حرية – (30/3/2022)
يتمكن الشاب العشريني المعروف باسم (حيدر سيتاو)، المنحدر من محافظة ذي قار (352 كم)، جنوب بغداد، من ولوج عوالم الشهرة التي طالما حلم بها عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث تجاوزت مشاهدات محتواه مئات الملايين، وفيما يُبين طريقة الحصول على هذه “الشهرة الافتراضية”، والحصول على جائزتها عبر “تنافس مشاهير” هذه المنصات، يُبرز “زميل مهنة” أهمية “ضربة الحظ” في إنتشار صناع المحتوى والتي يلعب فيها الأطفال دورا كبيراً.
وانتشرت في السنوات الاخيرة ظاهرة “صناع المحتوى” بين أوساط المجتمع العراقي ولم تقتصر على فئة محددة بسبب المساحة اللامحدودة فضلا عن الجرأة في الطرح مما تجعل (فيديوهات أصحابها) تحصد ملايين المشاهدات وبالتالي تحقق لهم شهرة افتراضية تنتهي مع صعود فديو او محتوى جديد لاحد المشاهير.
ويقول حيدر سيتاو إن “شهرته تجاوزت حدود العراق وأغلب المتابعين من دول الخليج لان المقاطع التي أنشرها عبر حساباتي على مواقع التواصل الاجتماعي تُطرح بأسلوب ساخر وباللهجة الجنوبية الدارجة كما انها تصور الواقع المرير الذي يعيشه الشباب في تلك المحافظات بأسلوب مضحك”.
ويضيف سيتاو “رغم اني لا أجيد القراءة والكتابة لكني تمكنت من إتقان كيفية صناعة المحتوى بالشكل الذي يضمن لي الوصول لملايين المتابعين وبالتالي تحققت شهرتي والبدء بجني الارباح المناسبة والتي تكون عن طريق الفوز بفرص البث المباشر بالنسبة لمنصة (التوك توك)”.
ويشرح سيتاو طريقة النجاح في البث إذ يقول “خلال البث يحصل هناك تنافس او كما يسمى بالتحدي بين المشاهير (2-3) وايهما يحصد اكبر عدد من المتابعين والاعجابات سيفوز بجائزة نقدية من قبل احد الداعمين لذلك التنافس والذين يحددون قيمة الجائزة كأن تكون اكسسوار مصنوع من الذهب او ساعة فاخرة او مبلغ مالي لا يقل عن 400 دولار يودع بحساب صانع المحتوى ويمكنه تسلمه وقت يشاء ناهيك عن فرص إبرام عقود تصوير اعلانات لشركات مصنعة لمواد مختلفة او مطاعم او منتجات او مستلزمات مختلفة وكل اعلان قيمة نقدية محددة بضوابط المكان والمنتج وغيرها”.
ويتابع صانع المحتوى المعروف إن “الإعلانات والجوائز النقدية من الداعمين لصناع المحتوى تؤمن المردود المالي شبه مستمر لنا كصناع محتوى مشهورين”، مبيناً أنه “كلما زاد عدد المتابعين او المعجبين عن المليون زادت فرص الانتشار وتحقيق الارباح”.
ويوضح سيتاو أن “أقل متابعة لأحد فيديوهاتي تحصد 3 ملايين مشاهدة في حين سجل محتوى نشرته عبر منصة تويتر أكثر من مليار مشاهدة واعجاب في غضون أيام قليلة”.
ويعزو البعض تهافت الشباب على منصات التواصل الاجتماعي لاسيما (التوك توك، والانستغرام) لاسيما العاطلين عن العمل الى تحصل منشئ المحتوى على مبالغ من المال دون عناء.
من جانبه يرى صانع المحتوى المبتدئ والملقب بـ”سرمد لفة” إن “الشهرة عبر منصات التواصل الاجتماعي هي ضربة حظ فلا ضوابط تحكمها ولا معايير تحدد نسبة نجاحها من عدمه”.
ويوضح لفة لوكالة شفق نيوز إن “منذ ما يزيد عن سنة وانا انشر محتوى يهدف لتعليم الشباب آداب الطعام ويبدو ان ذلك لا يستهوي المتابعين، فيما يلعب الأطفال دوراً في زيادة عدد المتابعات لصناع المحتوى لان أغلبهم يمنحون بعض الفيديوهات اعجاب بطريقة عشوائية او لمجرد ان شكل صانع المحتوى اعجب الطفل وهكذا يرتفع حساب بعض صناع المحتوى رغم عدم اهلية المحتوى”.
ويضيف صان المحتوى أن “كثرة الطارئين على صناعة المحتوى افقدت الكثير من الأكاديميين فرص الانتشار عبر تلك المنصات رغم أهمية ما يطرحونه”
وتنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي الاف المقاطع يوميا تستهدف فئات مختلفة لكن يبقى الهدف الاول منها لفت انتباه المتلقي وكسب اعجابه لحصد امتياز مالي يشكل ثروة بالنسبة للعاطلين عن العمل.