حرية – (7/11/2021)
احتل خبر محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، يوم الاحد، صدارة العناوين والمانشيتات الرئيسية في مختلف الصحف والمواقع حول العالم، والتي كادت ان تجمع على ان الحادثة تشكل تصعيدا كبيرا يهدد العراق وقد تكون لها تداعيات.
وتصدر خبر محاولة الاغتيال عناوين صحف ومواقع وتلفزيونات، مثل “الغارديان” البريطانية، وشبكة “سي ان ان” الامريكية، و”دوتشيه فيله” الالماني، و”تايمز اوف اسرائيل”، وموقع اذاعة “صوت امريكا”، و”ذي استراليان” الاسترالية، ووكالات “رويترز” و”اسوشيتدبرس” و”وان انديا” الهندي وغيرها، فيما كان من الواضح غياب معظم الصحف العربية عن تغطية الخبر في طباعاتها الورقية بسبب وقوع محاولة الاغتيال في وقت مبكر من فجر الاحد، واستعاضت عن ذلك بمتابعة الاحداث العراقية على مواقعها الالكترونية.
ونقلت “سي ان ان” عن مصدر مقرب من الكاظمي قوله ان رئيس الوزراء كان عائدا من زيارة تفقدية لقوات الامن التي انخرطت في المداهمات مع المتظاهرين عند المداخل الجنوبية للمنطقة الخضراء، عنما وقع الهجوم بالطائرات المسيرة.
واضاف ان الكاظمي كان يهم بالدخول الى مقر اقامته عندما وقع الهجوم بالطائرات المفخخة.
ولفتت “نيويورك تايمز” في تقريرها الى ان الهجوم جاء بعد وقوع مصادمات في بغداد بين قوات الامن وانصار الميليشيات الموالية لايران التي تقول انها ضحية عملية تزوير انتخابي جرى في العاشر من اكتوبر/تشرين الاول الماضي.
واعتبرت وكالة “رويترز” ان الهجوم يفاقم بشكل كبير التوتر في البلد بعد اسابيع على اجراء الانتخابات التي تشكك فيها قوى الميليشيات الموالية لايران.
واشارت “تايمز اوف اسرائيل” الى ان الهجوم جاء في ظل “تصاعد التوتر في العراق”، وانه يعكس تصعيدا كبيرا في ظل التوترات التي اشعلها رفض الميليشيات الموالية لايران القبول بنتائج الانتخابات.
كما لفتت الصحيفة الاسرائيلية الى ان الكاظمي ينظر اليه من طرف الميليشيات على انه مقرب من الولايات المتحدة، وحاول تحقيق توازن بين حلفاء العراق، اي الولايات المتحدة وايران، وهو قام بمحاولة تخفيف التوترات الاقليمية من خلال استضافته محادثات بين الخصمين الاقليميين، السعودية وايران.
ولم تجر صحيفة “الغادريان” قراءة خاصة في خبر محاولة الاغتيال التي ما زالت تفاصيلها غير نهائية حتى الان، واكتفت بعنوانها الرئيسي بالقول “فشل محاولة اغتيال رئيس الوزراء العراقي بتفجير طائرة مسيرة”.
اما اذاعة “صوت امريكا، فقد اشارت الى ان “احدا لم يتبن المسؤولية عن الهجوم”، لكنها اضافت ان محاولة الاغتيال تأتي في ظل المواجهة بين قوات الامن والميليشيات الموالية لايران والتي اعتصم انصارهم امام المنطقة الخضراء بعد رفضهم نتائج الانتخابات البرلمانية والتي خسروا فيها نحو ثلثي مقاعدهم.
ونقلت الاذاعة عن الباحث في “يروكينجز” رانج علاء الدين قوله ان “محاولة الاغتيال تصعيد دراماتيكي، ويتخطى الحدود بشكل غير مسبوق وقد تكون له تداعيات عنيفة”.
واشارت الى ان بعض قادة فصائل الميليشيات القوية، كقيس الخزعلي، حملوا الكاظمي المسؤولية المباشرة عن مواجهات الجمعة بين قوات الامن والمتظاهرين، واشار الخزعلي على سبيل المثال الى ان رد قوات الامن باطلاق النار على المتظاهرين الذيم لم يكونوا يحتجون سوى على تزوير الانتخابات، “يعني انك المسؤول الاول عن هذا التزوير”.
كما ذكرت بتغريدة لاحد قادة “سيد الشهداء” التي توجه بها الى الكاظمي من دون ان يسميه، لكنه انذره بانه لن ينال ولاية ثانية في رئاسة الحكومة.
اما “سي ان ان” فقد استعادت تغريدة باسم المتحدث باسم “كتائب حزب الله” ابو علي العسكري والتي نفى فيها تورط الكتائب في محاولة الاغتيال، قائلا في المقابل ان الكاظمي “يلعب دور الضحية”.
ولفتت “سي ان ان” في تقريرها الموسع حول الحادثة، الى ان رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني ندد بهذا “العمل الارهابي” الذي يشكل تطورا خطيرا يهدد امن واستقرار البلد، ودعوته جميع الاطراف الى ممارسة ضبط النفس والتهدئة.