حرية – (28/9/2021)
وضعت بريطانيا الاثنين الجيش في حالة تأهب للمساعدة في حل أزمة شح الوقود التي تعاني منها البلاد بعدما شهدت عطلة نهاية الأسبوع تهافتاً من سائقي السيارات على تخزين المحروقات خوفاً من انقطاعها.
وقالت وزارة الطاقة في بيان مساء الاثنين إن “عدداً محدوداً من سائقي الصهاريج العسكرية سيتم وضعهم في حالة تأهب ونشرهم إذا لزم الأمر لتحقيق مزيد من الاستقرار في سلسلة توريد الوقود”.
شراء بدافع الذعر
ونفد الوقود في حوالى 90 في المئة من المحطات بمدن رئيسية في إنجلترا، يوم الاثنين، بعد أن عمقت عمليات شراء بدافع الذعر أزمة في سلسلة الإمدادات.
ووفق “رابطة تجار البترول” (بي آر إيه) فقد نفد الوقود من حوالى نصف المحطّات البالغ عددها 8000 في المملكة المتحدة الأحد.
وتشعر اتحادات العاملين في المجال الطبي بالقلق، على غرار “إيفري دكتور” التي تقول إنها تتلقى معلومات من العديد من أعضائها تفيد بأنهم “أمضوا عطلة نهاية الأسبوع في محاولة العثور على وقود دون نتيجة”.
ويذكّر الوضع بحقبة السبعينات حين تسبّبت أزمة طاقة بتقنين الوقود وتقليص أسبوع العمل إلى ثلاثة أيام. وقبل عقدين، أدت احتجاجات ضد ارتفاع أسعار الوقود إلى إغلاق المصافي وشل النشاط في البلاد لأسابيع.
وحذر رئيس “رابطة تجار البترول” براين مادرسن من تأثير الاستعانة بالجيش لأن نقل الوقود، الشديد الاشتعال، يتطلب سائقين “متخصصين جداً” مع إجراءات محددة.
نشر الفوضى
وتسبب نقص حاد في عدد سائقي الشاحنات بعد انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وإثر جائحة كورونا في نشر الفوضى عبر سلاسل الإمداد البريطانية في كل المجالات من الغذاء إلى الوقود مما زاد احتمالات الاضطراب في وصول السلع وارتفاع الأسعار في الفترة التي تسبق احتفالات عيد الميلاد.
وبعد أيام فحسب من إنفاق حكومة رئيس الوزراء بوريس جونسون ملايين الجنيهات الاسترلينية لتفادي نقص في الغذاء بسبب ارتفاع أسعار الغاز الطبيعي، الذي يمثل أكبر تكلفة في إنتاج الأسمدة، طلب الوزراء من المواطنين التوقف عن الشراء بدافع الذعر.
لكن طوابير طويلة من السيارات امتدت عند محطات الوقود في أنحاء البلاد الأحد مما أدى لنفاد الإمدادات وأجبر العديد من المحطات على الإغلاق. وقالت “رويترز” إن أغلب مضخات ومحطات الوقود في أنحاء المدن البريطانية كانت الاثنين إما مغلقة أو تعلق لافتات تقول إن الوقود غير متاح.
وقالت رابطة تمثل موزعي الوقود المستقلين الذين يشكلون حالياً حوالى 65 في المئة من كل الموزعين البريطانيين إن أعضاءها أبلغوا عن نفاد الكميات المتاحة لديهم بنسب تتراوح بين 50 و90 في المئة في بعض المناطق.
عودة الطلب لمستوياته الطبيعية
وقال موردو الوقود إنهم يتوقعون عودة الوضع إلى طبيعته قريباً. وأوضح بيان مشترك من صناعة الوقود التي تضم شركات “بي بي” و”رويال داتش شيل” و”إيسو” التابعة لـ “إكسون موبيل” “أن هناك وفرة في الوقود في المصافي والمنافذ في بريطانيا، ونحن في صناعة الوقود نعمل عن كثب مع الحكومة للمساعدة في ضمان توفير الوقود وتسليمه للمحطات بجميع أنحاء البلاد”.
وأضاف البيان “نظراً لأن الكثير من السيارات تحتفظ الآن بالوقود بشكل أكثر من المعتاد، نتوقع عودة الطلب لمستوياته الطبيعية في الأيام المقبلة، مما يخفف الضغوط على محطات الوقود. نشجع الجميع على شراء الوقود من دون تغيير في نمط الشراء المعتاد”.
وتناغمت رسالة الصناعة مع نداء الحكومة للناس بعدم الشراء بدافع الذعر. وقال وزير البيئة البريطاني جورج إيوستس إنه ليس هناك أي نقص في الوقود وحث الناس على التوقف عن الشراء المحموم خوفاً من نفاده.
وقالت شركات النقل ومحطات الوقود وتجار التجزئة إنه لا توجد حلول سريعة، لأن النقص في سائقي الشاحنات المقدر بحوالى 100 ألف كان حاداً، ولأن نقل الوقود يتطلب تدريباً ورخصاً إضافية.
وقال جوردون بالمر المدير التنفيذي للرابطة لـ “رويترز”، “للأسف نحن نشهد عمليات شراء بدافع الذعر للوقود في الكثير من مناطق البلاد… نحتاج لبعض الهدوء… أرجوكم لا تشتروا بدافع الذعر”.
وأصر وزراء بريطانيون على أن خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي ليست له علاقة بالأزمة الحالية في السائقين على رغم أن 25 ألفاً منهم عادوا لأوروبا قبل تطبيق الانسحاب من التكتل. ولم تتمكن بريطانيا من اختبار 40 ألف سائق بسبب الإجراءات التي فرضت لمكافحة “كوفيد-19”.
وأعلنت الحكومة الأحد خطة لإصدار تأشيرات مؤقتة لخمسة آلاف سائق أجنبي.