حرية – (17/8/2021)
اضطر الأطباء البيطريون إلى نقل دم الكلاب للقطط في وقت تجتاح فيه البلاد موجة من مرض نخاع العظام النادر والقاتل. ويُخشى أن يكون الأمر مرتبطاً بفضيحة تسمم طعام مدوية.
وبحسب الكلية الملكية للطب البيطري (RVC)، تم تشخيص أكثر من 520 قطاً يعانون من قلة كريات الدم الشاملة (Pancytopenia) خلال الأشهر الأخيرة، مع معدل وفيات بلغ 63.5 في المئة.
وبعد إصابات محدودة في فبراير (شباط) سرعان ما شهد الأمر قفزة تمثلت في الإبلاغ عن أكثر من 100 حالة في غضون أسبوع واحد خلال يونيو (حزيران). بيد أن الكلية الملكية للطب البيطري تخشى أن يرتفع عدد الحالات بسبب عدم نقل عديد من القطط إلى عيادات الأطباء البيطريين، فضلاً عن أن نسبة صغيرة فقط من هؤلاء الأطباء يتم إبلاغهم عن تلك الحالات المرضية.
وفي هذا السياق، تم التطرق إلى سبب محتمل، ولكن غير مؤكد بعد، مرتبط بعدد من منتجات طعام الحيوانات الأليفة. ويعود ذلك نوعاً ما، إلى أحد مالكي الهررة الذي أرسى نمطاً محتملاً لضلوع هذه المنتجات في الحالات التي أصابت الحيوانات.
و حسب التفاصيل المتوفرة، فقد استخدمت فيكي وينشستر، 37 سنة، من سوانسي، موقع “فيسبوك” لإيجاد قطط أخرى في نفس الوضعية، بعد أن مرضت قطتها “ديليلا” Delilah في أواخر شهر مايو (أيار). وأنشأت هذه السيدة مجموعة أطلقت عليها اسم “حملة التوعية من قلة الكريات الشاملة لدى القطط في المملكة المتحدة” (Pancytopenia in Cats Awareness UK).
وفي أقل من أسبوع، جذبت المجموعة 6000 عضواً، وأصبحت تضم اليوم أكثر من 12 ألف شخص.
وفي سلسلة من الاستطلاعات، سرعان ما اكتشفت وينشستر بأن عديداً من القطط تناولت منتجات “أبلوز” Applaws وآفا Ava من متجر “بيتس آت هوم” Pets at Home، أو منتجات غذائية مضادة للحساسية من متجر “ساينزبوري” Sainsbury’s، ووجدت في نهاية المطاف رمز تصنيع هو GB218E5009 يربط المنتجات الثلاثة كلها بمعمل الإنتاج التابع لشركة “فولد هيل فودز” Fold Hill Foods في بوسطن في لينكولنشير.
وقامت بإبلاغ الكلية الملكية للطب البيطري عما توصلت إليه من خلال رسالة إلكترونية حصلت صحيفة “اندبندنت” على نسخة منها. وفي اليوم التالي أي في 15 يونيو سُحبت تلك المنتجات، ريثما يجرى تحقيق من قبل وكالة المعايير الغذائية (FSA).
وفيما لم يؤكد بعد أي رابط للتسمم الغذائي مع الحالات التي حصلت، أصدرت وكالة المعايير الغذائية بياناً بعد مرور شهر جاء فيه، بأنها رصدت وجود سموم فطرية (mycotoxins) وهي بكتيريا تسببها بعض أنواع العفن، في عينات محدودة العدد من طعام الهررة الذي سُحب وأُجري اختبار عليه.
وقالت الوكالة في البيان، إن “السموم الفطرية تتواجد بكثرة في بعض أنواع الأطعمة والأعلاف، ولكنها لا تشير في حد ذاتها إلى أنها سبب قلة الكريات الشاملة في القطط. هذا ويستمر كل من قطاع الصناعة ووكالة المعايير الغذائية وبعض الأجهزة التنظيمية والرقابية، في إجراء التحقيق بما في ذلك أخذ عينات أوسع وإجراء مراقبة أشمل لتبيان وجود أي سموم محتملة”.
