حرية – (24/4/2022)
أحتفل آلاف المسيحييين الأرثوذكس في شمال العراق بالتصفيق الحار والزغاريد مساء السبت باستقبال شعلة “النار المقدسة” التي نقلت من القدس الى بلدهم للمرة الاولى عشية عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي.
وتجمع حشد كبير من سكان بلدة بعشيقة وسهل نينوى في دير مار متى للسريان الأرثوذكس في ساعة متأخرة من مساء السبت لاستقبال الشمعة المشتعلة الموضوعة داخل فانوس والآتية من القدس. ووصلت الشعلة إلى العراق في طائرة من الأردن.
وتعالت الهتافات والتراتيل لدى دخول الشعلة التي حملها أسقف الكنيسة، فيما أنحنى مصلون ورجال دين لتقبيل الفانوس والتبارك به. وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية منذ القرن الرابع بأن نوراً مقدساً يفيض في “سبت النور” قبل عيد الفصح من قبر المسيح في كنيسة القيامة، حيث صُلب المسيح ودفن وحصلت قيامته.
وفي كل عام، تنقل شمعة مضاءة باللهب في طائرة إلى اليونان والدول التي تضم سكانأً من الطائفة الارثوذكسية. وقال راعي ابرشية دير مار متى وتوابعها للسريان الارثوذكس المطران طيماثوس موسئ شماني “إنها رسالة سلام و محبة للجميع (…) رسالة انبعاث لهذا الوطن الجريح حتى يستعيد عافيته وامنه و سلامه”.
أما سعد يوسف، وهو مدرس ستيني، فوصف الحدث بأنه “يوم تاريخي”. وقالت فريال أبلحد، وهي ربة منزل خمسينية “إنه أجمل احساس في الكون كله. احلى فرحة هي فرحة اليوم”.
ويسعى أهالي سهل نينوى الذي كان سابقاً مركزاً للمسيحية إلى استعادة مظاهر الحياة الطبيعية منذ هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية على يد القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي في نهاية عام 2017.
وتنفذ أعمال ترميم بطيئة لكنائس وأديرة في القرى التي تعرضت لانتهاكات على يد الجهاديين ونزح منها عشرات الآلآف من المسيحيين ولم يعودوا إليها منذ أجتياح الجهاديين عام 2014. وكانت لرأس الكنيسة الكاثوليكية البابا فرنسيس جولة في نينوى خلال زيارته التأريخية للعراق عام 2021.