حرية – (17/3/2022)
أكد وزير البيئة جاسم الفلاحي، ظهور آثار التغير المناخي في العراق ما يؤثر مباشرة على حياة وصحة السكان، فيما كشف عن إجراءات حكومية بينها تضمين اجازات البناء الجديدة شرطاً بزراعة الأشجار والنخيل.
وشهد العراق خلال الفترة القليلة الماضية، هبوب عواصف ترابية متعددة شملت أغلب مناطقه ما أدى لحالة وفاة واحدة وأكثر من ألف حالة اختناق، وذلك بعد موسم صيف حار جداً وشتاء قليل المطر.
وقال الفلاحي ، إن “قضية التغير المناخي لم تعد موضوعاً ترفياً بل أصبحت حقيقة وذلك نتيجة التأثيرات السلبية المتراكمة للمتغيرات المناخية ما أدى لحصول التطرف المناخي في مواقع مهمة جداً”.
وأضاف، أن “العراق وللأسف هو واحد من أكثر 5 بلدان في العالم تأثرت بالتغير المناخي حيث ارتفعت درجات الحرارة فيه بجانب قلة الموارد المائية التي نجم عنها زيادة معدلات التصحر وهبوب العواصف الغبارية والرمادية وبالتالي تدهور الأراضي وتقلص الرقع الزراعية”.
وتابع وزير البيئة، أن “هذه العوامل لها تأثيرات مباشرة على صحة وحياة الناس، كما برزت الآن عوارض مناخية في غير أوانها مثل قلة أو انحباس الأمطار في مناطق مقابل السيول في مناطق أخرى لتنتج ظاهرة اللاجئ البيئي، أي انتقال السكان من منطقة إلى أخرى بسبب هذه الظروف والتصحر والجفاف”.
وترك مئات المزارعين ومربي الجاموس مناطقهم في جنوب العراق ورحلوا يطلبون لقمة العيش في أماكن أخرى بعد انحسار المياه وجفاف الأنهر هناك، كما تظاهر العشرات في السليمانية احتجاجاً على نقص المياه لديهم، بينما نجحت بغداد بإقناع أنقرة بإطلاق المياه نحو الأراضي العراقية، ولم تتوصل لنتيجة مشابهة مع إيران حتى الآن وهددت بتقديم شكوى ضدها لمحكمة العدل الدولية.
وعن إجراءات السلطات إزاء “التطرف المناخي”،، قال جاسم الفلاحي، الذي هو مبعوث العراق الخاص بالمناخ، إن “اللجنة الوطنية الدائمة لمتغيرات المناخ، والتي تترأسها وزارة البيئة، وضعت خطة وطنية وهي وثيقة تحدد السياسات العليا للبلاد تجاه هذا الأمر”.
وتؤكد الوثيقة “على موضوعين، الأول خفض الانبعاثات الكاربونية من مواقع جرى تحديدها، وبمقدار 1 – 2 بالمئة بجهود وطنية، أو 15 بالمئة إذا توفر الدعم الدولي”.
وأشار وزير البيئة إلى تواصله مع سكرتارية المناخ العالمي ومع جهات دولية مختصة لتخفيف آثار التغير المناخي في العراق الذي دعا جميع دول العالم إلى دعم العراق عبر صناديق التنمية الدولية وخاصة صندوق المناخ الأخضر.
ويؤكد ظهور بوادر مشاريع ممولة لمكافحة التصحر والعواصف الغبارية وإنشاء أحزمة خضراء خاصة في محافظات جنوب العراق.
ويلفت جاسم الفلاحي، إلى أهمية تطبيق استراتيجية الورقة الخضراء، التي تشجع على الاقتصاد الأخضر واللجوء إلى الطاقات المتجددة الصديقة للبيئة، وكذلك مبادرة زراعة مليون شجرة التي بدأت في 12 مدرسة في بغداد على أن تشمل العراق وكذلك السعي لنشر ثقافة التشجير.
ويعود وزير البيئة إلى الأسباب التي أدت لـ”التطرف المناخي في العراق”، وبينها “الحملة الجائرة لقطع الأشجار وتجريف البساتين خاصة في حزام بغداد، وذهاب المواطنين إلى البناء على الحدائق بسبب زيادة السكان وارتفاع أسعار الأراضي”.
وفي مقابل ذلك، تسعى وزارته، كما يقول، لتنفيذ “مشروع النخلة”، ويقضي بإلزام كل شخص يشيّد بناءً جديداً في العاصمة بزراعة نخلتين أو شجرتين داخل حدود البناء وهو شرط مقابل منحه الإجازة.
ودعا الفلاحي وزارتي الزراعة والإعمار إلى إنشاء زيادة المساحات الخضراء وإنشاء متنزهات جديدة.