حرية – (27/9/2021)
حمزة مصطفى
نتداول يوميا العشرات من القصص والأقاويل وأحيانا النكات بشأن “الدكة الناقصة”. فهذه “الدكة” التي ليس منها “الدكات العشائرية” التي أدرجت ضمن قانون 4 إرهاب الذي غالبا ما ينتهي بنفر كباب في مراكز الشرطة بين الأقارب والأحباب, تبدأ بنقض موعد لك مع صديق أو حتى مسؤول, أو إكتشافك بعد رهان إنك حين وضعت بيضك كله في سلة من السلال إنك كنت مثل عبد الحليم حافظ تطارد خيط دخان. وربما يتعدى الأمر حدود ذلك الى ماهو أبعد وأقمش وأتعس وربما “أنكس” ولكل واحد منا ذكرياته مع “الدكات الناقصة” وأصحابها ممن أحيانا نكتفي بأن نقول لهم “هاي وحدة وياك”.
لكن ماحصل للمواطن العراقي علي الجبوري الذي إعترف بجريمة لم يرتكبها تحت تأثير أكثر “الدكات” ناقصية منقوصية تناقصية في التاريخ التي إرتكبها بحقه أحد ضباط التحقيق لا أظن حتى لو كان كل الظن إثم يتكرر حصولها لو بحث غينس للأرقام القياسية عن الف رقم جديد لعجز تماما عن تجاوزها.
حيثيات القصة صارت معروفة بعد أن تحولت الى قضية رأي عام وبالتالي لاداعي لتكرار تفاصيلها ثانية الإ ربما بشكل مختصر لقرائي في هونولوو . قصة هذا المواطن الذي صار يوصف بالمسكين بدأت حين أبلغ عن فقدان زوجته. إذن هو مواطن صالح حسب قانون شركة التأمين الوطنية. وبدلا من أن تتم مساعدته في البحث عنها أجبر على الإعتراف بقتلها. ومع إعترافه تحت التعذيب بجريمة لم يرتكبها فإن ضابط التحقيق لم يكتف بذلك مع أن الإعتراف سيد الأدلة وحجيها, بل أجبره على أن يتحول الى ماركيز وهمنغواي ونجيب محفوظ وأمين معلوف وديستفويسكي واندريه مالرو وكالفينو وباولو كويلو ساردا رائيا عليما حاله حال ديك الجن وحكايته مع حبيبته ورد الذي رثاها بعد أن قتلها “ياطلعة طَلَعَ الحِمامُ عليها .. وجنى لها ثَمَرَ الرَّدى بيدَيها. رويُت من دمِها الثَّرى ولطالماُ .. رَوَّى الهوى شَفَتيَّ من شَفَتيْها .. قد باتَ سيفي في مجالِ وشاحِهاُ .. ومدامعي تَجْري على خَدَّيْها “. ماذا لو أن ضابطنا الهمام “لكف” ديك الجن وهو يقتل ورد فعلا؟ ماذا كان يمكن أن يفعل به؟ أكيد كان جعله يعترف أن القاتل بابلو نيرودا, والقصيدة لـ .. عريان السيد خلف.