حرية – (19/3/2022)
مع تصاعد أزمة الكلاب الضالة، نسلط الضوء عن الطرق والوسائل التي تستخدمها دول العالم في التعامل مع أزمة الكلاب الضالة.
الكلاب الضالة
بدأت أزمة انتشار الكلاب الضالة على وجه التحديد في القرن الـ19، حينما كانت الوجاهة الاجتماعية تقتضي امتلاك كلب واحد على الأقل في المنزل، حيث امتلك الجميع الكلاب، أثرياء كانوا أو فقراء، فيما ساهموا في تغذيتها وفي زيادة نسلها، قبل أن يفقد بعض المواطنين القدرة على رعاية كلابهم لضيق ذات اليد، لذا كان الحل الأسهل بالنسبة لهم هو التخلي عن تلك الكلاب الأليفة للشوارع والطرقات، وخاصة في ظل خوف البعض من حمل تلك الكلاب لأمراض معدية في زمن انتشار الأوبئة.
واستطاعت هولندا التخلص من أزمة الكلاب الضالة، حيث أصبحت دولة خالية من الكلاب الضالة، ولكن يبقى التساؤل حول الطرق التي اتخذتها لحل هذه المشكلة.
طبق المسؤولون في هولندا قوانين جذرية في منتهى الحزم والحسم، على أمل القضاء على ظاهرة انتشار الكلاب الضالة في شوارعها للأبد.
وبدأت هولندا الأمر عبر إجراء التعقيم الإلزامي للكلاب هناك، من أجل تحديد نسل تلك الحيوانات الأليفة، ما نتج عنه تراجع كبير في نسب الولادة بينها، كذلك تم إجراء الكشوفات الصحية الدائمة على الكلاب الضالة، لتسهيل مهمة انضمامها لملاجئ الحيوانات، التي تعد إحدى وسائل تبني الكلاب فيما بعد.
الحيوانات الأليفة
ولكن لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل تم تشريع قوانين تنص على منع تخلي ملاك الكلاب عن حيواناتهم الأليفة، ليصل الأمر إلى توقيع عقوبة بالسجن لـ3 سنوات، على كل من يلقي بكلابه إلى الشوارع تحت أي ظرف، أو من يقوم بإلحاق الأذى بهم، علاوة على توعية المواطنين بضرورة الاتصال بمؤسسات رعاية الحيوانات فور ملاحظة وجود أي من الكلاب الضالة بلا مأوى في الشوارع.
وكما هي الحال في عدد من دول البلقان ، يتسبب انتشار الكلاب الشاردة بمشاكل كبيرة ، نظرًا إلى خطر مهاجمتها البشر وخصوصًا في فصل الشتاء عندما يندر الغذاء.
وبعد الحرب، عرضت السلطات المحلية على الصيادين مكافأة مقابل كل كلب يُقتلونه في الشارع ، لكنها اضطرت إلى صرف النظر عن ذلك بفعل الاحتجاجات التي واجهتها من جهات محلية ودولية.
وبعد تعرض ثلاثة أطفال لهجمات كلاب عام 2017، رصدت حكومة كوسوفو 1،3 مليون يورو لبرنامج تعقيم عشرات الآلاف من الحيوانات. إلا أن نحو عشرة آلاف كلب شارد لا تزال من دون علاج.