حرية – (12/4/2022)
متغيرات كثيرة طرأت على الطقس الخاص بالشهر الفضيل مع التطور التكنولوجي
بين الماضي والحاضر، يحافظ المسحراتي، أبو علي، على طقوسه في كل ليلة من شهر رمضان، عندما يجوب شوارع إحدى مناطق العاصمة العراقية بغداد مع طبلته الشهيرة وصوته العذب المذكر بموعد السحور.
أبو علي يكشف أن هناك متغيرات كثيرة طرأت على ذلك الطقس الخاص في الشهر الفضيل، مع التطور التكنولوجي وسهر الأسر إلى أوقات السحور دون نوم، لكنه يحافظ على ذلك الفولكلور أو الطقس الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من مظاهر شهر الصوم.
أبرز طقوس رمضان
اعتاد العراقيون منذ عقود على تجول المسحراتي في الشوارع أيام رمضان وقبل موعد السحور، وفي ليلة العيد يتجول الرجل باحثاً عن “عيدية” من قبل سكان المنطقة. يقول لفته كريم، أحد المواطنين، “منذ أيام الطفولة كان المسحراتي أبرز طقوس شهر رمضان المبارك، حيث تنتظره العوائل قبيل حلول موعد السحور لينبههم لاقترابه، لكننا اليوم نرى العكس، بعد أن شاهدنا كثيراً من التطورات التكنولوجية مثل منبهات الهاتف، إضافة إلى سهر العوائل لأوقات متأخرة من الليل تصل أحياناً إلى أوقات ما بعد صلاة الفجر”. ويضيف أن “التكنولوجيا غيرت كثيراً من العادات التي كانت حاضرة في أوقات سابقة، وعلى الرغم من ذلك بقي المسحراتي محافظاً على ذلك الطقس، وتنتظره العوائل كل عام”.
بدوره، يرى الباحث العراقي، صالح لفته، أن “المسحراتي ليس مهنة بقدر ما هو طقس من طقوس رمضان يؤديه كثير من الأشخاص طلباً للأجر والثواب، وفي بعض الأحيان يحصل في صباح العيد على مساعدات مالية من أهالي المنطقة التي تجول في شوارعها وأزقتها طيلة الشهر الكريم”.
روحانية التجوال
ويضيف “وجود المسحراتي وتجواله في شوارع المدينة أو الحي يخلق جواً من الروحانية، وعلى الرغم من تقدم وسائل التنبيه والإيقاظ، فإن كثيراً من الصائمين ينتظرون المسحراتي لتنبيههم لوقت السحور، خصوصاً كبار السن، الذين لا يستطيعون استخدام وسائل التنبيه الحديثة، أو لا يملكونها، وحتى من هو مستيقظ فإن صوت المسحراتي لن يزعجه، فهو من الأصوات المحببة المرتبطة بالشهر الفضيل، وتقليد راسخ لن تغيره أو تمحوه السنون أو التقدم العلمي الكبير”.
ويتابع، “المسحراتي غالباً ما يكون شخصاً معروفاً في المنطقة، وينبه أهاليها باستخدام الطبول أو الأبواق، وهي الطريقة المستخدمة منذ عشرات السنين لإيقاظ الناس في رمضان، وفي بعض الأحيان يصدر نغمات مميزة تدخل الفرح والسرور على قلوب الأهالي، الذين لن يوجهوا اعتراضاً أو غضباً تجاهه، بسبب العلاقات الاجتماعية التي تربطهم به”.