حرية – (21/12/2021)
مجموعة الأخوين ميخائيل وإيفان موروزوف تعرض للمرة الأولى خارج روسيا
وسط التوتر بين روسيا والغرب، ومنه فرنسا، ينقل الفن العلاقات بين موسكو وباريس إلى أجواء أخرى.
أحدث ما يدل على ذلك عرض مجموعة الأخوين الروسيين ميخائيل وإيفان موروزوف في باريس، بعد أربع سنوات على معرض لمقتنيات جامع تحف روسي آخر هو سيرغي شتشوكين جذب رقماً قياسياً من الزوار هو نحو 1.3 مليون.
وشارك الرئيسان الفرنسي إيمانويل ماكرون والروسي فلاديمير بوتين في توقيع مقدمة كتيب المعرض.
وتحدث الرئيس الفرنسي عن “الجسور التي بناها الفنانون وعشاق الفنون بين بلدينا”، بينما أشار نظيره الروسي إلى “هذه الأحداث المهمة في مجال الثقافة والفن اللذين يعززان العلاقة التقليدية الخاصة بين بلدينا”.
وبعد تأجيل معرض الأخوين موروزوف ثلاث مرات بسبب الأزمة الصحية، تم عرض مئتي لوحة ومنحوتة جمعها الصناعيان الروسيان في مطلع القرن التاسع عشر، بما فيها كنوز فرنسية تتألف من أعمال للفنانين فان غوخ وغوغان ورينوار وسيزان وماتيس وبونار ومونيه ومانيه… وأخرى روسية (غولوفين وغونتشاروفا وكوروفين وماتشكوف وماليفيتش وميلنيكوف وريبين وسيروف…).
وهذه المجموعة تعرض للمرة الأولى خارج روسيا.
مكانة خاصة
فالفن، كما تقول ناتاليا خانتسيفيتش الملحق الثقافي في السفارة الروسية في فرنسا، هو “قوة ناعمة” و”سلاح خفي يسمح بالتفاوض والتقدم في مجالات أخرى”.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في موسكو إن “الثقافة والفن يحتلان مكانة خاصة في العلاقات بين روسيا وفرنسا. على الرغم من التحولات في التاريخ والخلافات الجادة بين بلدينا”.
وفي السنوات الماضية، تلقت هذه “القوة الناعمة” دعم رئيس واحدة من أكبر مجموعات سوق المال.
ويقول جان بول كلافيري، مستشار برنار أرنو الرئيس التنفيذي لمجموعة “أل في أم آش” الفاخرة التي تنتمي إليها مؤسسة “فويتون”، إن صداقته مع حفيد شتشوكين هي التي جعلت إقامة المعرض ممكنة.
مالياً، تحتل المجموعة الصدارة بتقديمها “مساهمة خاصة علمية مرتبطة بترميم وضمان سلامة الأعمال”، بحسب كلافيري الذي لم يذكر أرقاماً.
ومولت “أل في أم آش” “تشخيص” الأعمال التي تضرر بعضها بشدة وتم ترميمها، مثل “جولة السجناء” لفان غوخ التي تعرض للمرة الأولى للجمهور.
التأثير في الدبلوماسية
وقال سيلفان غيوغي، من وزارة الخارجية الفرنسية، “ليس لدينا الوسائل التي يملكها كبار المستثمرين من القطاع الخاص لتغطية جميع تكاليف مجموعة مثل مجموعة موروزوف الخاصة. لكن من دون التبادل مع المجال المؤسسي والدبلوماسي، ما كان من الممكن أن يتم ذلك”.
ويؤكد الإليزيه “الصلة التاريخية” بين كبار هواة جمع التحف الفنية الخاصة وفرنسا التي “كانت دبلوماسيتها ثقافية دائماً”.
وفتح بطرس الأكبر هذه الصفحة وبعده كاترين الثانية التي كانت قريبة من ديدرو وفلاسفة عصر التنوير.
وتعترف كاثرين بيجار، رئيسة المؤسسة العامة لقصر فرساي، أنها “قدرت” خلال تنظيم معرض في عام 2017 لمناسبة مرور 300 عام على الزيارة الأولى لبطرس الأكبر إلى فرنسا، “إلى أي مدى يمكن لهذا الحدث أن يؤثر على الدبلوماسية”.
وأضافت أنه في هذه المناسبة دعا ماكرون المنتخب حديثاً، فلاديمير بوتين إلى المنزل السابق للملك الشمس وانطلق “حوار تريانون”.
وأتاحت هذه المنصة منذ ذلك الحين مبادلات بين الشركات الناشئة الفرنسية والروسية والشركات الكبيرة.