حرية – (15/12/2021)
أعلنت وزارة الخارجية العراقية، الأربعاء، إدراج النواعير على لائحة التراث غير المادي.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد الصحاف (15 كانون الأول 2021)، “تقرر إدراج النواعير على لائحة التراث غير المادي خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الحكومية الدولية لصون التراث غير المادي التي عقدت أون لاين في اليونسكو اليوم الأربعاء الموافق الـ15 من كانون الأول الحالي”.
وكان ديوان رئاسة الجمهورية، قد اعلن ،عن جهود ومساع لإدراج النواعير العراقية ضمن لائحة التراث العالمي (اليونسكو).
وذكر بيان لديوان الرئاسة (18 تشرين الثاني 2020)، إن “رئيس ديوان الرئاسة مهند حسام الدين دعا الى مضاعفة الجهود الوطنية للحفاظ على الإرث الثقافي والحضاري العراقي ، بما يتناسب وعمق تأريخ بلاد الرافدين”.
وشدد رئيس ديوان الرئاسة على “أهمية تقديم الدعم الكامل، سعياً لإدراج حرفة صناعة النواعير العراقية ضمن لائحة التراث العالمي اليونسكو”.
واضاف رئيس ديوان الرئاسة، خلال استقباله وفداً ضم عدداً من الناشطين التراثيين وأعضاء لجنة الترويج لملف صناعة الناعور في أعالي الفرات ،ان حضارة بلاد الرافدين كانت السبّاقة في خدمة الإنسانية، وتقديم الابتكارات والمنجزات بما يتناسب والحاجة البشرية، مثل الكتابة والتدوين والزراعة وإختراع العجلة، وبراعة البناء والعمران، وسن القوانين ووضع أسس السياسة والعلاقات الدولية والنظم الاجتماعية”.
وأشار إلى أن “رئاسة الجمهورية تبارك جهودكم وتقدم لكم الدعم الكامل لإنجاح مسعاكم الوطني،في إدراج نواعير قضائي حديثة وهيت،ضمن لائحة التراث العالمي اليونسكو، ما يفتح آفاقاً جديدة لتنشيط القطاعات الثقافية والفنية والسياحية والاقتصادية، بما ينسجم وأهداف تعظيم الموارد وتنويع مصدر الثروات”.
وتشكل النواعير في مدينة هيت جزءاً من ذاكرة وهوية المدينة, رغم عدم منفعتها ودخول وسائل تقنية حديثة في ري الاراضي القريبة والبعيدة من النهر, إلا أن سكان المدينة, متمسكون بشدّة بـ”بقايا” وآثار النواعير الممتدة على جانبي نهر الفرات في مدينتهم.
وبفعل السنين الطويلة وعوامل التعرية تعرض جزء من “داليات” النواعير الاثيرة في هيت والتي تبلغ من العمر اكثر من 700 سنة للانهيار, الامر الذي دفع شاب من مدينة هيت لإعادة ترميمها على حسابه الشخصي.
وفي حديث له قال مسلم المحمدي, وهو صاحب مقهى قريب من الداليات إن “تلك الداليات هي آثار وتاريخ مدينتنا, خصوصًا وإنها تقع قرب مقهى الشاقوفة أقدم مقهى في مدينة هيت, الأمر الذي دفعني لإعادة ترميم أجزاء منها, والحفاظ عليها, وهناك شيء في داخل المواطن الهيتي يربطه بهذه البقايا والمشاهد, تجعلنا نرفض خسارتها”.
ولم يكتف شباب هيت بالجهود الفردية, واعتبار النواعير في هيت, مجرد مشاهد مرتبطة بذاكرة السكان, بل شددوا على أنها جزء مهم من التراث والآثار, وعلى الحكومة أن تشعر بالمسؤولية تجاهها.
وشدد الناشط محمد الهيتي في حديث له, على أن “هذه الآثار هي هويتنا وحاضرنا والحفاظ عليها واجب على الجميع, لذلك أتمنى من الجهات المعنية أن تتخذ الإجراء اللازم وترمم باقي الآثار في مدينة هيت”.
ولم تكن “بقايا” النواعير هي الجزء الوحيد الذي يخشى الهيتيّون فقدانه، بل نوّهوا إلى احدى منائر الجوامع التي تعود لزمن بعيد, حيث أضاف محمد الهيتي “أذكر من هذا المنبر أن منارة الفاروق التي تبلغ من العمر 1000 عام مهددة بالسقوط كذلك, لذلك آثارنا وحضارتنا أمانة في أعناق الجميع”.