حرية – (16/3/2022)
ذكّرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بما اقترفته أيدي العسكريين الأمريكيين في قرية فيتنامية من فظائع قبل 54 عاما.
تلك القرية المنكوبة أحرقت برمتها وقتل 173 طفلا، و178 امرأة، بينهن 17 كن حوامل، من إجمالي 567 ضحية.
الواقعة التي كتبت تفاصيها زاخاروفا حصلت يوم 16 مارس عام 1968، في قرية سونج ماي الفيتنامية في مقاطعة كوانج نجاي، حيث امتدث نيران الأمريكيين ملتهمة آخر منزل وحظيرة في جريمة بشعة.
لم يتم حينها الكشف عنها على الفور، بل أنكرتها واشنطن، إلا أن صورا نشرت فضحتها فتغير الموقف وكشف المستور.
جرى ذلك بعد أن التقط رونالد هايبرلي، وهو أحد أفرد كتيبة متخصصة في الانتقام تدعى ” تشارلي”، صورا أثناء المذبحة، لكنه لم يعرضها على أحد لمدة عام كامل. فقط في نوفمبر 1969 باع صورا للعديد من الصحف الأمريكية والأوروبية.
كان السكان الضحايا مسالمين تماما، فلاحون، يظهر ذلك بوضوح من ملابسهم، مصابون بجروح وتشوهات مروعة، تتمثل في طلقات في الرأس، أحشاء مبعثرة، ووجوه ميتة موسومة بألم مرعب. وبالقرب من الجثث جنود أمريكيون يقهقهون ويشعلون النيران في المنازل.
ثم انفجرت فضيحة كبيرة. بمحصلة كل ذلك، أدين جندي واحد فقط يدعى ويليام كيلي بارتكاب الجريمة. حكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة، لكن بعد 3.5 سنوات من الإقامة الجبرية تم العفو عنه. هذا الأمر تذكير رهيب بالطريقة التي يخوض بها الأمريكيون الحروب.
هذه الجريمة البشعة، ظهرت إلى العلن بالصدفة. ويتساءل المرء، كم عدد الفظائع التي بقيت مجهولة، لأن الأمريكيين لم يتركوا شهودا وشهادات يرويها أحياء؟