حرية – (21/4/2022)
رأت صحيفة “واشنطن بوست”، أن اختبار روسيا لصاروخ بالستي جديد عابر للقارات، لا يغير الكثير من حسابات الولايات المتحدة، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاغون”، وخبراء في الشأن العسكري.
وقالت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس “أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس الأربعاء نجاح الجيش الروسي في إطلاق صاروخ بالستي عابر للقارات، يمكن تركيب حمولة نووية كبيرة عليه، ولكن في الوقت ذاته فإن البنتاغون قال إن هذا لا يمثل تهديدا رئيسا للولايات المتحدة”.
وأضافت أن الصاروخ “سارمات”، الذي يطلق عليه حلف شمال الأطلسي “الناتو” لقب “الشيطان”، يعتبر أقوى صاروخ روسي عابر للقارات، وهو صاروخ ثقيل للغاية ومسلح نووياً وحرارياً.
تم استعراض هذا الصاروخ خلال خطاب حالة الاتحاد الروسي في عام 2018، بوصفه “الجيل الجديد من الترسانة الروسية، التي تستطيع اختراق أي نظام دفاعي في العالم”.
إلا أن المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي، قال إن الولايات المتحدة “لا تعتبر هذا الصاروخ تهديدًا لها أو لحلفائها”، في الوقت الذي قال فيه باحثون عسكريون إنه في الوقت الذي يبدو فيه الصاروخ مثيرًا للخوف، فإن التهديدات المتصاعدة التي أطلقها بوتين، منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، يجب أن تكون أكثر إثارة للقلق.
ونقلت عن “جون إراث”، مدير البحث البارز في مركز الحد من التسلح ومنع الانتشار النووي، قوله: “تمتلك روسيا عددًا كبيرًا من الصواريخ العابرة للقارات التي تستطيع ضرب الولايات المتحدة وأوروبا، إلا أن التهديدات الأخيرة التي أطلقها بوتين أكثر إثارة للقلق من السلاح نفسه”.
وأشار إراث، إلى أنه يتعين الانتباه جيداً إلى سياسة صنع التهديدات كأداة للسياسة الروسية تستهدف تحقيق المكاسب.
من جانبه، قال ماثيو كرونيغ، نائب مدير مركز سكوكروف للاستراتيجية والأمن في المجلس الأطلنطي، ومدير مبادرة سكوكروف الاستراتيجية، إن “خطة الكرملين تقوم على التصعيد من أجل خفض التصعيد، وتتضمن تهديدا باستخدام الأسلحة النووية منذ مطلع الألفية”.
ويرى كرونيغ أنه كلما يقول الرئيس الأمريكي جو بايدن، إنه لا يريد التصعيد مع روسيا، فإن إستراتيجية موسكو تحقق النجاح.
وأضاف “نجح بوتين في تضخيم الحرص لدينا، وتقويض أنشطتنا من أجل تجنب حرب نووية.. الجانب الآخر من الرواية هو أن بوتين لا يريد حربًا نووية أيضًا، إنها أمر سيئ له ولروسيا ولجهودها الحربية”.
وقالت الـ”واشنطن بوست”، إن الولايات المتحدة ألغت اختبار Minuteman III الصاروخ البالستي العابر للقارات، في شباط الماضي، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى لا تقوم موسكو بتفسير ذلك بأنه استعراض للقوة العسكرية، أو أن تستخدم تلك التجربة لتبرير تصعيد الأعمال العدوانية في أوكرانيا.