حرية – (30/10/2021)
أصبحت أكياس الفقاعات تُستخدم على مستوى العالم لتغليف أي شيء بدلاً من ورق الجدران/ IStock
تحدث بعض أفضل الاكتشافات عن طريق الصدفة. نتيجة لذلك، هدفت العديد من العلامات التجارية الأكثر شهرة في العالم نحو خدمة هدف مختلف تماماً عما هو معروف عنها اليوم. من اختراعات عسكرية تحولت لغراء يومي وصولاً إلى معجون الأطفال، تمكنت المخيلة البشرية من إعادة توظيف هذه الاختراعات بحيث لا تذهب جهودها سدى، بل فاق نجاحها كل التوقعات.
منتجات لا تُستخدم لغاياتها
إليك 6 منتجات أصبحت تُستخدم لأشياء غير التي صُممت لها أصلاً.
1- أكياس الفقاعات
تُعد أكياس الفقاعات منتج تغليف ذا قيمة كبيرة، ووسيلة إزعاج ذات قيمة أكبر. لكن أكياس الفقاعات تُخفي أكثر مما يُبديه مظهرها.
هل تعلم أن أكياس الفقاعات كانت في بادئ الأمر ورق جدران؛ حاول المهندسان ألفريد و. فيلدينغ ومارك شافانز، من شركة Sealed Air Corporation أن يصنعا ثروة باختراعهما الجديد عام 1957 وهو ورق جدران ذو ملمس بارز.
تلك الفكرة المثيرة للاهتمام جاءت من ضمن ستارتي حمام معاً بفقاعات منتشرة على سطحيهما تربطهما ببعض. لسوء الحظ لم تنجح فكرتهما، وبحثا عن استخدامات بديلة، حتى حالفهما الحظ عام 1959، حسب ما نشر موقع Listverse.
في تلك الفترة، أعلنت شركة IBM التكنولوجية عن حاسوبها الجديد، وعرضت شركة Sealed Air Corp استخدام كيس الفقاعات الذي تصنعه للتغليف من أجل حماية الحاسوب.
وافقت IBM وسرعان ما أصبحت أكياس الفقاعات تُستخدم على مستوى العالم لتغليف أي شيء من أجهزة الحاسوب إلى الهواتف والميكروويف.
2- الغراء الفائق
حين ترغب في لصق شيئين فإن الغراء الفائق هو الخيار الوحيد عندما ترغب في إتمام المهمة، بقوى التصاقه المذهلة وسرعة جفافه البالغة.
لكن هل تُصدق أن الغراء الفائق لم يكن منذ البداية مُصمماً ليكون غراء خارقاً؟ في الواقع، لقد كاد يُصبح شيئاً مختلفاً تماماً مرتين.
خلال الحرب العالمية الثانية كان الدكتور هاري ويلسي كوفر يحاول صناعة مناظير تصويب بلاستيكية واضحة لأسلحة قوات الحلفاء. وفيما كان يبحث عن مواد لمشروعه مرت على كوفر وفريقه مادة اسمها سيانو أكريليت، مادة شديدة اللزوجة ارتأى أنها ستكون مثالية لتثبيت المناظير.
المشكلة أن المادة كانت تلتصق بأي شيء يلامسها، الأمر الذي كاد يفتك بالمشروع، لذلك بحث كوفر في مكان آخر عن المادة المناسبة.
لكن في عام 1951، ظهرت المادة أمام كوفر مرة أخرى عندما كان يعمل مع فريق في شركة Eastman Kodak على محاولة لصنع بوليمرات مقاومة للحرارة لمحركات الطائرات النفاثة. ولكن هذه المرة، استطاع فريد جوينر، مساعد كوفر، توظيف المادة باستخدامها للصق منشورين معاً.
ولدهشتهما، التصق المنشوران معاً على الفور تقريباً بلا أي مشكلة. بدأت شركة Eastman Kodak في إنتاج المادة اللاصقة وعرضها للبيع. وجاء اسم الغراء الفائق أو “Super Glue” عندما رخصت شركة Eastman Kodak مادة سيانو أكريليت لشركة Loctite، التي باعتها تحت اسم “Super-Bonder”.
وبالإضافة إلى كونه المنتج الذي يجدر بك الاعتماد عليه عند الحاجة إلى لاصق قوي، فقد اعتُمد كذلك على الغراء الفائق في حرب فيتنام لسد جروح الجنود الأمريكيين في الميدان. عند الإصابة، كان التركيز الأساسي ينصب على وقف النزيف حتى يمكن إحضار الجنود إلى المسعفين قبل أن يتسبب النزيف في قتلهم.
