حرية – (16/3/2022)
بمشاركة عالمية وعربية وعراقية واسعة تنطلق الخميس فعاليات مهرجان بابل للثقافات والفنون العالمية في دورته التاسعة.
والمهرجان لا يمتّ بصلة إلى مهرجان بابل الغنائي الذي كانت تقيمه وزارة الإعلام قبل عام 2003، بل سيكون بنسخة جديدة بعد أن حصل على دعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (يونسكو)، وسيعقد بمشاركة شخصيات من جميع الدول العربية فضلا عن شخصيات من القارات الأوروبية والآسيوية والأميركية للمشاركة في فعالياته العديدة التي تستمر 10 أيام متضمنة عروضا مسرحية ومعرضا للفنون التشكيلية والكتاب وحفلات غنائية.
الأكبر والأوسع
ويقول مؤسس ورئيس المهرجان الشاعر علي الشلاه إن جميع الاستعدادات والتحضيرات لحفل الافتتاح انتهت، مشيرا إلى أن المهرجان سيكون الأكبر والأوسع حيث يتضمن عشرات الفعاليات التي ترتبط بالثقافة من أجل ترسيخ مفهوم الفعل الثقافي وأهميته في السلام بين الشعوب فضلا عن السلام في العراق.
ويضيف الشلاه أن “الفكرة تبنّيناها نحن أول مرة في عام 2012 بعد أن كان العراق بلا مهرجانات ثقافية مهمة، وهو مهرجان ثقافي بحت يرفض أن تكون الثقافة هامشا على السياسة، وجعلناه رافدا ثقافيا مستقلا بمساعدة كثير من الأصدقاء العراقيين، وأفلحنا في تميزه منذ دورته الأولى، حيث قدمت فعاليات شعرية وسردية وتشكيلية ومسرحية وسينمائية وفكرية، إضافة إلى الفعاليات الموسيقية والغنائية الفلكلورية وعروض الأزياء التاريخية وفعاليات السجادة الحمراء”، مشيرا إلى أن شعار المهرجان “كلّنا بابليون” الذي اختير منذ دورته الأولى عام 2012 كان ينطلق من هذا المفهوم باعتبار بابل الحضارة والتاريخ والسلام.
وعن الصعوبات الأخرى، قال الشلاه: إن “المهرجان واجه مشاكل منذ البداية، منها أنه كان يُعقد في ظل التفجيرات والتوتر الأمني في جميع المحافظات، ثم جاءت جائحة كورونا لتوقف كل شيء”، لكنه يعود فيقول إنه بعد رفع الحظر عن الحركة والتجمعات “قرّرنا إعادة المهرجان وبثّ الروح فيه، فبالفن نبني الإنسان والسلام”.
وتحدّث عن هذه النسخة من المهرجان بقوله إن الدعوات وُجّهت إلى أكثر 260 مدعوا بينهم 34 أجنبيا من فرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيطاليا وإسبانيا وروسيا ورومانيا وسويسرا والنمسا وهولندا والولايات المتحدة وكولومبيا وكوستاريكا وغيرها، مشيرا إلى أن الدعوة وُجّهت أيضا لنحو 80 شخصية عربية فضلا عن 150 من المبدعين العراقيين في المجالات كافة.
وذكر أن المهرجان بسبب تعدّد منهاجه في الدورات السابقة صنفته منظمة اليونسكو في باريس من أهم الفعاليات الثقافية، وكذلك لدوره الفاعل في إعادة بابل إلى لائحة التراث العالمي حيث كان الكتاب الذي أعدّته لجنة المهرجان باللغتين العربية والإنجليزية هو المطبوع الوحيد الذي وزّع على وفود الدول المصوّتة لمصلحة القرار.
وعن أهم الفعاليات التي ستشهدها مدينة بابل الأثرية، قال رئيس المهرجان إنها تشمل إقامة معرض دولي للكتاب لأكثر من 100 دار نشر، ومعرض (المرأة اللوحة) التشكيلي، ومعرض الخط العربي بحضور ضيوف أجانب، ومهرجان الشعر العالمي، ومهرجان السرد العالمي، وتحدث عن الندوات الفكرية وقال إنها ستركز على “الهوية الثقافية العربية بعد “الإرهاب”، وبابل بعد الإدراج على لائحة التراث العالمي، فضلا عن ندوة “المنجز والمستقبل” وكذلك “رامبو مسلما” إضافة إلى ندوة الكتاب العربي في الزمن الرقمي لمدير معهد العالم العربي في باريس الدكتور معجب الزهراني.
