حرية – (22/3/2022)
ألقى وزير الخارجيَّة العراقي فؤاد حسين، الثلاثاء، كلمة العراق في اجتماع مجلس وزراء خارجيَّة دول منظمة التعاون الإسلاميّ بدورته الـ 48 والتي تعقد أعمالها في العاصمة الباكستانيّة إسلام آباد، تحت عنوان ” بناء الشراكات من أجل الوحدة والعدالة والتنمية”.
ونشرت الخارجية العراقية الكلمة، وفيما يلي نصها:
معالي وزير خارجية جمهورية باكستان الإسلامية السيد شاه محمود قريشي المحترم…
معالي الأمين العام المنظمة التعاون الإسلامي السيد حسين إبراهيم طه المحترم
أصحاب المعالي والسعادة المحترمون ..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
يسعدني حضور الدورة (الثامنة والأربعين) لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، وأتقدم بالتهنئة لجمهورية باكستان الإسلامية الصديقة لاستضافتها وترؤسها هذه الدورة، و أتقدم بالشكر والامتنان على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
كما ونشيد بجهود الأمانة العامة لمنظمة التعاون الإسلامي على تحضيراتها الغرض إنجاح عقد هذه الدورة، ونوجه شكرنا إلى جمهورية النيجر لجهودها التي بذلتها في رئاستها للدورة السابقة.
السيد الرئيس
أغتنم هذه الفرصة للتأكيد على أن الانتصارات التي حققها الشعب العراقي على عصابات داعش الإرهابية أثبتت الهوية التعددية الديمقراطية للعراق الاتحادي من خلال تلاحم أبناء الشعب بجميع طوائفه و قومياته وأديانه مع القوى الأمنية بشتى صنوفها، وبمساعدة وتضامن الأشقاء والمجتمع الدولي، فالانتصار على عصابات داعش هو انتصار لشعوب العالم وللإنسانية جمعاء، حيث خاض العراقيون حربهم العادلة ضد الإرهاب، دفاعاً عن الوطن وأيضاً بالنيابة عن العالم، ودفاعاً عن القيم والمعاني الإنسانية، بإرادة شعبنا المحب للسلام والرافض لكل أشكال التطرف والعنف. وفي الوقت الذي قاتلنا فيه الإرهاب تعمل حكومة العراق على تحقيق التنمية والاستقرار والتعايش المجتمعي السلمي، بعد هزيمة عصابات داعش وتحرير الأراضي العراقية واستعادة السيطرة عليها، إذا أصبح العراق والعالم أكثر أمناً بعد هذه الانتصارات التاريخية.
نُشددُ على أهمية تضافر الجهود، لمحاربة جميع أشكال التمييز والتطرف والفهم الخاطئ للدين والقضاء على مشاعر الإقصاء والعمل على إشاعة ثقافة التسامح والاعتدال والحوار بين الثقافات والأديان، كما نؤكد على ضرورة العمل لتفعيل وتنفيذ جميع قرارات منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة المتعلقة بمناهضة ازدراء الأديان ودمج الأقليات في المجتمعات وتجفيف منابع الإرهاب والفكر المتطرف وسبل تمويله.
السيد الرئيس
وضعت الحكومة العراقية في قمة أولوياتها إعادة بناء المدن المحررة وتأهيل بناها التحتية التي دمرتها عصابات داعش واستكمال إعادة النازحين إلى منهم بعد تطهيرها من الألغام وتوفير الخدمات الأساسية فيها.
كما تهيب حكومة العراق بأعضاء دول المنظمة والمجتمع الدولي للوقوف مع العراق والمساهمة الفاعلة في إعادة الآثار العراقية التي قام بسرقتها تنظيم داعش الإرهابي والمتاجرة بها، للحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي، ليس للعراق فحسب وإنما للبشرية جمعاء، وإن العراق يسعى إلى تطبيق قراري المنظمة المرقمين (48/12 – ث) و (48/53 – س) الخاصين بعقد مؤتمر لدعم وإعادة بناء وتأهيل الآثار والممتلكات التاريخية، وإعادة تأهيل المدن العراقية ما بعد داعش، تخت
رعاية منظمة التعاون الإسلامي وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة ذات الصلة.
السيد الرئيس
تعرب حكومة العراق عن امتنانها لمنظمة التعاون الإسلامي لدعمها العملية الانتخابية في العراق، التي جرت في العاشر من الشهر العاشر لعام ألفين وواحد وعشرين، وإرسالها وفداً لمراقبة الانتخابات البرلمانية؛ لتشكيل حكومة ديمقراطية جديدة تسعى إلى تلبية تطلعات وآمال الشعب، كما نقدر ونثمن مشاركة المنظمة في مؤتمر بغداد للتعاون والشراكة الذي عقد في الثامن والعشرين من الشهر الثامن العام ألفين وواحد وعشرين، ودعمها للعراق من خلال البيانات والمواقف التي تصدرها الأمانة العامة للمنظمة والقرارات التي تصدرها لصالح العراق في اجتماعاتها.
السيد الرئيس
تعمل حكومة العراق على بناء علاقات جيدة ومتوازنة مع دول العالم، وفق سياسة خارجية مستقلة قائمة على المصالح المشتركة واحترام السيادة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وتعزز دور العراق في حفظ الأمن الإقليمي والدولي باعتماد مبدأ الحوار والتواصل، لحل المشاكل العالقة، وتجب استعمال القوة أو التهديد بها، والسعي أن يكون العراق عامل ومصدر استقرار في محيطه الإقليمي والدولي، إذ قدم العراق العديد من المبادرات لتجسير الخلافات وحل المشاكل بين دول المنظمة بالطرق السلمية، وخاصة في محيطه الإقليمي.
السيد الرئيس
نُؤكدُ على مواقف العراق الدائمة والثابتة تجاه القضية الفلسطينية ودعمه الكامل لنضال الشعب الفلسطيني وبالشكل الذي تحدده القيادة الفلسطينية، واستناداً إلى قرارات الشرعية الدولية.
ختاماً.. نُؤكدُ على التزام العراق بالتعاون مع المنظمة من أجل تعزيز الشراكة، ودعم المنظمة وأجهزتها ولجانها كافة، وتعزيز العمل الإسلامي المشترك، وأعربُ مجددة لجمهورية باكستان الإسلامية عن دعمنا لرئاستها هذه الدورة (الثامنة والأربعين) وتمنياتنا الصادقة بالنجاح والتوفيق.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته