حرية – (17/11/2021)
أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الأربعاء، أن مشروع سد الجزرة التركي سيضر بإيرادات العراق المائية كماً، فيما كشفت عن مخاطبات مع انقرة بشأن السد.
وقال المتحدث باسم الوزارة علي راضي في تصريح : إن “قلة الايرادات المائية تتضمن عوامل رئيسة منها عامل فعال جداً هو التغيرات المناخية وضعف الغطاء الثلجي وارتفاع درجات الحرارة خصوصاً في الموسم الصيفي وقلة الأمطار، وهذه عوامل أثرت في دول المنبع والمصب لكن عادة ما تتأثر دول المصب مثل العراق أكثر من دول المنبع، لهذا نركز في هذه المرحلة على تقاسم الضرر وتقاسم الحصص المائية على الرغم من شَحِّها، فيجب ألَّا تهمل حصص دول المصب في هذه الظروف”.
وأضاف راضي أن “الجارة إيران تمثل مصدراً لإيرادات مائية لا تتجاوز 18% من إجمالي حجم إيراداتنا المائية، فمحافظة ديالى هي الأكثر تضرراً بسبب قطع بعض الروافد القادمة من إيران بالكامل، لذلك كان رد الفعل قويَّاً للتخفيف من آثار الشحّ المائي ضمن هذه المحافظة من قبل الوزارة حيث انشأنا محطات ضخ وقمنا بحفر وتأهيل العديد من الآبار”.
وتابع أن “ما حصل في الأيام الماضية هو افتتاح بروتكولي لسد أليسو، لكن السد جرى املاؤه عملياً في العام 2019 ، وكان ذلك العام وفيراً ورطباً بجدارة إذ أن الايرادات المائية العراقية تجاوزت 140%، لذلك مدة املاء سد أليسو لم تكن مؤثرة على العراق نوعاً ما”.
وبين راضي أن “الخطورة تكمن في المشروع الجديد الموجود حالياً وهو إنشاء سد الجزرة جنوب سد أليسو، وهناك توجد مشاريع زراعية واروائية بنحو مليون دونم تستهلك كميات كبيرة من المياه إضافة إلى بزل المياه أيضاً على عمود دجلة، فلذلك هنالك مخاطبات عن طريق وزارة الخارجية برفض العراق انشاء سد الجزرة لما يسببه من تاثير سلبي كبير على إيرادات العراق كماً ونوعاً”.
وختم، بأن “المفاوضات سواء مع الجانبين التركي أو السوري وكذلك أملنا في المدة المقبلة استئناف عمل اللجان الفنية مع الجانب الايراني، ضمن التحديات المشتركة، مهمة جداً للوصول الى تفاهمات من أجل الهدف الأسمى والأعلى وهو ضمان الحقوق المائية للعراق”.
وحذرت وزارة الموارد المائية، في الثامن من الشهر الحالي، من نوايا تركيا لإنشاء سد جديد على نهر دجلة سيكون أخطر على العراق من سد أليسو.
وقال مدير عام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية كاظم سهر للعراقية الإخبارية وتابعته وكالة الأنباء العراقية (واع)، إن “الجانب التركي يعتزم تنفيذ مشروع سد الجزرة على نهر دجلة وهذا المشروع نحن نتخوف منه أكثر من تخوفنا من سد أليسو، الأخير سد لتوليد الطاقة ويتم إطلاق مياهه بين فترة وأخرى بينما سد الجزرة إروائي”.
وأضاف، أن “الطبيعة الاروائية لسد الجزرة تشكل خطراً لأنه سيحتجز حصة العراق القليلة من المياه اذا تم تنفيذه من دون الاتفاق بين الجانبين التركي والعراقي”.
وتابع أن “الاتفاقات العراقية – التركية بموجب مذكرة التفاهم الثنائية ما زالت قائمة ومعمولاً بها وفي شهر حزيران الماضي قام وفد من الوزارة بزيارة انقرة والحصول على نتائج طيبة استثمرت في الصيف الماضي”.
وأكد أن “الجانب التركي كان يبحث عن ممولين لإنشاء سد الجزرة وطمأنوا الوزارة بأنه لن يؤثر في حصة العراق ونحن صراحةً نتخوف لأن الوعود في السياسة لا تطبَّق دائماً”.
وتابع أن “الطريق ليست مسدودة وهناك مباحثات واتصالات عراقية – تركية تشدد على وجوب الحفاظ على حصص العراق”.