حرية – (29/8/2021)
رأى المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي، السبت، أن الرئيس الأميركي جو بايدن “لا يختلف” عن سلفه دونالد ترمب، في خطاب لم يتضمن أي إشارة توحي باستئناف سريع للمفاوضات حول الملف النووي الإيراني.
وقال خامنئي، في كلمة أدلى بها خلال أول لقاء مع حكومة إبراهيم رئيسي الجديدة، إن “الإدارة الأميركية الحالية لا تختلف عن سابقتها، لأنها تطرح نفس ما طرحه ترمب بأسلوب آخر”، وفق ما ورد في مقطع فيديو.
وأضاف، بحسب المقطع الذي نشر على موقعه الإلكتروني، “هو (ترمب) كان يقولها بطريقة، وهم (فريق بايدن) يقولونها بعبارات مختلفة”.
وأدلى خامنئي بهذه التصريحات، بينما ينتظر الغربيون والروس والصينيون منذ نهاية يونيو (حزيران) إشارة إلى استعداد طهران لاستئناف المحادثات التي بدأت في فيينا في أبريل (نيسان)، لمحاولة إنقاذ الاتفاق النووي الموقع في 2015 بعد انسحاب ترمب منه قبل ثلاث سنوات.
وجاءت الكلمة غداة لقاء بين بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت المعارض بشدة على غرار سلفه بنيامين نتنياهو للاتفاق.
وأكد بايدن في البيت الأبيض التزام بلاده بضمان “عدم تطوير إيران سلاحاً نووياً إطلاقاً”، محذراً، “نضع الدبلوماسية أولاً، لكن إذا فشلت الدبلوماسية، فنحن مستعدون للانتقال إلى خيارات أخرى”.
ونفت إيران على الدوام أن تكون تسعى لامتلاك السلاح النووي.
وعلق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، السبت، في تغريدة أن هذا الكلام “يمثل تهديداً غير قانوني”، محذراً بأن “من حق إيران اختيار الرد المناسب ضمن الخيارات المتاحة”.
من جهته، رأى خامنئي أن الولايات المتحدة “في الميدان الدبلوماسي هي عبارة عن ذئب متوحش يتحول أحياناً إلى ثعلب ماكر”.
وباشرت الحكومة الإيرانية الجديدة مهامها، الأربعاء، بعد حصولها على ثقة مجلس الشورى.
وفاز رئيسي (60 عاماً) المحافظ المتشدد بانتخابات يونيو (حزيران) التي شهدت نسبة امتناع قياسية، ليخلف المعتدل حسن روحاني الذي طبعت عهده سياسة انفتاح نسبي على الغرب، كان أبرز ثمارها إبرام الاتفاق النووي عام 2015 مع القوى الكبرى.
وينص اتفاق فيينا المبرم بين الدول الست الكبرى (الصين، والولايات المتحدة، وروسيا، وفرنسا، وبريطانيا، وألمانيا)، وإيران، على رفع العقوبات الدولية المفروضة على إيران مقابل الحد بشكل كبير من برنامجها النووي، وتوفير ضمانات أنها لا تسعى لتطوير سلاح نووي.
إلا أن الاتفاق مهدد بالانهيار منذ أن أعلن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الانسحاب منه من جانب واحد عام 2018، وأعاد فرض عقوبات مشددة انعكست سلباً على الاقتصاد الإيراني وقيمة العملة المحلية.
وبعد نحو عام من الانسحاب الأميركي، تراجعت إيران تدريجياً عن تنفيذ معظم التزاماتها الأساسية المنصوص عليها في الاتفاق.
وأبدى بايدن الذي تولى مهامه مطلع 2021، عزمه على العودة إلى الاتفاق، شرط عودة إيران لاحترام التزاماتها بموجبه.
وتخوض إيران والقوى الكبرى، بمشاركة أميركية غير مباشرة، مباحثات في فيينا تهدف لإحياء الاتفاق. وأجريت ست جولات بين أبريل ويونيو، من دون تحديد موعد لجولة جديدة.
وحذر خامنئي، الذي له كلمة الفصل في الملف النووي، في أبريل بأن مفاوضات فيينا “يجب أن لا تطول كثيراً”، لأن ذلك “سيضر” بمصالح إيران.
من جهته، أعلن رئيسي في أعقاب فوزه في الانتخابات رفضه إجراء “مفاوضات من أجل المفاوضات”، لكنه أكد أنه يدعم “أي محادثات تضمن مصالحنا الوطنية”، وأن أي تفاوض يجب أن يؤدي إلى تحقيق “نتائج” للشعب الإيراني.
وفي رسالتين له ليلة تولي مهامه، لم يأتِ وزير الخارجية الإيراني الجديد، حسين أمير عبداللهيان، على ذكر الاتفاق النووي، مؤكداً أن دول “الجوار وآسيا” هي “الأولوية الأولى” لسياسته.
وعلى صعيد السياسة الداخلية، أعلن خامنئي لرئيسي ووزرائه أن “ثقة الشعب” هي “أكبر رصيد” يمكن أن تمتلكه حكومة. وتابع، “للأسف تضررت (الثقة) بعض الشيء، وعليكم إصلاحها”.
وتشهد إيران البالغ عدد سكانها 83 مليون نسمة أزمة اقتصادية واجتماعية تفاقمت مع تفشي وباء كورونا، في ظل موجة خامسة من الإصابات هي الأشد حتى الآن وتعود للمتحورة “دلتا”.