حرية – (14/5/2022)
سيمون تعلمت هذا الفن على يد راقصات شعبيات في الموالد والأفراح وأعجبتها “حلاوة روحه” وأشادت بفوائده للجسم
السائحات الأوروبيات أثناء تلقيهن دروس الرقص الشرقي
حينما زارت الإيطالية سيمون جرياستجر جنوب مصر، وبالتحديد مدينة الأقصر، في عام 2011، وقعت في عشق الفولكلور المصري، وبخاصة الرقص الشرقي، الأمر الذي دفعها لتكرار الزيارة مرات عدة خلال فترة قصيرة، لتتعلمه على يد راقصات شعبيات يعملن في الموالد والأفراح، إلى أن قررت تنظيم رحلات سياحية للأوروبيات لتعليمهن.
تقول سيمون لـ”اندبندنت عربية” إنها وقعت في عشق كل ما هو مصري من خلال شغفها بالرقص الشرقي، وترى أن فيه من الإلهام والمتعة ما لم تجده في أي من ألوان الرقص الأخرى بدول العالم التي زارتها.
وأضافت أن مصر هي مبدعة الرقص الشرقي في العالم، واستدلت على ذلك بالرسومات المنحوتة في جدران معابد مدينة الأقصر والبر الغربي، لراقصات على هيئة مماثلة لهيئتهن الآن، مشيرة إلى أنها قررت إنشاء مدرسة للرقص الشرقي لتعليم السائحات الأوروبيات أصوله، عبر الاستعانة بأشهر الراقصات الشعبيات كـ”بنات مازن” وفرقتي قنا والأقصر للفنون الشعبية، إضافة لتعليمهن بعض الألعاب الشعبية كالتحطيب والتنورة، منوهة بأن ذلك يحدث من خلال رحلات سياحية دورية تنظمها للسيدات، ووسط أجواء فولكلورية رائعة.
وذكرت سيمون أنها لم تكن تتوقع أن تلقى فكرتها نجاحاً سريعاً بعد تنظيم أول رحلة سياحية تحت عنوان “رحلة لتعلم الرقص الشرقي بمدينة الأقصر الخالدة”، وسرعان ما تقدم لها عشرات الإيطاليات والأوروبيات، اللائي لديهن شغف لتعلم الرقص الشرقي المصري، وكذلك الرقص النوبي الأسواني.
برنامج الرحلة
أوضحت سيمون أن برنامج رحلات الرقص الشرقي يشمل ثلاث جلسات يومياً لتعلم الرقص بشكل جماعي مع راقصة مصرية ذات خبرة، بمصاحبة فرقتها الموسيقية، ويتخللها استعراض فردي لكل سائحة، وذلك بمدرسة الرقص الصغيرة التي تقع أعلى سطح فندق صغير بجوار وادي الملوك والملكات بغرب الأقصر.
وإضافة إلى دروس الرقص الشرقي، يضم برنامج الرحلة جولات يومية داخل المعابد والمزارات السياحية بمدينتي الأقصر وأسوان، وكذلك حضور بعض الأفراح الشعبية بدعوة من الأصدقاء والأهالي بكلتا المدينتين.
وتحرص كل سائحة في نهاية الرحلة على شراء عدد من بدل الرقص المنتشرة بالأسواق السياحية، طبقاً لذوقها الخاص، لتحصل بعدها على شهادة باجتياز “دورة تأهيلية في الرقص الشرقي المصري بمدينة الأقصر”، كما تحصل المتفوقات على بدلة فاخرة من المدرسة.
تقول السيدة الإيطالية، إن أجواء المدرسة تتميز بالحماس والفكاهة والروح الفنية الملهمة، وإن عديداً من السائحات كثيراً ما يكررن الرحلة إلى مدرستها للانغماس في الأجواء الفولكلورية الرائعة، مشيرة إلى أن تجربة الرقص الشعبي المصري مميزة وملهمة، لأن الروح المصرية مشرقة وتضفي حالة خاصة من البهجة.
خفة الظل والبساطة أبرز ما أثار إعجاب سيمون في الرقص المصري، قائلة إنه لا توجد دولة بالعالم بها رقصة الشمعدان التي تجيدها الراقصات داخل الموالد بثقة وبهجة واحتراف، وكذلك الرقص بالعصا، والأجمل في حالة الرقص الشرقي أنه يعزز من أنوثة المرأة أمام المشاهدين، مما يعطيها ثقة في نفسها تشعرها بالبهجة الجميلة، على حد وصفها.
أضافت سيمون أن للرقص الشرقي فوائد عديدة للراقص بجوار سعادة الروح، فهو رياضة ممتعة تنقص الوزن وتشد الجسم دون آثار جانبية، كما أنه يشحن الجسم بالطاقة الإيجابية اليومية، لمباشرة العمل.
وكان عام 2020 حزيناً على السيدة الإيطالية بسبب وباء كورونا، الذي تسبب في إلغاء جميع الرحلات، لكنها أكدت أنها تخطط للعودة بكثافة خلال فصل الصيف من العام الحالي، لرفع آثار الضغوط النفسية السيئة التي أصابت الملايين من البشر بسبب أزمة الفيروس وإيقاف الأنشطة الترفيهية الجماعية.
عبد الرحمن ابو بكر