حرية – (27/9/2021)
ياسين البكري
النفط الذي وفر المال لإدامة الصراعات والحروب في الشرق الأوسط لن يكفي لإدامة حياة شعوب المنطقة في المستقبل القريب.
في نفس لحظة التلاشي المتصاعد لقيمة النفط ونضوبه، يرتفع مؤشر السكان لنقطة إنفجارية بحدود 3 عقود قادمة.
الأمن الغذائي، التعليم، الصحة، البيئة، التنمية، خلق وظائف لدول المنطقة تشكل تحديات كبرى.
سياسات الصراع والإنفاق عليها ستشكل إستنزافاً لإقتصاديات دول المنطقة التي تعاني من إختلالات وعجز، والاستمرار بتلك السياسات ستقودها لحالات إنفجار داخلي وفوضى ناتجة عن تصاعد مؤشر الفقر والبطالة وتوقف التنمية بهدر الموارد المطلوبة لتلبية تلك الحاجات.
ثراء النفط وعائداته الريعية في خلق دول الرفاهية ما عادت مقولة مقبولة إقتصادياً، وعقود الصراع الذي استنزف الثروات ما عاد القادم قادراً على إدامته وتقديم مليارات لتشغيل آلة الحرب والمؤامرات ورسم صور الزعامة.
الزمن المتاح لتصحيح العلاقات ونقلها من الصراع للتعاون، وتعديل بوصلة الإقتصاد وغلق موازنات الشك العسكرية وفتح موازنات تنموية وانتاجية، بات زمناً قصيراً جداً.
المقاربة المستقبلية المطلوبة هي فتح مسار العلاقات نحو التعاون.
ثروات في محرقة الحرب:
بحساب الأموال التي أحرقت في حروب العقود الماضية تتضح الفرص الضائعة لشعوب المنطقة نتيجة عقلية الحرب وسوء إدارة الصراع ورغبات الهيمنة وجنونها؛
حرب الثمان تقدر كلفتها 350 مليار دولار انفقتها العراق وإيران (تقديرات)
حرب الكويت قدرت ب 620 مليار دولار ، وخسائر العراق في البنية التحتية والعسكرية 190 مليار دولار، وخسائر الكويت ب 160مليار دولار بحسب التقرير الاقتصادي العربي الصادر من الجامعة العربية ومنظمة أوبك سنة 1991.
الحرب السورية تقدر خسائرها ب 442 مليار دولار، وهناك تقديرات أكبر.
الحرب الليبية تقدر خسائرها ب 580 مليار دولار بحسب تقرير (الإسكوا)
الحرب اليمنية تقدر خسائر السعودية بحدود 72 مليار دولار سنوياً، فضلاً عن إنهيار الإقتصاد اليماني.
الأرقام أعلاه هي الكلف التقديرية المباشرة للحروب، وهناك كلف أخرى غير مباشرة، مثلا الكلف الإجتماعية وتباطئ الإقتصاد وكلف التسليح ل 13 سنة حصار وتعويضات الكويت بالنسبة للعراق،
والكلف الإجتماعية وتباطئ الإقتصاد بالنسبة لإيران بسبب العقوبات والإنفاق على التسليح والتمويلات الخارجية.
وكلف التسليح بالنسبة للسعودية.
وكلف إعادة إعمار الكويت.
مراجعة تلك الفاتورة الضخمة تفرض على قادة دول المنطقة التفكير ملياً بمقاربة التعاون بدل الصراع، وهو الدور الذي يقوم به العراق لفتح مسارات المستقبل في علاقات دول المنطقة.