حرية – (7/2/2022)
دعا وزير الثقافة والسياحة والاثار حسن ناظم، الاثنين، الى استكمال جميع الاستعدادات لإنطلاق المرحلة الجديدة من مبادرة إحياء “روح الموصل”، التي تمولها الإمارات العربية المتحدة بتنفيذ منظمة اليونسكو، وإشراف الوزارة والوقفين المسيحي والسني في نينوى.
وقال ناظم خلال ترؤسه الاجتماع السادس للجنة التوجيهية المشتركة الخاص بمبادرة “روح الموصل”، وبحسب بيان، (7 شباط 2022)، أن “من الضروري البدء بمرحلة جديدة بعد الانتهاء من مرحلة دراسة المباني والمجمعات التراثية المتضررة قرب الجامع والكنيستين بالإضافة الى دراسة الاساسات”.
وأضاف الوزير خلال الاجتماع الذي عقد في مقر الوزارة ببغداد، أن “الأمر الحيوي والمهم هو ان يشاهد الموصليون والمجتمعات المحلية الأخرى، المرحلة الجديدة والملموسة من بدء الإعمار بشكل عياني بدل تقديم الأوراق والمخططات، وهو ما يعزز جهودنا التي نبذلها لحفظ التراث العراقي وصيانته، وخصوصاً في المناطق التي تعرضت الى الدمار الذي خلفته عصابات داعش”.
وتضمن الاجتماع الذي حضره عدد من ممثلي الهيئات الحكومية والدبلوماسية الأجنبية والدينية العراقية والدولية في باريس ودبي وبغداد “كلمات وملاحظات وتعليقات على عملية التقدم الذي تحرزه اليونسكو وفرق الصيانة المحلية في مواقع الكنيستين والجامع”.
وقالت وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة الإماراتية نورة الكعبي، في كلمة لها عبر برنامج الزوم خلال الاجتماع، إنه “عند انطلاق مشروع روح الموصل، كان هدفنا المضي بتنمية المشاريع الثقافية والتراث، إضافة الى ما تخلفه أعمال الترميم من آثار إيجابية اقتصادية او اجتماعية”.
وأضافت الكعبي، “أود ان أشيد بالمساهمة الكبيرة لجامعة الموصل في تنفيذ المشروع على أرض الواقع، فيما أسهمت مشاريع الترميم في تشغيل اكثر من ألف شخص من سكان الموصل، وأكثر من 70% من الشركات العاملة في المشروع هي شركات عراقية، وهو ما حرك الحياة الاقتصادية، ونأمل ان يتم الانتهاء من المشروع بحلول نهاية 2023”.
وقدم مدير مكتب اليونسكو في بغداد والمسؤول عن المشروع باولو فونتاني، “عرضاً تفصيلياً عن مراحل تقدم المشروع والدراسات النهائية للمصلى، ولأساسات المنارة الحدباء بعد التأكد من ترتبها وقابليتها الثباتية على تحمل ثقل البناء المقبل في ضوء الحاجة الى بناء 200 ألف قطعة طابوق فوقها”.
وأضاف فونتاني أن “المكتب سيبدأ بالعمل الفعلي على الأرض لبناء المنارة خلال الفترة القليلة المقبلة مع استقدام خبراء جديد، وفق المواد الأولية الأصلية للمنارة”.
وقدم مفتش آثار الموصل عبد الرحمن عمر “عرضاً تفصيلياً آخر عن آخر الاكتشافات التي حدثت تحت مصلى الجامع النوري بأكتشاف مصلى قديم وأربع قاعات بطول 33 متراً تعود الى الحقبة الأتابكية”.
وعرج عمر على “العمل الذي قامت به ملاكات دائرة الآثار عبر تنقيبات وحفريات شمال وجنوب المصلى بالإضافة الى الجهات الغربية والشرقية والتي أسفرت عن اكتشاف أماكن وضوء وممرات للمياه ومسكوكات نقدية ولقى عاجية بالإضافة الى حطام مزخرف لم يستخرج من آخر فترة صيانة في أربعينيات القرن الماضي”.
وأشار عمر خلال الاجتماع إلى “إضافة الموقع المكتشف تحت المصلى كمتحف للسائحين والزوار، الى التصميم الجديد للجامع”.
بدوره، قال رئيس ديوان الوقف السني سعد كمبش، “إننا نحيي جهودكم المبذولة بشكل استثنائي لإعمار الجامع النوري الذي اصبح رمزاً لروح التفائل العراقي، حيث ان هذا الجامع بمنارته الحدباء يمثل الأصالة الموصلية وروح وعبق هذه المدينة لما له من أثر بالغ وكبير لدى الأهالي”.
وتابع كمبش، أن “الاعمال المنجزة من قبل اليونسكو ووزارة الثقافة والسياحة والاثار، والمتمثلة بالتحريات والتنقيبات تحت المصلى والمأذنة، جاءت بنتائج مثمرة منها اكتشاف المدرسة النورية وكذلك ما تم إنجازه من المخططات والتصاميم للمصلى، ونأمل المباشرة ببناء قاعدة المأذنة الحدباء خلال الأيام القليلة القادمة”.
من جانبه قال الأب مارتن في كلمة له نيابة عن رئيس الوقف المسيحي أن “اعمال كنيسة الساعة للاتين وكنيسة الطاهرة للسريان الكاثوليك والجامع النوري هي من المواقف التي تصنع التأريخ وهي بصمة في تاريخ العراق الحديث، وعنوان معبر عن التآخي”.
وأضاف الأب أن “مشروع روح الموصل يجب ان يستكمل بمبادرات أخرى تشجع النازحين على العودة لديارهم، عبر توفير البنى التحتية لتأمين الحياة الكريمة”.
الى ذلك، أكد مساعد منظمة اليوسنكو أرنستو أوتون أن “عمليات البناء والترميم تقدم صورة باهرة عن ما أصبحت عليه المدينة اليوم، هذا بالإضافة الى المسؤولية الملقاة على عاتقنا والثقة التي أعطيت لنا من قبل العراق والأمارات على حد سواء للقيام بهذه المهمة”.