ولفت إلى أن الفعاليات الفنية عديدة منها “7 عروض مسرحية عراقية وتونسية وعمانية وأردنية، إضافة إلى 4 عروض سينمائية عربية وأجنبية بحضور مخرجيها، فضلا عن عشرات الفرق الموسيقية والفنانين والعازفين إلى جانب حضور نجوم الدراما والمسرح والموسيقى والأدب والرياضة على السجادة الحمراء”.
وبيّن أن فعاليات المنهاج الذي يقام من ١٧ إلى ٢٦ مارس/آذار ٢٠٢٢ ستتوزع بين المسرح البابلي ومعبد ننماخ والمسرح الجنوبي وقاعة مردوخ وقاعة الفن التشكيلي، إضافة إلى معرض الكتاب الذي سيضم هذا العام فعاليات المقهى الثقافي أيضا حيث سيبنى مسرح خشبي خاص “تحسبا لهطل الأمطار”.
أسماء المدعوين
وعن أهم الأسماء المدعوة للمهرجان، قال الشلاه إن الشاعر العربي الكبير أدونيس سيشارك عن بعد لإلقاء قصيدة كتبت قبل 40 عاما عن إشكالية الزمن في بعدها المأساوي بما يشبه اليوم، وندوة لأدباء دمشق عن شعراء العراق الكبار كمحمد مهدي الجواهري وعبد الوهاب البياتي وغيرهم، كما سيشارك الروائي الجزائري الكبير أمين الزاوي والشاعر المصري الكبير أحمد الشهاوي ومدير معهد العالم العربي بباريس الدكتور معجب الزهراني، وكذلك الأمينة العامة لرابطة القلم الدولية الشاعرة الإستونية الكبيرة كاتلين كلدما، والشاعر العراقي حميد قاسم والروائي التونسي شكري المبخوت.
ومن بين المشاركين أيضا الشاعرة الإيطالية لوسلي والشاعر المغربي إدريس علوش والمفكر المغربي عبد القادر الشاوي، وكذلك القاص والناشر المصري عاطف عبيد والشاعرة التركية هلال كارخان، فضلا عن الشاعرة الجزائرية ربيعة جلطي والمخرجة المصرية إيناس الدغيدي والممثلة السورية سوزان نجم الدين والروائي السوداني الكبير طارق الطيب، وفنانة الثورة السودانية نانسي عجاج وفرقتها والشاعرة الجزائرية الدكتورة ربيعة جلطي، وعشرات الفنانات التشكيليات وعشرات الشعراء.
وشدد على أن المهرجان يهدف إلى تقديم الثقافة والفنون العراقية والتعريف بها للعالم من خلال الانفتاح على كل الفعاليات الثقافية المهمة، وإشعار العالم أننا اصحاب حضارة عظيمة.
وأكد الشلاه أنهم يعتمدون على طريقة البحث عن شركاء داعمين، معتبرا أن الاحتفاء من قبل الوسطين الثقافي والإعلامي العراقي أسهم في “ثقة الرعاة بنا ومؤازرة بعض مؤسسات الدولة التي احتفت بالصدى الإيجابي للمهرجان عربيا ودوليا”.
فعاليات متنوعة
وأشار الشلاه إلى أن المسرحية التونسية “آخر مرة” الفائزة بمهرجان قرطاج الأخير، من نص وإخراج وفاء الطيوبي، ستكون ضمن فعاليالت المهرجان، مع مسرحية عراقية خاصة بمسرح الاحتجاج بعنوان “صندوق أسود” هي الجزء الثالث من المشروع كتبها ويخرجها الفنان ماجد درندش، ومسرحية “مختل.. قان” من تأليف وإخراج غالب العميدي، إضافة إلى عروض أردنية وعمانية، والمعرض التشكيلي “المرأة لوحة” سيكون بمنزلة تحية للمرأة، ومعرض الكتاب الدولي سيشهد حضور 100 دار نشر عربية وعالمية.
كما يستضيف المهرجان تجارب عراقية مهمة في الخارج مثل تجربة المخرج المسرحي حازم كمال والمخرجة السينمائية عشتار ياسين، وسيتضمن مهرجان الخط العربي لمناسبة اختيار الخط العربي ضمن لائحة التراث العالمي والإنساني.