حرية – (4/12/2021)
مهنة يذهب الظن إلى أنها اندثرت في العراق، لكن تبين أن هناك من ما يزال يمارسها ولديه زبائن كثرة من شتى القطاعات، فضلاً عن هواة يترددون عليه لاقتناء السكاكين والخناجر والسيوف ليس من محافظته نينوى فحسب بل من باقي مدن العراق.
في ورشة صغيرة بسوق الحدادين في مدينة الموصل القديمة، يمارس رياض نعمة الله، صناعة السكاكين بمختلف أنواعها وأحجامها بالإضافة إلى الخناجر والسيوف منذ زمن طويل.
ويقول نعمة الله ، انه توارث المهنة من والده وعمه المتوفيان، وهو يمارسها منذ اكثر من 30 عاماً، مضيفا “في الحقيقة أنا مختص بصناعة السكاكين وباعة الأسماك للجزارين، فضلاً عن أن هناك عشاق للسكاكين يأتون اليّ من داخل الموصل وخارجها لاقتناء من أصنع من سكاكين”.
ويشير إلى أنه يصنع أيضاً أنواعاً من المقصات للخياطين الحلاقين وصاغة الذهب، مؤكدا أنه متعلق بمهنته ويحبها ورغم تأثير المستورد على السوق الا ان من يعلم جودة الصناعة المحلية لم يتأثر و بقي يراجعه للحصول على ما يريد.
ويتفنن نعمة الله في صناعة السكاكين ويضيف إليها لمسات تميزها، مشيرا إلى أن بعض الجزارين يأتونه من العاصمة بغداد لجودة السكاكين التي يصنعها حيث أنه يستغرق ساعات لصناعة سكين واحدة في حال كان هناك طلب خاص عليها لكنها تكون مبهرة بعد ان تكتمل.
ويلفت الى ان “الموصل واحدة من المدن التي تمتاز بالحرفيين والمهن مثل النجارة والحدادة وغيرها وهذا التميز هو بسبب اتقان ابنائها لهذه المهن حيث أن تعلقهم بها كان سببا في بقائهم محافظين عليها”.
وينبه إلى أن “سوق الحدادين كان عبارة عن كومة من الأنقاض والخراب والدمار الا أن حب الحدادين للمكان جعلهم يتكاتفون من أجل العودة وهذا ما جعلني اتمسك ايضاً بالعودة الى مهنتي”.
ويعمل نعمة الله على تعليم اولاده صناعة السكاكين والخناجر والسيوف والمقصات مثلما تعلمها من ابيه وجده، فهو لا يريد ان تنقرض هذه المهنة وهو يوصي اولاده دائماً بان يحافظوا عليها حتى لو اصبح لديهم وظائف حكومية.
ويعد رياض نعمة الله، الوحيد من الذين بقوا في الموصل بعد ان هجر صانعو السكاكين المهنة بسبب المستورد وغلاء المواد الأولية وهذا ما جعله يشعر بأن بقاء هذه المهنة التي باتت تراثية مرهون ببقائه وتعليمها لأولاده الذين يساعدونه في أيام العطل.