حرية – (4/1/2022)
القرص السحري ودواء السعادة.. هكذا وصف البعض قرص عقار الفياجرا الذي أثبت حديثًا أنه بالفعل دواء سحري بعدما اكتشف العلماء أن مادة (السيلدنافيل) وهي المادة الأساسية في تصنيع الفياجرا لا تستخدم للجنس فقط، لكنها تصنف ضمن الأدوية المميزة التي تعالج العديد من الأمراض المستعصية.
دراسة أمريكية
وتوصلت دراسة أمريكية حديثة، استندت إلى تحليل بيانات ملايين الأشخاص، إلى أن عقار “الفياجرا”، يحمل فوائد عديدة للبشر منها الشفاء من فيروس كورونا في الحالات المستعصية والقضاء على مرض الزهايمر ويساعد في حرق الدهون، ويحد من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، وعلاج فعال لظاهرة “رينود”، وكذا يستخدم كعلاج لسرطان البروستاتا.
والبداية من الحدث الأبرز حيث أنقذت جرعة من عقار الفياجرا الذي يستخدم كمنشط جنسي في إنقاذ ممرضة من براثن فيروس كورونا بعدما دخلت العناية المركزة جراء تدهور حالتها.
عقار الفياجرا
وبدأت القصة حينما تماثلت الممرضة مونيكا ألميدا للشفاء من “كوفيد 19” على نحو وصف بالمذهل، بعد إعطائها جرعة من عقار “الفياجرا”، في إطار علاجي تجريبي أخرجها من غيبوبة دامت أسابيع.
وبحسب صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، فإن الممرضة التي تبلغ 37 سنة وتعافت بفضل العلاج الذي يوصف عادة لمشاكل الضعف الجنسي لدى الرجال، قضت 28 يوما في الغيبوبة.
وأخذت الممرضة مونيكا ألميدا، وهي من منطقة جينبروج البريطانية، جرعتين من اللقاح المضاد لكورونا، لكنها أصيبت بفيروس كورونا في الحادي والثلاثين من أكتوبر الماضي، ثم أدخلت المستشفى في التاسع من نوفمبر.
وبعد أسبوع من ذلك، نقلت الممرضة إلى وحدة العناية المركزة، ثم تقرر وضعها في “غيبوبة مستحثة طبيا”، وهو خيار يلجأ إليه الأطباء ريثما يجدون حلا للمريض.
وأوضحت المريضة المتعافية، أن الأطباء كانوا على بعد 3 أيام فقط من وقف إطفاء جهاز التنفس الاصطناعي، عندما بدأت في التحسن، واستيقظت في الرابع عشر من ديسمبر الماضي.
وعند الاستيقاظ، أخبر الأطباء في مستشفى مقاطعة “لنكون”، المريضة أنهم أعطوها جرعة من “الفياجرا”، في إطار علاج تجريبي كانت قد وافقت عليه وهي ما تزال في كامل الوعي.
شفاء الممرضة
ويساعد دواء “الفياجرا” على إتاحة تدفق أكثر سلالة للدم في مختلف أنحاء الجسم، من خلال إراحة جدران الأوعية الدموية، وهذا الأمر أدى إلى شفاء الممرضة في غضون أسبوع فقط.
وذكرت الممرضة أنها مازحت الأطباء عندما استيقظت من الغيبوبة وأدركت أنها أخذت عقار الفياجرا، واصفة شفاءها من مرض “كوفيد 19” بمعجزة أعياد الميلاد.
وعانت الممرضة المختصة في التنفس، من أعراض شديدة للغاية بعد إصابتها بفيروس كورونا، إذ فقدت حاستي الشم والذوق كما بدأ سعالها يمتزج بالدم.
وانخفض مستوى الأكسجين بشكل كبير لدى الممرضة، وعندما نقلت إلى المستشفى كانت قد أصبحت عاجزة عن التنفس بسبب مضاعفات “كوفيد 19”.
وتردى الوضع الصحي للممرضة بشدة حتى قرر والداها أن يأتيا من البرتغال من أجل وداعها، ظنًّا بأنها لن تتغلب على “كوفيد 19” إثر وصولها إلى مرحلة حرجة من المرض، لكن عقار “الفياجرا” كان له مفعول سحري.