يُشار إلى أن النقص في الكريات الشاملة، هو مرض يشمل نخاع العظم، ويتسبب في انخفاض سريع للكريات البيضاء والحمراء والصفائح الدموية.
وفي حين لا تُظهر كافة الحالات عوارض واضحة، تتضمن المؤشرات الأولى للإصابة بهذا النقص، الخمول وفقدان الشهية. ويمكن أن يتبع ذلك نزيف في اللثة والأنف والعيون والفم وأجزاء أخرى من الجسم، فضلاً عن الحمى أو تدهور الصحة.
في غضون ذلك، نُقل عن مالكي القطط اضطرارهم على مضض للقيام بخيارات مدمرة جراء الرعاية الصحية الباهظة لحيواناتهم الأليفة مع تسجيل زيادة ملحوظة في الطلب على نقل الدم الذي كان في السابق منخفضاً.
وصرح زوجان من ليدز لصحيفة “مايل أونلاين” MailOnline بأنهما اضطرا إلى إنهاء حياة قطهما بعد أن بلغا الحد الأقصى المسموح به في تأمينهما الصحي البالغ 8000 جنيه استرليني (11000 دولار) مع عمليتي نقل دم غير ناجحتين. وقالت عائلة أخرى في ديدسبوري، إنه بعد حصولها على كيس من الدم من عيادة الطبيب البيطري، كان الدم الوحيد المتوفر موجود في البرتغال مقابل 10000 جنيه استرليني (13800 دولار).
وفي سياق متصل، قالت لوري سيمور الرئيسة التنفيذية لمجموعة رفاه القطط (Cat Welfare Group) للصحيفة، بأن “الأطباء البيطريين اضطروا إلى استخدام دم الكلاب. إنه صحي مئة في المئة، ولكنه لا يدوم سوى 24 ساعة إلى حين إيجاد متبرعين آخرين”. وأضافت سيمور لصحيفة “اندبندنت” أنه “في حال احتاج الحيوان إلى نقل دم، فهو في العادة يحتاج إلى أكثر من عملية. والفكرة خلف إعطاء القطط دم كلاب هي منح المالكين مزيداً من الوقت، ليتمكنوا من إيجاد متبرع ملائم من القطط” مضيفةً بأن مخاطر هذا الأمر ليست واضحة بشكل كامل.
في غضون ذلك، وفي حديث لصحيفة “الغارديان” قال مالك إحدى القطط البالغة تسع سنوات من العمر، التي ماتت يوم الثلاثاء بعد مرض دام خمسة أيام، بأنه لم يسمع أبداً بشأن سحب المنتجات إلى أن حاول شراء مزيد من الطعام عبر الإنترنت ووجد بأنه لم يكن متوفراً في المخزون. وتابع قائلاً، “أنا قلق من أن عديداً من مالكي القطط يشترون كميات كبيرة من الطعام المجفف وهذه عملية سحب كبيرة للبضائع. بالتالي يمكن أن تحتوي أكياس الطعام الجاف التي ستُفتح وتُمنح للقطط على السموم، وسينجم عن ذلك نفوق مزيد من القطط”.
وفي هذا الإطار، طُلب من الأطباء البيطريين الذين رأوا قططاً تعاني من حالات قلة صفيحات و/أو عدلات (نوع من كريات الدم البيضاء) حادة غير مبررة، أن يملأوا استطلاعاً للكلية الملكية للطب البيطري.
وقال متحدث باسم شركة “فولد هيل فودز”، “كما أوردت وكالة المعايير الغذائية، ليس هناك دليل نهائي دامغ حول وجود رابط في هذه المرحلة بين منتجات طعام القطط ونقص الكريات الشاملة لديها. إننا نستمر في التعاون بالكامل مع وكالة المعايير الغذائية والكلية الملكية للطب البيطري اللتين تجريان تحقيقاً في كافة الأسباب المحتملة لحالات نقص الكريات الشاملة، سواء كان ذلك مرتبطاً بالطعام أو لا”. وتابع قائلاً، “بصفتنا من مالكي القطط نحن أيضاً، نتفهم بالكامل مدى صعوبة هذا الوضع والحزن الذي يترتب عنه والحاجة الملحة إلى معرفة الأسباب الكامنة وراء ارتفاع حالات نقص الكريات الشاملة في المملكة المتحدة”.