3- آلة المشي
آلة المشي من أشهر المعدات الرياضية على الإطلاق، لكن هل تعرف أنها لم تكن دائماً مُصممة لإنقاص وزنك؟ تعود أقدم آلات المشي المعروفة إلى الإمبراطورية الرومانية، حيث كانت تُستخدم رافعة في معداتهم القديمة.
حينها كانت آلة المشي تُعتبر “عجلة مشي” تقريباً، حيث كان الرجال يسيرون داخل العجلة لرفع ضعف وزنهم.
وفي القرن التاسع عشر تطورت آلة المشي حين اكتشف المزارعون الذين كانوا بحاجة لمصدر طاقة أكثر استقراراً لمعداتهم، أنهم إذا وضعوا أحصنة على آلة المشي، فسيتمكنون من إنتاج طاقة أكبر بكثير مما تنتجه المياه والرياح.
وأصبحت الطاقة اللازمة لتشغيل الأجهزة تعرف بـ”القدرة الحصانية”.
أما المرحلة التالية في تطور آلة المشي فكانت في بريطانيا العظمى عام 1818، حيث صنع المهندس ويليام كوبيت آلة مشي للسجن، أو (آلة المشي الجزائية). كانت تلك الآلات تُستخدم لإجبار الشخص على المشي فينتج حركةً تُستخدم لطحن الذرة، وكانت تُستخدم عادةً للعقاب.
أنهى قانون تنظيم السجون عام 1889 استخدام تلك الآلات، مع إلغاء الأشغال الشاقة في السجون. وفي النهاية صمم بيل ستاوب والدكتور كينيث كوبر في الستينيات آلة تمرين المشي المنزلية لأول مرة، ومن وقتها وهي تجلس مرتاحة في المنازل في معظم الأوقات.
4- ربطة العنق
رغم أنها واحدة من أكثر قطع الملابس رسميةً وأناقة ورقياً، لكن هل تعرف أنها لم تكن دائماً قطعة أزياء؟
ظهرت أول مرة في القرن السابع عشر، بينما كانت حرب الثلاثين عاماً تلتهم أوروبا.
استأجر الملك الفرنسي لويس الثامن مرتزقة من كرواتيا للقتال في جانب فرنسا، وكان أولئك المقاتلون الكرواتيون يرتدون ربطات عنق مزخرفة لرفع ياقات ستراتهم.
أُعجب الملك لويس الثامن بالتصميم إلى حد أنه أقرها جزءاً من الاجتماعات الملكية، وجعلها حلية إلزامية، وسماها “الكرافات”.
وفي حين كانت ربطات العنق تبدو مختلفة جداً في القرن السابع عشر، فقد استمرت حتى اليوم.
5- مضمضة ليسترين
يستخدم الليسترين، وهو أحد أكثر أنواع غسول الفم شيوعاً في العالم، حوالي مليار شخص، لكن لم يكن من المفترض أن يكون الليسترين غسولاً للفم.
في عام 1865، بعد أن نشر لويس باستير اكتشافاته ونظرية الجراثيم، أجرى السير جوزيف ليستر أول عملية جراحية في غرفة معقمة، فتح ذلك الباب نحو انخفاض معدل الوفيات.
ثم صنع رجل يسير على خطى عمليتيهما، وهو الدكتور جوزيف لورانس، مذيباً مثيراً للاهتمام من شأنه أن يطهر الجروح، سواء على طاولة العمليات أو في ساحة المعركة، وأطلق عليه اسم “ليسترين” تيمناً بالسير جوزيف ليستر، حسب ما نشر موقع Business Insider.
خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، بيع اللسترين بوصفه منظفاً للأرضيات ومزيلاً للعرق وحتى لعلاج الأمراض.
وفي عام 1923، صُنف أخيراً غسولاً مطهراً للفم.
6 – معجون Play Dough
يعد معجون Play Dough مصدراً للترفيه اللامتناهي لكل طفل تقريباً، وتم إنشاء العديد من الروائع من تلك العجينة اللزجة ذات الألوان الزاهية!
ومع ذلك كان الغرض الأول من معجون Play Dough هو تنظيف الخلفية.
تم إنشاؤه في عام 1993 للمساعدة في تنظيف السخام من الجدران، وكان حلاً بسيطاً كونه مصنوعاً من الدقيق والماء والملح فقط، حسب موقع Bellette.
ولكن أصبحت صيغة المعجون هذه بلا قيمة عندما تم تشغيل ورق الحائط من الفينيل، والذي كان من السهل تنظيفه بالماء والصابون فقط.
في النهاية، تمت إعادة تسويقه كطين نمذجة للأطفال أطلق العنان لمخيلتهم وابتكاراتهم.