حرية – (4/10/2021)
بحذر وقلق، تابع خليجيون تحركات العاصفة “شاهين” التي وصلت إلى بحر العرب، وضربت ساحل سلطنة عُمان بدءاً من صباح يوم الأحد.
واستحوذت هذه العاصفة على اهتمام رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين عبّروا عن قلقهم البالغ من تأثيراتها، خاصة بعد التحذيرات الأربعة التي أطلقتها السلطات العمانية.
وكانت الحكومة العمانية قد استبقت الإعصار بإعلان إجازة رسمية للموظفين، وتأجيل كل الرحلات من وإلى مطار مسقط الدولي حتى إشعار آخر. كما ناشدت سكان المناطق الواقعة في نطاق التأثير المباشر للإعصار، إخلاء منازلهم والتوجه إلى مراكز الإيواء.
تضامن وترقب وتندر
وحظي وسم “#شاهين” بتفاعل واسع بين المغردين العمانيين، الذين ألزمتهم العاصفة بالبقاء في منازلهم، فاستعدوا لها بابتكار الصور الكاريكاتورية التي عبرت عن حالة بعضهم.
ولم يقتصر التفاعل على المعلقين العمانيين، بل تخطاه ليشمل مشاركات من دول عربية أخرى، حيث شهد موقع تويتر تضامناً عربيا واسعا مع سلطنة عمان.
ولمواكبة التطورات دشن عمانيون وسوما أخرى حملت أسماء عديدة مثل #العاصفة_المدارية_شاهين #اعصار_شاهين و#بحر_العرب.
وتنوعت التعليقات عبر تلك الوسوم بين الدعاء بالسلامة وإطلاق المبادرات الإغاثية والسخرية من الآثار التي أحدثتها العاصفة.
ولمواكبة التطورات دشن عمانيون وسوما أخرى حملت أسماء عديدة مثل #العاصفة_المدارية_شاهين #اعصار_شاهين و#بحر_العرب.
وتنوعت التعليقات عبر تلك الوسوم بين الدعاء بالسلامة وإطلاق المبادرات الإغاثية والسخرية من الآثار التي أحدثتها العاصفة.
فقد تداول مغردون عمانيون صورًا ومقاطع فيديو قيل إنها تظهر مناطق في سلطنة عمان وقد تحولت إلى بركة مياه كبيرة، بينما شارك البعض مقاطع تُظهر سيارات عالقة في مياه الأمطار.
كما تناقل آخرون مقطعا يظهر مجموعة من الأشخاص وهم يكابدون لإنقاذ أنفسهم بعد أن حاصرتهم السيول الجارفة.
ويطرح عمانيون مقترحات عديدة لتخفيف الأضرار التي قد تجلبها العواصف المدارية، كتطوير البنى التحتية وإنشاء مراكز جديدة لدارسة التحولات المناخية.
ثمة من تساءل عن مدى جاهزية السدود التي من شأنها حماية البلاد من الغرق والسيول الجارفة، خاصة أن تلك المشاهد باتت متكررة في السلطنة التي تعرضت في السنوات الأخيرة للعديد من الظواهر المناخية المختلفة.
وقد ألقى بعضهم باللائمة على ما يصفونه بـ”تجاهل بعض المسؤولين” لأولوية تطوير المراكز العلمية التي من شأنها وضع خطط ودراسة التغيرات المناخية في بحر العرب.
من جهة أخرى، أكدت القوات المسلحة العُمانية جهوزيتها للتعامل مع الوضع بينما أشاد البعض بالإجراءات الاحترازية المتخذة قائلين إنها برهنت على ناجعتها مقارنة بالمرات السابقة.
ماذا نعرف عن شاهين؟ وما سبب تسميته؟
ما إن بدأت التأثيرات المباشرة للعاصفة شاهين تظهر، حتى انبرى مغردون يبحثون عن سر تسميته.
وبحسب صحف آسيوية وخليجية، فإن دولة قطر هي من اقترحت هذه التسمية. والشاهين هو أحد أنواع الطيور الجارحة المعروفة بسرعتها الفائقة.