وذات السياق كان كشف الموقع الطبي الأمريكي “CARE 2”، عن مجموعة من الاستخدامات غير المتوقعة للفياجرا، وتشمل:
حرق الدهون
حيث كشفت الأبحاث الحديثة عن أن الفياجرا يمكن أن تساعد في حرق الدهون البيضاء، التي تبدو المسئولة عن العديد من الآثار الضارة المرتبطة بالسمنة مثل السكري والالتهابات.
تحد من ارتفاع ضغط الدم الرئوي
وارتفاع ضغط الدم الرئوي هو مرض نادر يصيب بشكل رئيسي النساء، ويحدث بسبب تراكم الضغط في الأوعية الدموية ما يؤدي إلى مشاكل في الرئتين.
وكشفت دراسة علمية أجريت عام 2004 عن أن الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الرئوي الذي يهدد الحياة كان له قدرة متزايدة على ممارسة الحياة طبيعيًا بعد تناول الفياجرا.
علاج فعال لظاهرة “رينود”
تسبب متلازمة “رينود” وهى (تشنجات في الشرايين الصغيرة التي تغذي أصابع اليدين والقدمين بالدم)، ويمكن أن تصبح بعد ذلك مؤلمة ومشحبة، وأظهرت الدراسات أن مادة “سيلدينافيل” الموجودة في الفياجرا تعالج هذه المتلازمة.
علاج سرطان البروستاتا
وعقار “دوكسوروبيسين” الذي يستخدم في علاج سرطان البروستاتا، هو دواء فعال لمكافحة السرطان، لكن من آثاره الجانبية قصور القلب، وتستخدم الفياجرا في هذه الحالة للمساعدة في حماية القلب ضد المضاعفات.
وبحسب موقع “الحرة” الأمريكي، حلل فريق باحثين في “كليفلاند كلينك” بالولايات المتحدة، بيانات صحية لنحو أكثر من 7.2 مليون شخص، ووجدوا أن الأشخاص الذين تناولوا دواء الفياجرا، المخصص أصلًا لعلاج ضعف الانتصاب، كانوا أقل عرضة للإصابة بمرض الزهايمر بنسبة 69 %، مقارنة بمن لم يستخدموه.
قصة الحبة الزرقاء
وصنعت الفياجرا من قبل مجموعة من الكيميائيين الصيدلانيين العاملين في شركة فايزر بإنجلترا.
ودرس الباحثون في البداية استخدام هذا العقار لعلاج ارتفاع ضغط الدم والذبحة الصدرية، وأجريت أول تجارب سريرية بمستشفى موريستون في سوانسي بالمملكة المتحدة.
واكتشفت فعالية الفياجرا لعلاج ضعف الانتصاب بالصدفة، فقد كان الباحثون في البداية يدرسون بهدف علاج مشاكل القلب والأوعية الدموية، حيث كان من المفترض أن تمدد الأوعية الدموية في القلب عن طريق منع بروتين معين يسمى “PDE-5” في الاختبارات على الحيوانات.
وعند إجراء الاختبارات على الحيوانات بدا أن سيلدينافيل يعمل جيدا، حيث وجد الباحثون دليلا على أنه يعوق “PDE-5″، ولم تكن هناك أي آثار جانبية سلبية واضحة على الحيوانات.
الذبحة الصدرية
لذلك تم إدخال سيلدينافيل في التجارب السريرية على البشر في أوائل التسعينيات، لكن الخبر السيئ كان أن النتائج الأولية أظهرت أن للدواء تأثيرا ضئيلا على الذبحة الصدرية.
أما الخبر الغريب فكان ما لاحظته الممرضات اللواتي كن يشرفن على الرجال المشاركين في الدراسة، حيث قال جون لاماتينا -الذي كان رئيس قسم الأبحاث والتطوير في شركة فايزر أثناء إجراء هذا البحث- إن الممرضات لاحظن أنه عند فحص الرجال كان الكثيرون منهم يستلقون على بطونهم وكانوا محرجين لأنهم كانوا يشعرون بانتصاب.
وتبين أن الأوعية الدموية المتوسعة لم تكن في القلب بل القضيب، ولأن توسع الأوعية الدموية هو جزء أساسي من العملية التي تقود للانتصاب فكانت النتيجة مذهلة، فقررت شركة فايزر تسويق هذا الدواء لعلاج ضعف الانتصاب وليس للذبحة الصدرية.
ليدخل العالم في عصر جديد من العلاجات الساحرة والثورية في التعاطي مع الأمراض الجسدية والنفسية والأسرية أيضًا.