حرية – (14/8/2021)
صبيح فاخر
لم تفصلنا عن موعد الانتخابات البرلمانية التي من المقرر ان تجرى يوم 10/10 الا ايام قلائل ، وقد أصبح المرشح والناخب على بينة من أمرهم واتضحت الصورة جلية للمشهد البرلماني في البلاد وما تطرحه الكتل والمرشحون من برامج انتخابية استطيع ان أصفها أفكار او مقترحات او حلول وأحيانا تمنيات للمرشحين في مواجهة المشهد السياسي الذي نعيشه والتي تؤكد جميعها في الظاهر طبعا على بناء العراق وإعادة هيبة الدولة وتحقيق السعادة والرفاهية لشعبه وبناء مستقبله الزاهر .
بناء العراق وفق منظور حضاري متطور ليس امرأ صعبا اذا ما توفرت لدى البناة النوايا الحسنة والمسؤولية التاريخية وتلك لعمري تجعل من الإنسان مبدعا باتجاه طرح الرؤى الصحيحة التي من شانها ان تحقق الطموح المنشود في بناء الدولة العصرية والمتجمع المتطور وبلوغ الحضارة المنشودة .
فالحضارة تعد علامة مميزة في سجل البشرية منذ خلق الانسان .. وهي حالة من التقدم الإنساني لازمته ومنذ الخليقة وبالتالي فإنها ليست وليدة يوم او شهر او بضع سنين ..
الحضارة تعني التطور والتقدم للخروج من العتمة والتيه الإنساني الى حالة الوعي والتقدم الفكري والثقافي الذي ساعده على استعمال الآلة والموارد الاقتصادية على أكمل وجه ..
الحضارة الإنسانية لا تتحقق الا من خلال دولة قوية تتوفر فيها مقومات البناء والتقدم والرقي ووجود رجال اشداء يعملون على تحقيقها وفي ذات الوقت يدافعون عنها ، وفي التاريخ شواهد كثيرة .. فكم من دولة صغيرة استطاعت ان تحمي نفسها وتطور من نهجها عبر السنين الى ان وصلت الى مصاف الدول الكبرى ، فهل يا ترى نستطيع نحن في العراق من إخراج بلدنا من حالة التيه والانحلال الى حالة الوعي والتقدم الفكري والحضاري ..
وهو الذي يمتلك ما لا تمتلكه دول اخرى من حيث الإمكانات والثروات المادية والبشرية ، وفيه من الطاقات المبدعة والعقول النيرة ما يجعله دولة متقدمة وكبيرة تضاهي دول العالم المتقدمة .
انا عندما اضع الشعارات الانتخابية التي جاءت بها الكتل البرلمانية ومعها شعارات المرشحين اجد اننا سنجعل من العراق بلدا قويا آمنا مزدهرا وهو امر نتمناه جميعا لبلدنا .. الا ان التمنيات سرعان ما تتبدد من أفكارنا كون تلك الشعارات والأهداف التي تطلق اليوم هي نفس الشعارات التي اطلقت من قبل وفي اكثر من ممارسة انتخابية شهدها العراق ولم يتحقق منها شئ الا النزر القليل .. الامر الذي جعل المواطن غير مكترث بما يطرح اليوم …
فهل يا ترى نستطيع كسياسيين وبرلمانيين ومجتمع تسوده العدالة وتحكمه سلطة القانون ونعيش حياة هادئة مستقرة وينعم أطفالنا وأجيالنا بمستقبل افضل ؟
والجواب على كل ذلك ليس امرا صعبا فثمة من يعمل اليوم جاهدا على تحقيق ذلك من اجل الحفاظ على العراق ودعوة الجميع للمشاركة في بنائه والخروج به الى بر الامان .
وهنا ارجو وان يسمح لي المرشحون بان أضع بعض الافكار والحلول للواقع العراقي المؤلم الذي عشناه لعقود من الزمن ضاعت معها فرص التطور والتقدم الحضاري ومن بين تلك الأفكار .
1- حدود العراق : لابد ان تفكر النخبة السياسية التي تحكم العراق بخطط دقيقة للسيطرة على الحدود الخارجية للعراق ذلك لان الإعمال الإرهابية والإجرامية التي شهدها العراق ولا يزال ينفذها انتحاريون من دول أخرى ولا بد للحكومة ان تنهي هذا الملف القذر ، ويجب ان لا يفهم هذا المقترح بانه غلق للحدود او الانعزال عن المحيط الإقليمي والعربي .
2- بات من المؤكد ان العراق دولة مهمة في انتاج وتصدير النفط من خلال ما تمتلكه من ثروات نفطية هائلة وسيصل إنتاج النفط / حسب وزارة النفط / أربعة ملايين برميل يوميا ما يجعله يجني أموالا طائلة من هذا الانتاج .
وبما ان عائدات وأموال الانتاج النفطي تشكل مبالغ طائلة فلا بد من التفكير بتحويل المبالغ الفائضة عن الحاجة الى ذهب بهدف تعزيز الاقتصاد العراقي واعتقد ان المختصين بالشؤون الاقتصادية لديهم رؤية اكبر في هذا الجانب .
3- نعتقد ان مفهوم وضع الشخص المناسب في المكان المناسب هو انجع السبل باتجاه معالجة الخلل الواضح في بعض مفاصل الدولة وخاصة تلك التي تحتاج الى معالجات جذرية وبذلك تضمن نتائج ايجابية تخدم المصلحة العامة .
4- في دراسة تحليلية نشرتها احدى المجلات العربية قبل اكثر من ( 20 ) عاما اعتبرت فيه وهي تستعرض الصراع العربي الاسرائيلي ان الحرب المقبلة ستكون حرب المياه في الشرق الاوسط .
وقد لاحظنا كيف سعت تركيا فيما بعد لبناء سد اتاتورك الضخم للتحكم بمياه نهري دجلة والفرات ما اثر ذلك على شحة المياه الواصلة للعراق ، فضلا عن المتغيرات المناخية وانحسار الإمطار وقلتها فأن الحاجة باتت ملحة وضرورية لبناء سد ضخم في محافظة البصرة لخزن مياه نهري دجلة والفرات والاستفادة منها في مجالات الزراعة وغيرها .
تلك الافكار وغيرها هي افكار ناخب يقترب شيئا فشيئا من صناديق الاقتراع ليضع ورقته الانتخابية في المكان الصحيح .