لكن من الثابت أن معظم هيئات الرصد الجوية الإقليمية تختار أسماء الأعاصير وفقا لقائمة رسمية من الأسماء التي تقترحها دول المنطقة. ويتم التصديق على تلك الأسماء قبل بداية كل موسم للأعاصير. ويشترط في الاسم المقترح أن يكون حياديا من دون دلائل تحريضية أو سياسية أو دينية.
والعاصفة “شاهين” هي امتداد لإعصار “جولاب” الذي تشكل قبل أيام في منطقة خليج البنغال.
وفي 29 سبتمبر / أيلول، رصد مركز تابع للبحرية الأمريكية وجود منخفض في خليج البنغال قبل أن يتجه نحو بحر العرب مساء الأربعاء الماضي، حيث تكونت عاصفة مدارية وصلت تأثيراتها لسواحل سلطنة عمان مساء أيام السبت، بحسب ما ذكره موقع يالي المختص في المناخ.
وقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية العمانية في وقت مبكر من مساء الجمعة أن الحالة المدارية “شاهين” في بحر العرب تحولت إلى إعصار من الدرجة الأولى.
ويتوقع خبراء أن تستمر تأثيرات العاصفة إلى عدة أيام، ما دفع السلطات العمانية إلى إعلان يومي الإثنين والثلاثاء عطلة رسمية.
وعادة ما تصاحب هذه التأثيرات رياح عاتية وأمطار غزيرة مسببة فيضانات مفاجئة.
ماذا عن دول الجوار؟
وتظهر صور الأقمار الاصطناعية بوضوح وجود كميات ضخمة من السحب الركامية التي تتحرك حول بحر العرب .
وقد امتدت تأثيرات إعصار شاهين إلى بعض جيران السلطنة، إذا أفادت السلطات الإيرانية باختفاء 5 صيادين إيرانيين جراء الإعصار الذي ضرب المناطق الساحلية جنوب شرقي البلاد.
وبدورها أعلنت دولة الإمارات تدابير أولية لمواجهة الأثار المحتملة للإعصار على سواحلها .
في حين نفت السعودية وجود أي تأثير مباشر لإعصار شاهين عليها، متوقعة تشكل انخفاض جوي الاثنين القادم وهطول أمطار تستمر لعدة أيام على الأجزاء الجنوبية للمنطقة الشرقية والرياض.
كيف تتكون الأعاصير قبالة سواحل عمان؟
تعبر اليمن وسلطنة عمان من أكثر الدول تأثرا بالعواصف المدارية في بحر العرب.
ويشير الموقع العالمي لمراقبة الأعاصير، التابع للبحرية الأميركة إلى أن سلطنة عمان تشهد إعصارا قويا كل ثلاث سنوات رغم أن 48 بالمائة منها يتراجع قبل وصولها إلى سواحل السلطنة”.
ويشير الموقع إلى أن موقع السلطنة الجغرافي هو السبب وراء تعرضها لحالات مناخية مختلفة، إذ “تتشابه طبيعتها مع طبيعة المناطق الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة المعروفة بسواحلها الجافة التي تعد مركز جذب لأعاصير المحيطات”.
وسبق أن تعرضت منطقة ساحل عٌمان إلى عدة أعاصير مدارية. ولعل أقواها إعصار “غونو” الذي ضرب غرب بحر العرب عام 2007.
وتسبب الإعصار آنذاك بأضرار كبيرة في الأرواح وخسائر للاقتصاد العماني.
يعد تطور الأعاصير في بحر العرب أمرا نادرا نظرا لصغر مساحته مقارنة بالمحيطات، إضافة لغياب العوامل المساعدة في تشكيلها إلا في فترات معينة من السنة.
لكن الاحتباس الحراري تسبب في زيادة عدد العواصف المدارية وزيادة تواترها أيضا.
فقد أشارت دراسة نشرت في مجلة Springer ، إلى أن الأعاصير فوق بحر العرب أصبحت أكثر حدة في العقود الأخيرة.
وفي السياق ذاته، قدر مركز إدارة الحالات الطارئة العماني سرعة الرياح حول مركز إعصار “شاهين” بـ64 عقدة أي 116 كلم في الساعة. ووصفتها بغير المسبوقة.