حرية – (10/5/2022)
سالم الساعدي
نبدأ مقالنا بأبيات الشاعر الكبير معروف الرصافي الذي يقول فيها
القوم في السر ليس القوم في العلن
تحت عناوين حقوق المكون يعمل الجميع من أجل مكاسبه ومصالحه فكل الكتل السياسية التي تمثل المكونات تتكلم بلغة موثرة على جمهورها وأكثر هذه اللغات تاثيرا بالوقت الحالي هي مفردة المكون وحقوق المكون المسلوبة من قبل الطرف الآخر
هذه النغمة التي من خلالها بنيت العروش والمماليك وأصبحت الإقطاعية الجديدة هي هدفهم القادم وهي الإقطاعية الحزبية التي سيطرت اليوم سيطرة تامة على العراق فسابقا كان الإقطاعية تسيطر على العراق من خلال المزارعين الإقطاعيين الذين يمتلكون المال والارض والماء ليكونوا حاكمين متحكمين بمصائر الناس والتي كانت تمثل الشريحة الكبيرة من المجتمع العراقي وأغلبية ساحقة للشعب الذي كان يعتمد على الزراعة اعتمادا كليا واليوم وبعد أن غزت الحداثة كل شي في الحياة وكل مفاصلها حيث وصلت الإقطاعية وحداثتها إلى الأحزاب وأصبحت الحزبية ورؤس الأموال هي الإقطاعية الجديدة حيث سيطروا سيطرة كاملة على جميع مفاصل الدولة ولكي يستمروا بعملهم ويصدروه تصديرا صحيحا ويكون ذو ناتج يتكلمون بلغة المكون وحقوقه التي سرقها الطرف الآخر والكل تعلن الحروب ضد الكل من أجل مستقبل وحقوق المكون والمكونات , والحقيقة أن المكونات تعيش البؤس والعناء والفقر والجهل بسببهم وسبب شعاراتهم وسياساتهم التي يعتاشون عليها وأحيانا يجوعوا ويجهلوا المجتمع لكي تتبعهم الناس ويكونو عبيدا عندهم وإن الصراع الحاصل بين أحزاب السلطة هي عن كعكة المكونات الدسمة وهي غايتهم الحقيقية ولأنهم يريدوا أن يتقاسموا الكعكة بعيدا عن حقوق ومستحقات المكونات!!
نرى تصارع الطبقة السياسية فقط في الإعلام لكن في الحقيقة هم يتفقون سراً بكل شيء
على سبيل المثال المساجلات والمزايدات السياسية والخطابات والشعارات الرنانة التي يريدوا بها كسب ود جمهورهم بها هي اتهام بعضهم لبعض واتهام الأطراف السياسية بعضهم لبعض بالتبعية والعمالة للخارج وتصل لغاية الخيانة ! وبالفساد الإداري والمالي لكن الحقيقة هم جميعا شركاء هذا الفساد والدليل الكل مشترك في الحكومات منذ سقوط النظام لغاية اليوم و الحقيقة أننا نرى ونسمع عندما تكون المصلحة يصبح الخائن هو الوفي والعميل هو الراعي والتابع هو المتكل على نفسه لذلك نرى أن الطبقة السياسية الحاكمة بكافة شرائحها مختلفة فقط في العلن أما في السر أصدقاء ،، واصدقاء المصالح والمغانم وأقرب مثال على ذلك أن من نصب الرئاسات الثلاث سابقا هي نفسها الطبقة السياسية الحاكمة بجميع مكوناتهم والمختلفة اليوم ونرى منهم تصريحات نارية من كل الأطراف طرف يتهم الآخر بأنواع التهم وطرف يتهم بالفساد؟ والآخر يتهم بالعمالة
لم نسمع هذه التصريحات في الدورة السابقة عندما نصبت الرئاسات الثلاث ونوابها لم نرى مصالح المكونات قدمت على مصالحهم الحزبية
فالشخصيات نفسها التي تتهم بكل التهم هي ذاتها التي صوتت لهم في الدورة السابقة واليوم تتهم بتهم شتى منها العمالة والخيانة والفساد والتبعية وكثير من التهم …..
لكن قريبا ستشكل حكومة من الفاسدين والعملاء والتبعية
لأنها تحصيل حاصل فالحكومات في العراق لا يمكن أن تشكل الا توافقيا ومن المستحيل أن تكون حكومة أغلبية ومعارضة لان النظام الذي وضع لهذه الدولة هو السبب الرئيسي ويليه مصالحهم الحزبية ؟؟
كفا مناكفات ومزايدات كلكم في نفس السفينة سفينة الفساد والسرقات والتبعية لدول الجوار لا يختلف بعضكم عن البعض الفارق هي نسبة الولاء فمنكم من يمتلك بعض الوطنية ومنكم من باع العراق بثمن بخس دولارات معدودة وكان في العراق الناكرين !!!
أما المكونات تنتظر مسرحية أخرى جديدة باخراج جديد وأبطال جدد وعناوين جديدة تكسب ود الشارع والجمهور المسروق من الألف الى الياء
كعكة المكونات هي من ستقتل المكونات