حرية – (23/10/2021)
طارق حرب
مضت عشرات القرون من تاريخ بغداد منذ بناء بغداد حيث ابتدأ حكم الدوله العباسيه سنة ٧٦٢م ثم حكم دول هولاكو والجلائريين والقره والآق قوينلو( الخراف السود والبيض؟ ثم حكم الصفويين والعثمانيين وحتى دخول الانگليز سنة ١٩١٧ حيث ابتدأ الحكم الوطني صحيح كان في تاريخ العراق وزراء وولاة وادارات وطنيه لبغداد لكن كل اولئك الحكام محكومين بالدول السابقه وكان يوم ١٩٢٠/١٠/٢٥ اول ايام الحكم الوطني بحكومة السيد عبد الرحمن النقيب حيث شكل الوزاره يوم الخامس والعشرين من شهر تشرين أول سنة 1920 واستمرت لمدة أقل من سنه حيث قدم رئيس الوزراء استقالته في الثالث والعشرين من شهر آب سنة 1921م حيث استمرت هذه الحكومه لمدة تقل عن السنه وكانت استقالتها بطلب من ساسون حسقيل وزير الماليه اذ طلب من رئيس الوزراء بأن عليه الاستقاله بعد اكمال تتويج ملك العراق الجديد الملك فيصل الاول في ١٩٢١/٨/٢٣ وعند الاستفسار منه عن السبب خاصة وان الملك الجديد مرتاح لهذه الحكومه وان هذه الحكومه هي التي أكملت الترتيبات الخاصه بتعيين الملك الجديد من حيث الاستفتاء والاجرآآت القانونيه ومتطلبات التتويج أجاب ساسون حسقيل وهو القانوني البارع ان هنالك عرف دستوري في بريطانيا والدول الاوروبيه يقضي بأن على الحكومه الاستقاله طالما جاء حاكم جديد سواء أكان ملكاً أو أمير أو امبراطور أو رئيس جمهوريه واردف علينا أن نقتدي بالدول المتقدمه وان كان لا يوجد دستور يوجب ذلك فمجرد تغيير حاكم البلاد لا بد للحكومه من الاستقاله ولو كان الحاكم الجديد راضياً عن الحكومه وفعلاً قدم النقيب حكومته بمجرد اكمال اجرآآت التنويج في قشلة بغداد يومُ1921/8/23 وتولى الملك فيصل تكليف السيد النقيب بتشكيل حكومه جديده وهكذا فأن الحكم الملكي بدأ بأصول وقواعد وفضائل تمارسها الدول المتقدمه والاستقاله للحكومه الاولى بسبب بدء حكم حاكم جديد للبلاد هو الملك فيصل الثاني حصل في العهد الملكي عند تولي الملك غازي الحكم بعد وفاة والده الملك فيصل الاول وعند تتويج الملك فيصل الثاني ولم تمارس هذا العرف الدستوري في العهد الجمهوري الا في حالة واحده اذ بعد وفاة عبد السلام عارف سنة 1966م وتولي شقيقه عبد السلام عارف طبق هذا العرف رئيس الوزراء وقتها عبد الرحمن البزاز حيث استقال حال انتخاب مجلس الدفاع عبد الرحمن عارف بعد حادثة الطياره التي قتل فيها رئيس الحمهوريه عبد السلام عارف واذا أردنا أن نرجع لأول حكومه تم تشكيلها ببغداد سنة 1920نجد انها شكلت برئاسة السيد عبد الرحمن النقيب الگيلاني نقيب اشراف بغدادالذي يعود في نسبه للشيخ عبد القادر الگيلاني والذي يروى عنه انه كان يطلب من بناته الدخول في الغرف اذا مرقت طياره فوق دارهم على الرغم من انه جلب مدرس لغه فرنسيه لأبنته( گيلانه) لتدريسها اللغه الفرنسيه وضمت في عضويتها سبعة وزراء هم جعفر العسكري للدفاع باعتباره صاحب اعلى رتبه عسكريه من العهد العثماني وساسون معلم حسقيل للماليه رجل القانن والاداره الاول في بغداد وصاحب شرط الذهب وطالب باشا النقيب للداخليه نقيب اشراف البصره ومصطفى الآلوسي القاضي الاديب الشاعر للعدل وعبد اللطيف المنديل التاجر الكبير الحاصل على الباشويه للتجاره وعزت باشا الكركوكلي للمعارف والنافعه وألتحق بهذه الوزاره محمد مهدي بحر العلوم الذي عين وزيراً للمعارف أي للتربيه بعد تشكيل الوزاره بأربعة أشهر حيث تم استيزاره في 1921/2/22 وبالاضافه الى الوزراء اي بوزاره أو بحقيبة وزاريه الثمانيه الذين ذكرنا اسماوءهم سابقاً تم تعيين وزراء بلا حقيبه وزاريه او وزراء بلا وزراره كانوا يسمون وزراراء دوله تشريفيون كونهم من وجوه المجتمع العراقي اذ كان من اللازم في فترة بداية تكوين الحكومه العراقيه الاولى اشراك المذكورين وهو ما لم يحصل سابقاً في بغداد لذلك تم اختيار اثنى عشر شخصيه عراقيه كوزراء بلا وزاره وبلا حقيبه وزاريه جرى تعيينهم لشد أزر الحكومه الجديده الاولى في عملها وتنفيذ مهامها في الدوله الجديده بعد انتهاء الحكم العثماني وقرب انتهاء الوجود الانگليزي وهوءلاء الوجوه العراقيه تم تعيينهم بعد تشكيل الوزاره بثلاثة أشهر وهم؛ الشيوخ : الشيخ محمد الصيهود الشيخ عجيل السمرمد والشيخ ضاري السعدون والشيخ سالم الخيون والشيخ محمد الصهيود وشخصيات عامه هم نجم البلداوي واحمد الصانع وداود اليوسفاني وعبد الجبار الخياط والعوائل البغداديه المشهوره عبد الرحمن الحيدري وعبد المجيد الشاوي وعبد الغني كبه وعبد وفخر الدين آل جميل
ومن أهم أعمال هذه الوزاره تأسيس الجيش العراقي وتشكيل أول فوج عسكري هو فوج الامام موسى الكاظم وعودة الذين تولى الانگليز نفيهم خارج العراق وتعيين نوري باشا السعيد رئيس أركان الجيش وعودة الضباط الموجودين في سوريا وعقد موءتمر القاهره بشأن العراق وحضر فيه ساسون حسقيل وجعفر العسكري وبيرسي كوكس رئيس الاداره الانگليزيه في بغداد والشخصيه الثانيه ( المس بيل) واصدار مرسوم الجيش العراقي الخاص بالتطوع والعقوبات على العسكريين وفتح دوائر تجنيد ووصول الملك فيصل الى بغداد بعد دعوته لكي يتم تتويجه واصدار الجريده الرسميه جريدة الوقائع العراقيه واجراء الاستفتاء واعداد ترتيبات التتويج واستقالت بعد تتويج الملك فيصل الاول ١٩٢١ كما ذكرنا.