حرية – 14/2/2022
لا يزال سكان ناحية القيارة والقرى التابعة لها في محافظة نينوى، مستمرين بالاحتجاج والخروج بتظاهرات ضد استمرار التلوث الكبير في هواء الناحية نتيجة استمرار حرق الغاز المصاحب في مصفى القيارة جنوبي المحافظة، الأمر الذي يتسبب بالأمراض السرطانية وحالات الاختناق اليومية للسكان، التي تضاعفت جراء ذلك، والتي دفعت العديد من الأهالي لمغادرة المدينة.
الاحتجاجات جاءت للمطالبة مجددا، باتخاذ إجراءات عاجلة من قبل الحكومتين المحلية والاتحادية للحد من الانبعاثات السامة لغازات: الميثان، وأكسيد النيتروجين الثنائي، وثاني أكسيد الكبريت والسخام، التي تسببت جميعها بارتفاع معدلات الإصابة بالسرطان على مدى العقد الماضي فيها بنسبة 50 بالمئة.
وبحسب خبراء، فإن أكبر زيادة بعدد منشآت حرق الغاز الجديدة تقع شمال البلاد، إذ تضم ستة مواقع في الأقل بجميع أنحاء حقل النفط قرب القيارة، الواقعة على الضفة الغربية لنهر دجلة.
ويقول عارف الجبوري وهو من سكنة الناحية ومشارك بالوقفة الاحتجاجية التي تكررت أمس داخل الناحية، في تصريح صحفي إن “سكنة الناحية لم يلمسوا أي رد فعل من الحكومتين المحلية أو الاتحادية تجاه استمرار انبعاث الغازات السامة التي تهدد حياة من تبقى منهم وعددهم بالآلاف، لاسيما أن أعدادا كبيرة من سكان القرى المتأثرين بالغازات، غادروا منازلهم واتجهوا للسكن بمناطق أخرى، وبقي فقط من لا تمكنه ظروفه المادية من ذلك”.
أما نواف حمد وهو من سكنة إحدى قرى الناحية فأوضح أن “الغازات السامة المنبعثة في الجو، لا توجد سيطرة عليها ولا حل في الأفق المنظور لها حتى الآن”، مؤكدا أن “حرق الغاز المصاحب، يشكل خطرا داهما على صحة من يعيشون بالجوار”.
وحمل وزارة النفط “المسؤولية الكاملة عن التلوث البيئي المستمر في الناحية”.
من جانبها أكدت طوارئ مستشفى القيارة على لسان مسؤولها الدكتور عادل النعيمي وفي تصريح صحفي: أن “مئات حالات الاختناق الشديدة سجلتها طوارئ المستشفى والمشافي القريبة منها أغلبها لأطفال ومسنين”، لافتا إلى أن “الخلل يكمن في انعدام وسائل الأمان وحماية البيئة في عمل الشركة الأجنبية واتباعها أسلوب الحرق والتنفيس للغازات المصاحبة لاستخراج النفط”.
وتزداد معاناة سكان القيارة خلال فصل الشتاء، إذ مع انعدام منقيات المصافي، تندفع الغازات السامة إلى الأجواء لتعود إلى الطبقات القريبة من الأرض بفعل الأمطار، ما يؤثر في الإنسان والزراعة والمواشي.