حرية – (2/9/2021)
قال رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل اليوم الأربعاء، إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتخذ إجراءات تمكنه من الاستعداد بشكل أفضل لعمليات الإجلاء العسكرية لرعاياه في مواقف مثل ما حدث في أفغانستان خلال الأسابيع الأخيرة.
وذكر ميشيل في منتدى “بليد” الاستراتيجي في سلوفينيا، “من وجهة نظري لسنا بحاجة إلى حدث جيوسياسي آخر من هذا القبيل لندرك ضرورة أن يسعى الاتحاد الأوروبي إلى استقلالية أكبر في صنع القرار، وقدرة أكبر على العمل في العالم”.
واعتمدت الدول الغربية التي تدافعت لإخراج مواطنيها من كابول بعد استيلاء “طالبان” على السلطة، على الجيش الأمريكي في استمرار تشغيل المطار أثناء عمليات الإجلاء الجوي.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن أنه يتحمل “مسؤولية” قرار الانسحاب من أفغانستان، واعتبره أنه “القرار الأفضل والصحيح للولايات المتحدة”.
ورفض بايدن الانتقادات الموجهة لقراره (الالتزام بالانسحاب)، وقال في كلمة من البيت الأبيض، “إننا بعيدون عن انتهاء المهمة” مشيراً إلى أن أولويته في المرحلة المقبلة هي ضمان عدم استخدام أفغانستان لشن هجمات على الولايات المتحدة.
وقال، “سنتابع أفعال طالبان وقدرتها على الوفاء بالتزاماتها، ولا مصلحة لنا بالبقاء في أفغانستان باستثناء ردع أي هجوم على الولايات المتحدة.. سنواصل الكفاح ضد الإرهاب في أفغانستان وفي كل مكان”.
وأكد الرئيس الأميركي بعد إنجاز الانسحاب الأميركي من أفغانستان أن الخيار الذي كان متاحاً أمامه كان “إما المغادرة أو التصعيد. لم أكن مستعداً لإطالة أمد هذه الحرب إلى ما لا نهاية وأمد الخروج إلى ما لا نهاية”.
وانتقد بايدن عجز الحكومة الأفغانية السابقة عن التصدي لتقدم “طالبان” الخاطف وسلط الضوء على الدور الذي لعبه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب.
وقال بايدن إن الاتفاق الذي تم بوساطة ترمب سمح “بإطلاق سراح 5000 سجين العام الماضي ومنهم بعض كبار قادة الحرب في “طالبان” الذين تولوا السلطة”.
وأضاف “وبحلول الوقت الذي توليت فيه المنصب، كانت “طالبان” في أقوى موقف عسكري منذ عام 2001، فكانت تسيطر أو تنافس للسيطرة على قرابة نصف البلاد”.
وبعد ساعات من إعلان الولايات المتحدة الأميركية، رسمياً، انتهاء عمليات الإجلاء من كابول، هنّأ المتحدث باسم حركة “طالبان”، الأفغان، بانتصارهم بعد تدخل عسكري دام 20 عاماً.
وقال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم الحركة، من مدرج مطار كابول، “نهنئ أفغانستان، إنه نصر لنا جميعاً”. وأضاف، “نريد علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والعالم، ونرحب بعلاقات دبلوماسية جيدة معهم جميعاً”.
وكان البنتاغون قد أعلن، مساء الاثنين، خروج آخر جندي أميركي على لسان قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، الذي قال، “أنا هنا لأعلن أننا أنجزنا انسحابنا من أفغانستان”، مضيفاً، “هناك قدر كبير من الحزن المرتبط بهذا الرحيل. لم نخرج كل من كنا نريد إخراجه، لكنني أعتقد أننا إذا بقينا 10 أيام أخرى، ما كنا سنخرج الجميع”.
جونسون يعد باستقبال حار للاجئين
ووعد رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الأربعاء باستقبال “حار” لآلاف اللاجئين الأفغان الذين يصلون إلى المملكة المتحدة، بعدما واجه انتقادات لإدارته عمليات الإجلاء من أفغانستان.
وكانت لندن أعلنت أن الأفغان الذين عملوا لحساب بريطانيا في بلدهم وتم إجلاؤهم إلى المملكة المتحدة سيُمنحون حقوق إقامة غير محدودة، والحق في العمل وطلب الحصول على الجنسية البريطانية في الوقت المناسب.
وسيحصل هؤلاء على خدمات صحية مجانية ودروس للغة الإنجليزية ومنح جامعية في إطار عملية حكومية تحمل اسم “الترحيب الحار”.
وقال بوريس جونسون في بيان، “ندين بالكثير للذين عملوا مع القوات المسلحة في أفغانستان، وأنا مصمم على منحهم مع عائلاتهم الدعم الذي يحتاجونه لإعادة بناء حياتهم هنا في المملكة المتحدة”.
مفاوضات مع “طالبان”
يأتي ذلك بينما أكدت الحكومة البريطانية لوكالة الصحافة الفرنسية الأربعاء توجّه السير سايمن غاس الممثل البريطاني الخاص لعملية الانتقال في أفغانستان إلى الدوحة للقاء قادة من “طالبان”، لتأمين “مرور حر” لرعايا بريطانيا وحلفائها إلى خارج أفغانستان.
من جهتها، دعت قطر الحركة إلى ضمان “ممر آمن” للراغبين في الخروج، وقال وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي في الدوحة، “نحث طالبان على مسألة حرية التنقل وأن يكون هناك ممر آمن لخروج ودخول الناس إذا رغبوا في ذلك”.
وأجلت بريطانيا أكثر من 15 ألف شخص من أفغانستان منذ 13 أغسطس (آب)، بينهم أكثر من 8 آلاف أفغاني عملوا مع البريطانيين في بلدهم، في وظائف بينها الترجمة الفورية.
لكن الحكومة تواجه عاصفة من الانتقادات في شأن عملية الإجلاء التي انتهت السبت من دون إجلاء جميع المرشحين للرحيل.
وكان وزير الدفاع البريطاني بن والاس صرح الجمعة أنه تعذر إجلاء عدد يصل إلى 150 بريطانياً، وما بين 800 و1100 أفغاني.
وصرح وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب الثلاثاء أن مشاورات تجري مع الدول المجاورة لأفغانستان لتسهيل خروجهم من البلاد، موضحاً أن بريطانيا ستسعى إلى دفع “طالبان” نحو احترام التزامها بتوفير ممر آمن.
وسيتم استجواب راب حول هذا الموضوع الأربعاء من قبل أعضاء لجنة الشؤون الخارجية البرلمانية.