعيش فيها قرابة 4 ملايين نسمة.
وكانت تغريدة دونها الناشط العماني جمال النوفلي الذي بدا مؤيداً لتوجهات بلاده في تنويع مصادر دخلها من التغريدات الأكثر انتشاراً حين كتب،” كمواطن عماني أدعم توجه الحكومة في توسعة انتشار منافذ بيع المشروبات الكحولية، لرفع اقتصاد الدولة، وجذب السياحة الذي سيعود بالخير على المواطنين والبلاد”.
وكانت تغريدة دونها الناشط العماني جمال النوفلي الذي بدا مؤيداً لتوجهات بلاده في تنويع مصادر دخلها من التغريدات الأكثر انتشاراً حين كتب،” كمواطن عماني أدعم توجه الحكومة في توسعة انتشار منافذ بيع المشروبات الكحولية، لرفع اقتصاد الدولة، وجذب السياحة الذي سيعود بالخير على المواطنين والبلاد”.
وقال النوفلي، إن إقامة المعرض وانتشار منافذ البيع،” ستمنع ضرر الاحتكار والسوق السوداء”. كما دعا أن “يعود العمانيون كما كانوا من قبل حين كانوا يصنعون النبيذ”.
وبرز عبر الوسم (هاشتاغ) الأكثر تداولاً، ليس في عُمان وحسب، لكن على نطاق خليجي أوسع في دول مجاورة للسلطنة، مقطع فيديو تداوله مغردون لـرجل الدين العماني أحمد الخليلي يطالب فيه حكومة بلاده بمنع الخمر. وقال الخليلي إن “الإسلام يحرم بيع الخمر وتصديره واستيراده والتجارة فيه”. وأضاف، “قد تسبب الخمرة هلاك الأنفس وتعطل الأشلاء” مستدلاً بآيات قرآنية وأحاديث قال إنها جاءت في الإسلام.
وكتب مغرد آخر، “عندما فشلنا في استغلال المقومات السياحية في بلادنا بكل أنواعها لجلب السياح وخلق مزيد من الوظائف اتجهنا نحو محلات بيع الخمور”.
يأتي هذا المعرض المثير للجدل بعد نحو سنتين من فرض مسقط ضريبة بنسبة 100 في المئة على بعض السلع المضرة بصحة المواطنين أو بالبيئة، بما فيها المشروبات الكحولية.
وكانت الأمانة العامة لهيئة الضرائب في السلطنة، أكدت أن “الضريبة الانتقائية” بدأ سريانها اعتباراً من 15 يونيو (حزيران) 2019، وهي تأتي في سبيل “الحفاظ على الصحة العامة”، بموجب الاتفاقية المبرمة بين دول مجلس التعاون الخليجي في عام 2016.
وتعيش عُمان عصراً جديداً في عهد السلطان هيثم بن طارق، وباتت تخطو نحو رؤية 2040 التي رسم ملامحها سلطانها الراحل قابوس بن سعيد، والتي تهدف إلى “تنويع مصادر الدخل بعيداً عن النفط”، ورفع معدل نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى 5 في المئة، ورفع نسبة الاستثمار الأجنبي من إجمالي الناتج المحلي إلى 10 في المئة، ورفع نسبة إسهام القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 90 في المئة.