حرية – (15/5/2022)
أفادت صحيفة “هآرتس”، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، بأن “جنديًا إسرائيليًا أطلق النار على بعد حوالي 190 مترا من شيرين أبو عاقلة وقد يكون أصابها”.
وأوضح المسؤول بحسب الصحيفة، أن “الجندي كان جالسًا في سيارة جيب مسلحًا ببندقية بعدسة تلسكوبية”، لافتًا إلى أن “الجندي المتهم باغتيال شيرين، قال في استجوابه إنه لم يرها ولا يعرف أنه أطلق النار عليها”.
على صعيد آخر، كان مسؤول إسرائيلي آخر تحدث لصحيفة وول ستريت جورنال، (الخميس 12 مايو)، قال إنه لا يمكن استبعاد أن تكون الرصاصة التي قتلت أبو عاقلة من الجانب الإسرائيلي.
وأضاف أن الجيش الإسرائيلي حدد إطلاق نار من الجانب الإسرائيلي “ربما تسبب بمقتل شيرين أبو عاقلة”.
المسؤول الإسرائيلي أوضح أيضاً أنه “كان لدى الجنود مجال رؤية واضح”، وقال: “ربما ارتطمت رصاصة بأرض أو حائط وأصابت صحفية قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة”.
وأعلنت النيابة العامة الفلسطينية، السبت، مصدر إطلاق النار الذي أودى بحياة مراسلة قناة الجزيرة القطرية شيرين أبو عاقلة أثناء تغطيتها لمداهمة إسرائيلية في الضفة الغربية، فيما رحبت السلطة الفلسطينية، بمشاركة جميع الهيئات الدولية في التحقيق بالحادثة.
وكتب المسؤول في السلطة الفلسطينية حسين الشيخ على تويتر، قائلا: “نرحب بمشاركة كافة الهيئات الدولية في التحقيق في اغتيال شيرين أبو عاقلة. … ما حدث خلال الجنازة … يعزز موقفنا الرافض لمشاركة إسرائيل في التحقيق”.
وفي نفس السياق، أعلنت النيابة العامة الفلسطينية في رام الله، مساء الجمعة، في بيان، أن “التحقيقات الأولية خلصت إلى أن مصدر إطلاق النار الوحيد في مكان الجريمة” كان من القوات الإسرائيلية لحظة إصابة شيرين أبو عاقلة.
وأشار البيان إلى ما وصفه بـ”تعمد” القوات الإسرائيلية “ارتكاب جريمتهم، إذ تبين من خلال إجراءات الكشف والمعاينة لمسرح الجريمة وجود آثار وعلامات حديثة ومتقاربة على الشجرة التي أصيبت قربها شيرين ناتجة عن إطلاق النار بشكل مباشر”.
وتطالب إسرائيل بتسليمها الرصاصة التي أصابت أبو عاقلة لتحليلها.
لكن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض الخميس فتح تحقيق مشترك، محملا السلطات الإسرائيلية “المسؤولية الكاملة” عن مقتل الصحفية.
ووصفت السلطات الفلسطينية مقتل شيرين بأنه اغتيال نفذته القوات الإسرائيلية. وأشارت الحكومة الإسرائيلية في البداية إلى أن إطلاق نار من جانب فلسطينيين ربما يكون هو السبب، لكن المسؤولين قالوا أيضا إنهم لا يمكنهم استبعاد أن تكون مراسلة قناة الجزيرة قتلت برصاص إسرائيلي.
وندد مجلس الأمن الدولي بشدة بعملية القتل، داعيا إلى “تحقيق فوري وشامل وشفاف ونزيه ومحايد”.
وأثارت وفاة الصحفية المخضرمة موجة من الحزن، وهاجمت الشرطة الإسرائيلية حشدا من المشيعين الفلسطينيين كانوا يحملون نعشها في شوارع المدينة القديمة بالقدس، الجمعة، مما أثار إدانة دولية.
وزادت مشاهد العنف، التي استمرت لدقائق، من غضب الفلسطينيين على مقتل شيرين بما ينذر بإذكاء الصراع الذي يتصاعد منذ مارس.
وقالت الشرطة الإسرائيلية، الجمعة، إن مجموعة من المشيعين في جنازة أبو عاقلة ألقت الحجارة على ضباط الشرطة.
وفي بيان لاحق صدر خلال الليل، قالت الشرطة إن المشيعين لم يلتزموا بالترتيبات الأصلية للجنازة “وهددوا سائق السيارة التي تحمل الجثمان ثم شرعوا في حمل التابوت في موكب غير مخطط له إلى المقبرة سيرا على الأقدام”.
وأضافت “تدخلت الشرطة الإسرائيلية لتفريق الغوغاء ومنعهم من أخذ التابوت حتى تتم الجنازة كما هو مخطط لها وفقا لرغبة الأسرة”.
وفي مستشفى بالقدس، توفي فلسطيني، السبت، متأثرا بجراح أصيب بها خلال اشتباكات مع قوات الأمن الإسرائيلية قبل ثلاثة أسابيع في حرم المسجد الأقصى.
وهذه أول حالة وفاة في اشتباكات في موقع حساس منذ عدة سنوات.