حرية – (16/5/2022)
قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية في العراق، ماثيو تولر أنه لا يمكن اعتبار الدولة طبيعية إذا كانت هناك أسلحة ومجاميع مسلحة خارجة عن سيطرتها، فيما طالب الحكومة العراقية بالتعامل “بحكمة” مع هذه المسألة.
وتحدث ماثيو تولر في الجلسة التي حضرها ايضاً القنصل العام الأمريكي روبرت بالادينو، ونقل جوانب منه الزميل “سلام عمر” (16 أيار 2022)، عن العلاقات الاستراتيجية بين الحكومة الأمريكية والعراق، الى جانب التطرق الى “تدخلات الحكومة الايرانية في الشؤون العراقية عن طريق دعمها للمجاميع المسلحة”.
وعرض ماثيو تولر خلال الجلسة، عدداَ من المقترحات والتوصيات بشأن الأوضاع الحالية في المناطق المتنازع عليها، بالأخص في سنجار وسهل نينوى، والتي أدت الى موجة نزوح عكسية، قائلاً: “نحن نرى أن من الضروري أن تكون هناك إرادة سياسية لحل قضايا مثل قضية المناطق المتنازع عليها والتي تشتمل على جوانب أخرى، اقتصادية، أمنية وسياسية. يجب على العراقيين أن يحلوا هذه المشاكل بأنفسهم في إطار الدستور”.
وبشأن الفصائل المسلحة قال تولر “لا يمكن اعتبار الدولة، دولة طبيعية بوجود أسلحة ومجاميع مسلحة خارجة عن سيطرتها، يمكن رؤية ذلك جلياً في سنجار، لكن ذلك كان موجوداً حتى قبل ظهور داعش، وبعد مجيء داعش سعى قسم كبير من الميليشيات التي كانت موجودة سابقاً لاكتساب الشرعية تحت مظلة الحشد الشعبي.”
وأضاف السفير الأمريكي في العراق، “ينبغي على الحكومة العراقية أن تولي اهتماماً كبيراً بهذه المسألة وبالتأكيد ستكون بحاجة للتعامل معها بسياسة حكيمة، بالأخص في التعامل مع الفصائل المسلحة التي توغلت داخل المؤسسات الاقتصادية والأمنية للدولة وتمتلك اسلحة”.
حول قضية سنجار، قال ماثيو تولر، “بالرغم من أن القائد العام للقوا المسلحة العراقية شدد على تنفيذ بنود اتفاق سنجار، لكن جميع القوات المتواجدة هناك ليست تابعة للمؤسسات الأمنية العراقية، قسم منها تتمثل بالحشد الشعبي أو مجاميع مسلحة أو ميليشيات، لكن يجب أن لا تبقى أية مجموعة مسلحة خارج سلطة الدولة، إذن ستكون هذه قضية رئيسية يجب على الحكومة الاتحادية وحكومة اقليم كوردستان العمل عليها من أجل فرض سيطرتها على تلك المجاميع”.
وتابع، “لا أعتقد أن التدخل الأمريكي في هذه القضية سيكون ذا فائدة، بل من الضروري أن يعالج العراقيون هذه المشكلة بأنفسهم، فهم يدركون جيداً بأنها مثل قنبلة يتوجب إبطالها بحذر شديد”.
ونُظمت جلسة النقاش بحضور عدد من المؤسسات الاعلامية بمناسبة انتهاء مهام ماثيو تولر كسفير للولايات المتحدة الأمريكية في العراق، حيث أن من المقرر أن تباشر ألينا رومانوفسكي، وهي ديبلوماسية أمريكية تملك خبرة 40 عاماً في مختلف الوكالات الحكومية الأمريكية، مهامها كسفيرة جديدة في العراق بداية شهر حزيران المقبل.
وتحدث ماثيو تولر عن انتظار الحكومة الأمريكية تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، لكي تتمكن من خلالها تقديم المساعدة وتطوير العلاقات بين الجانبين.
كما عبر تولر عن اسفه لمغادرة العراق، لكنه قال، “بالتأكيد لكل شيء جيد نهاية، مع ذلك أنا واثق من أن الشخص الذي سيتولى المهام بدلاً مني والبعثات التي تعمل هنا في أربيل أو في بغداد لن يوفروا جهداً”، وأشار الى قرب إنشاء مبنى جديد للقنصلية العامة الأمريكية في أربيل، قائلاً، “نحن هنا ولسنا ذاهبين الى أي مكان آخر”.