حمزة مصطفى
بعد قليل من النقاش مع أي مواطن عراقي يختمها قائلا “تاهت علينا”. لا فرق بين أن يكون هذا المواطن عاديا كريما أوأوليغارشيا لايشق له غبار. لماذا تاهت عليه وعلينا؟ الإجابة بسيطة وهي الوقوع بين مطرقة القياديين في القوى والأحزاب والتحالفات والكتل والكيانات وسندان المحللين السياسيين والباحثين في الشأن السياسي ومدراء مراكز الأبحاث والبحوث والدراسات والشؤون. المواطن تائه لأنه “يباوع” التلفزيون كثيرا. ولشدة تيهانه صار كل مواطن من بين 10 مواطنين عراقيين يعاني من حالة تيهان. وبين التائه والتيهان والمتيوه والمتعوس وخائب الرجا فقد تمر يوميا عليه شتى أشكال التوائه.
مع ذلك يطلب منك وبـ “ملحة” أحيانا أن لاتجلد ذاتك. فإن لاتعلم أن ذاتك عزيزة عليك فإنها عزيزة على الطبقة السياسية. هذه الذات يراد لها أن لاتتحول “باللذات” حتى لاتعكس طاقة سلبية قد تؤثر على التحالفات والتيارات والإطاريات والسياديات والإستقلاليات والإمتداديات والديمقراطيات والإتحاديات وكل مايجد له مكانا في السرد واللغويات. ليس مهما أين هي ذاهبة بوصلة التوجهات. فالأمر يبقى في كل الأحوال محصورا بين أغلبيات وتوافقيات حتى لو خرقنا الدستور عشرات المرات. الأمر المهم أن يبقى التيهان في حدود فكرة المواطنة والتوهان جزء من ديمقراطية المواطنة وأما التوائه فالجميع يحرص أن لاتأتي فرادى. هنا ننفرد عن سوانا من الأمم التائهة أو التي في حالة تيه أو توهان أن لدينا من يسعفنا في التحليل والتبرير والتزويق والتسويق والتبويق طالما إختلط حابل المحللين المناوبين بأسماء والقاب بنابل القياديين في الكتل والأحزاب الذين لاتعرفهم زعامات تلك الكتل ولا تينك الاحزاب.
المحصلة يبقى الجميع يلوك بمفردة واحدة يضعها حيث تلقي اللغة رحلها. المواطن يقول “تاهت علينا” لكثرة الوعود المعسولة.الخبير القانوني يقول تاهت علينا بعد أن دخلنا دهاليز كل الفراغات والإختراقات. وحدهما الخبراء في كل الشؤون والقياديون في كل الإئتلافات والتحالفات لايعترفون بالتيه والتيهان والتوائه. لماذا؟ لأنهم وحدهم قادرون على وضع هذه المفرادت في سياق تيهاني من لغة توهانية قوامها كلام تائه مرسل لا رابط ولارباط فيه. الرابط الوحيد الذي يجمعه الهواء الذي تحتاج القنوات تعبئته وأسئلة لاتبحث عن أجوبة. الأدهى أن يطرح عليك المذيعون والمذيعات والمقدمون والمقدمات أجوبة يطلبون منك وضعها في أسئلة يجبيون هم عنها بدلا منك.. لا وقت لديهم المخرج يقول .. إقطع.