حرية – (26/12/2021)
يدعو الحقوقيون إلى “طرح أسئلة مهمة” بشأن علامة الملابس هذه والتصنيع في الصين
أفادت تقارير أنه تم العثور في معطف تم شراؤه من متجر ملابس في المملكة المتحدة على بطاقة هوية لسجين صيني تمت خياطتها داخل البطانة.
وقيل، إن المعطف من علامة “برايف سول” Brave Soul، وهي علامة تجارية مملوكة من شركة تجارة الجملة “ويسبيرينغ سميث” Whispering Smith التي تتخذ من مانشستر مقراً لها.
وأُفيد بأن ثمن المعطف بلغ 49.99 جنيه إسترليني (نحو 66 دولاراً أميركياً) من متجر “ماي شو ستور” My Shoe Store وهو بائع تجزئة للموضة السريعة [ملابس تواكب أحدث درجات الموضة غير باهظة الثمن] (Fast Fashion) على الإنترنت.
وصرحت المرأة التي اشترت المعطف والبالغة 24 عاماً من نورويتش لصحيفة “ميرور” Mirror بأن “هذا الأمر يمكن أن يكون بمثابة طلب نجدة من عامل مُستعبد [يتعرض للعبودية]”. وأضافت قائلةً: “أنا أعمل في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (“أن أتش أس “NHS) ويهمني أن يحظى الأشخاص بأفضل حياة ممكنة”.
وفي سياق متصل، قال متحدث باسم منظمة العفو الدولية (Amnesty International)، إن “الشركات تضطلع بمسؤولية احترام حقوق الإنسان حين تسيير أعمالها في الصين وفي أي مكان آخر في العالم”. وتابع قائلاً: “يتمثل مفتاح الحل في هذا الإطار في إيلاء أهمية لحقوق الإنسان لتجنب مخاطر التأثير السلبي [انتهاك] على حقوق الأشخاص من خلال عملهم وعلاقاتهم التجارية وضمن سلاسل القيمة الخاصة بهم. كما علينا أيضاً أن نحث الحكومة البريطانية على النظر في جعل هذا القدر من العناية الواجبة إلزامياً على الشركات الوطنية العاملة في الخارج [إلزامها التقيد بالقوانين]”.
وفي هذا السياق، قالت مجموعة “لايبور بيهايند ذا لايبل” Labour Behind the Label وهي مجموعة حقوقية تُعنى بالنظر في ظروف العمال في قطاع صناعة الملابس، إنه “يتوجب طرح أسئلة مهمة تتعلق بعلامة “ويسبيرينغ سميث”.
وأضافت المجموعة، أنه على الشركات أن تتأكد من أن ملابسها لا تحمل “وصمة العبودية المعاصرة“.
تواصلت صحيفة “اندبندنت” مع مجموعة “ويسبيرينغ سميث” طلباً للتعليق.
يُشار إلى أن الشركات البريطانية كانت عرضة مرات عديدة خلال السنوات الأخيرة للانتقاد في ما يتعلق بارتباطات مزعومة بالعمالة القسرية في الصين.
وأوقفت “تيسكو” Tesco إنتاجها في أحد مصانع الصين في عام 2019 بعد أن وجدت طالبة مدرسة في لندن رسالة في بطاقة معايدة ميلادية تم إنتاجها هناك وزُعم أنها كُتبت من سجين أجنبي في سجن بشانغهاي أُجبر قسراً على العمل [من غير مقابل]. ولكن الصين نفت أن تكون العمالة القسرية تجري في السجن.
وفي عام 2014، أفادت امرأة من بيلفاست أنها عثرت على رسالة في بنطال اشترته من عملاق الموضة السريعة “بريمارك” Primark وزُعم فيها وجود ظروف عمل خطيرة في سجن في مقاطعة هوبي.
وقيل وقتها، إن سجيناً في سجن يقع في شيانغ نان كتبها بعد أن أُجبر على العمل 15 ساعة يومياً. وأشارت منظمة العفو الدولية إلى أن هذه الظروف المزعومة ترقى إلى كونها “عمالة بالسخرة“.
وفي هذا الإطار، تلحظ قوانين السجون الصينية بأن العمل هو جزء ضروري من إعادة تأهيل المجرمين. ويتوقع من المساجين أن يعملوا لمدة 8 ساعات في اليوم بيد أن مجموعة مراقبة حقوق العمال في الصين “تشاينا لايبور ووتش” China Labour Watch تعتبر أنهم يُجبرون غالباً على العمل لمدة أطول بكثير.
وبحسب أحدث البيانات، بلغ عدد المساجين في الصين 1.7 مليون شخص بدءاً من عام 2018.
وفضلاً عن ذلك، أشار المركز الدولي لدراسة أحوال السجون World Prison Brief في جامعة لندن، والذي يجمع بيانات عن السجناء الموجودين في السجون إلى أن الأرقام تعود إلى المساجين المحكومين فقط [تحديداً] وليس الموقوفين منهم بما في ذلك معسكرات مسلمي الإيغور في إقليم شينجيانغ.