حرية – ( 3/2/2022)
لممثلة جوليا فوكس التي نشرت صورتها مجلة “فوغ” الفرنسية – Getty Images
انتقد مستخدمون لشبكات التواصل الاجتماعية “مجلة فوغ” بنسختها الفرنسية (Vogue France)، وهاجموا ما وصفوه بنفاقها، بعد أن نشرت المجلة صورة لممثلة ترتدي وشاح رأس وأشادت بمظهرها، رغم القيود الفرنسية المفروضة على الحجاب وأوشحة الرأس.
في منشور على موقع إنستغرام، الذي حُرِر لاحقاً وحُذِف فيه التعليق، نُشِرَت صورة للممثلة جوليا فوكس وهي ترتدي وشاحاً أسود مربوطاً حول رأسها، مع عبارة: “نعم لأوشحة الرأس“، وفقاً لما أورده موقع Middle East Eye البريطاني، الأحد 30 يناير/كانون الثاني 2022.
المنتقدون اتهموا “مجلة فوغ” بـ”النفاق الخالص“، بالنظر إلى الحملة المكثفة التي شنّها العديد من السياسيين الفرنسيين ضد ارتداء الحجاب، قائلين إنها تجسد المعايير المزدوجة التي تواجهها النساء المسلمات، اللائي يواجهن “الاعتداء اليومي والضغط المتكرر” لارتدائهن نفس الحجاب الذي “أشادت به المجلة الفرنسية على رأس امرأة بيضاء غير مسلمة“.
يأتي هذا المنشور بعد أيام فقط من تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على حظر ارتداء الحجاب خلال الأحداث الرياضية، بعد تعديل اقترحه حزب “الجمهوريون” اليميني السياسي، بزعم أنَّ “الحجاب يقوّض القيم الفرنسية ويهدد سلامة الرياضيين”.
صوّتت الحكومة الفرنسية ضد التعديل الذي لم يُعتمَد بعد، في حين أن الاتحاد الفرنسي لكرة القدم يحظر بالفعل على النساء ارتداء الحجاب في المباريات الرسمية، وكذلك في المسابقات التي ينظمها.
كذلك تمنع فرنسا بالفعل ارتداء الرموز الدينية العلنية -بما في ذلك الحجاب- في بعض المباني الحكومية، ومنها المدارس التي تديرها الدولة.
يأتي الجدل حول ما نشرته المجلة أيضاً في أعقاب “قانون الانفصالية” المثير للجدل العام الماضي، الذي يحظر فعلياً على الفتيات تحت سن 18 عاماً ارتداء الحجاب في الأماكن العامة، وأثار مشروع القانون، الذي يحمل عنوان “تعزيز مبادئ الجمهورية“، موجة من الغضب على الشبكات الاجتماعية ودفع حملة “ارفعوا أيديكم عن حجابي”.
في حين أنَّ “مجلة فوغ” لم تصدر بعد بياناً بشأن الجدل الدائر، فإنَّ تعديل التعليق على إنستغرام مع تصاعد الضغط دفع الكثيرين إلى التعبير عن أسفهم على عجز المجلة عن الاعتراف بالمسؤولية.
يُشار إلى أن حدة التصريحات ضد المسلمين تصاعدت في خضم الحملات الرئاسية بفرنسا، فقبل أقل من 3 أشهر على الانتخابات، يتصدر قائمة المرشحين ماكرون وبيكرس ولوبان وزمور، والأربعة يتسابقون لكسب أصوات اليمين المتطرف على حساب المسلمين في البلاد.
تُعد هذه هي المرة الأولى في تاريخ الانتخابات الرئاسية الفرنسية التي يتقاسم فيها اليمين واليمين المتطرف المراتب الأربع الأولى في استطلاعات الرأي، وهو ما يضع مسلمي فرنسا أمام خيارات صعبة في ظل تصاعد الخطاب المُعادي للإسلام والمهاجرين في الحملات الانتخابية، بحسب تحليل لوكالة الأناضول.
يختلف المرشحون الأربعة حول عدة ملفات، لكن الشيء الوحيد الذي يجمعهم هو خطابهم المعادي للمسلمين والمهاجرين، والتهويل من خطر التهديد الذي يمثله الإسلام على هويتهم العلمانية.